تعتبر مراسلة المؤسسات التعليمية الثانوية الإعدادية  ذوي المتمدرسين، و المتمدرسات وسيلة للتواصل من أجل تحسين مواظبة
و نتائج النشء،و الحد من معضلات عدم الالتحاق بالمدرسة العمومية و الانقطاع عن الدراسة ،ومحاربة الهدر المدرسي،و على أهمية هذه الألية،مع التوجه الجديد المعمول به،و خصوصا ما يتعلق منه  بما أصبح يصطلح عليه بمحاربة ظاهرة التسرب، و تقديم كل التسهيلات، و الأخذ بمختلف الأسباب الممكنة، و منها تفعيل منشور السيدين وزير التربية الوطنية، ووزير الداخلية،الرامي إلى تحقيق شراكات بين مؤسسات التربية و التكوين العمومية و السلطات المحلية ، و الاستعانة بجمعيات الأباء و الأمهات و ابتكار ما أمكن من وسائل ربط اتصال المؤسسات التعليمية العمومية بالأسر  من أجل حفظ التمدرس وإعادته،و التريث و عدم التسرع في فصل التلاميذ و التلميذات، و التشطيب عليهم،فقد أصبح الإجراء المعمول به، القاضي بمراسلة أهل التلاميذ المنقطعين عن الدراسة أسبوعين بالبريد المضمون، ثم التشطيب عليهم بعد انصرام شهر كامل على تاريخ انقطاعهم عن الدراسة إجراء مساهم بدوره في الهدر المدرسي،و نشر معضلة الانقطاع عن التمدرس،وأمام هذه المستجدات،و هذه التحولات؛ فمتى تبادر الوزارة الوصية و من يمثلونها  إلى إلغاء هذا الإجراء، و إعفاء الأباء من إلزام أبنائهم بالإدلاء عند مستهل كل سنة دراسية جديدة بأظرفة متنبرة مكلفة لمراسلتهم مرتين بالبريد العادي،المرة الأولى، عقب ثلاثة أيام من الغياب، و المرة الثانية ،مباشرة بعد أسبوع من الغياب ،و المرة الثالثة بالبريد  المضمون ،دون أي تقدير بأن هذا الشكل الأخير من المراسلة معيب أصلا بحجية أن هذه الرسائل غالبا ما تعود بملاحظة غير مطلوب،و أن المجلس الأعلى يقضي بأن الرسائل المبعوثة للأطراف بالبريد المضمون مع الإشعار بالتوصل،و الراجعة بملاحظة غير مطلوب، لا تفيد التوصل،و أن أي قرار مستند عليها معيب و باطل، هذا إلى جانب أن استدعاء أولياء أمر المتعلمين و المتعلمات بالبريد المضمون لم يعد له أي دور في إطار إعمال الميثاق الوطني للتربية و التكوين، و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،ومراهنة كل الفاعلين المعنيين بحميع  الوسائل على الإبقاء على التمدرس بالمدرسة العمومية؟

من امحمد اجليوط

حارس عام للخارجية بالثانوية الإعدادية الشاطئ