Home»International»تعس عالم ما زال فيه من يرى عرقه و لون عينيه وشعره وعقيدته معيار تميزه عمن يشاركونه صفة الآدمية والسلاح الفتاك فيه بأيدي المتهورين من ساسته

تعس عالم ما زال فيه من يرى عرقه و لون عينيه وشعره وعقيدته معيار تميزه عمن يشاركونه صفة الآدمية والسلاح الفتاك فيه بأيدي المتهورين من ساسته

0
Shares
PinterestGoogle+

تعس عالم ما زال فيه من يرى عرقه و لون عينيه وشعره وعقيدته معيار تميزه عمن يشاركونه صفة الآدمية والسلاح الفتاك فيه بأيدي المتهورين من ساسته

محمد شركي

لقد عرّى الصراع الدائر في أوكرانيا ما كان متواريا من حقائق مؤسفة ومحزنة تتعلق بذهنية منحطة لا زالت موجودة في القارة العجوز التي طالما تبجح سكانها برقيهم الحضاري، وتفوق قيمهم على باقي قيم المعمور حتى أنها صارت عقيدة الرافض لها يدان ويجرّم ، وقد يحاكم ويعاقب  على ذلك أقسى عقوبة .

ولقد كان من المفروض وجائحة الكوفيد 19 لم تبارح المعمور ، وهي التي  حصدت العديد من الأرواح البشرية ، وأعجزت أقوياء العالم ، فلم يجدوا لها علاجا فعّالا  أن ينصرف تفكيرهم إلى صيانة أمن البشرية الصحي كأولوية ملحة  حتى لا تتكرر مأساة الجائحة التي لا زالت آثارها النفسية السيئة  مدمرة،  فضلا عن عواقب  آثارها الاقتصادية  الوخيمة إلا أنهم مع شديد الأسف فجأة نفضوا أيديهم من موضوع الجائحة ، وانتقلوا إلى جائحة حرب عبثية لا مبرر لها سوى سيادة عقلية الاستعلاء والتجبر . ولا شك أن ما بقي عما دمرته جائحة الوباء ستأتي عليه لا محالة هذه الحرب العبثية  التي ستزج بساكنة المعمور في بؤس وتعاسة ، وتعود بها إلى غابر العهود خصوصا وقد بدأت بوادر تلك العهود في الظهور من جديد بشكل صريح  حيث لا زال ـ يا حسرتاه ـ  في عالم التطور التكنولوجي الهائل من يرى عرقه ولون عينيه وشعره وعقيدته معيار تميزه عمن يشاركونه الآدمية .

ومعلوم أن هذه العقلية العنصرية لم تزل في يوم من الأيام من أقطار القارة العجوز مع تفاوت بينها في ذلك ، كما أنها لم تغب عن أذهان من كانوا يعانون منها بأشكال مختلفة ، وعلى رأسهم العرب والمسلمون وشعوب القارة السمراء .

إن التصريحات المعبرة عن هذه العقلية العنصرية ،والتي نقلتها وسائل الإعلام  وترجمها انتقاء العرق الأوكراني ليكون له قصب السبق في الفرار من جحيم الحرب  بينما ترك  العرب والمسلمون بيضهم وسودهم والأفارقة في ذلك الجحيم يصطلون بناره ، ويواجهون الإبادة،  لا تختلف في شيء عن تصريحات وأفعال مشابهة في أقطار القارة الأوروبية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر النموذج الفرنسي الذي بلغ الأمر بنظامه  حد التدخل في الدين الإسلامي الذي له هويته الخاصة به ليضفي عليه ما يريد من نعوت، وهو ما  يعني المساس الصارخ بهويته . فالنظام في فرنسا لم يدخر جهدا لسنوات  في التضييق على الجالية المسلمة في تدينها حيث جرّم لباس المرأة المسلمة ، كما جرّم ذبائح المسلمين في عيدهم الأكبر ، فضلا عن التضييق عليهم في أماكن عبادتهم … وكل ذلك ممارسات عنصرية صارخة تعتمد نفس المعايير التي تعتمدها اليوم أنظمة أوروبا الشرقية المستقبلة للاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا ، وهي العرق، ولون العيون والشعور، والعقيدة الصليبية ، مع التذرع بنفس الذرائع  لتلك الممارسات ،وهي  مزاعم مناهضة الإرهاب ،والعنف، وخطاب الكراهية ، ومعاداة العلمانية …

لقد سقط قناع العقلية العنصرية في فرنسا منذ سنوات ، وهي صاحبة الماضي الاستعماري البغيض ، والتي لا زالت ترى في دول القارة السمراء التي كانت تحتلها مجرد مصادر تمويلها بما يصنع رفاهية شعبها ، بينما يخلف البؤس والفقر والمجاعة والمرض والجهل  في تلك الدول، وفيها ما لا يوجد أغنى منها ثروات ومقدرات كدولة مالي  على سبيل المثال  .

إن العالم الغربي اليوم يبكي أو يتباكى على ضحايا العدوان الروسي من الأوكرانيين ، وهو الذي لم يأسف لعدوانه البغيض على العراق وعلى أفغانستان  و لا على تشريد أهلهما وسفك دماء الملايين منهم  ،ولا على غزو الروس لأفغانستان من قبل  و غزوهم لسوريا وسفك دماء شعبها وتهجير الملايين منهم ، والذين لا ترحب بهم دول القارة العجوز، ولا تخفي عقليتها العنصرية في التعامل معهم  وقد فروا إليهم من الظلم والاضطهاد والإبادة .

إننا كشعوب عربية وإسلامية وإفريقية لا ننتظر من القارة العجوز قادة وشعوبا أن تغير من عقليتها العنصرية في التعامل معنا لأن ذلك مستحيل وإنما نريد من بني جلدتنا من المنبهرين بالغرب وقيمه الزائفة  أن تحصل لهم قناعة راسخة بأنه ترى في أعراق شعوبه  وألوان عيونهم وشعورهم وعقيدتهم الصليبية ما يجعلهم سادة العالم ، وما سواهم مجرد عبيد تماما كما كان الحال في العهود المظلمة ومن تاريخ البشرية الغابر.

وعلى الشعوب المسلمة عربها وعجمها أن تحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام وعلى عدالته التي لا اعتبار فيها لعرق ولا لون عين أو لون شعر ، والبشر عندها كلهم منحدرون من ذكر وأنثى على اختلاف  أعراقهم وألوانهم  وألسنتهم ، وقد جعلهم الله تعالى شعوبا وقبائل للتعارف والتساكن ،وتبادل المعروف فيما بينهم ، ولا فضل لفرد على فرد أو شعب على شعب إلا بتقوى الله عز وجل .

وأخيرا نقول أين حضارة الغرب الزائفة  من حضارة الإسلام  الراقية ، وأين قيمها  المنحطة من قيمه السامية  ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *