يحتاج من يمارس الادارة أو ادارة وقيادة موارد بشرية ومادية ومؤسساتية نحو رؤية وهدف سواء في المرفق العام او الخاص ..الى مجموعة من المهارات والامكانيات والقدرات ،وتمثل هذه المهارات قاسما مشتركا بين المستويات الادارية المختلفة بدءا من المستويات الدنيا،مرورا بالادارة الوسطى والمستوى الاعلى والاستراتيجي .
        وتمثل هذه الكفاءات بصفة عامة  (  كما جاء عن بحث للمركز العربي للتطوير الاداري سنة  1995 .)  في :

     أولا : الكفاءات الفنية :

     وهي كل ما يتصل بالمعلومات والقدرات الفنية الخاصة بعمله كمعرفته بوصف وظيفته ومتطلباتها ومسؤلياته وواجباته فيها معرفة شاملة من الناحية التنظيمية والقانونية واللاخلاقية والعرفية ..ويبقى الموظف على دراية تامة بمتغيرات الظروف المحيطة بمهنته بالبحث المستمر والدراسة والاطلاع على كل جديد في عمله وذلك لمسايرة التقدم والتطوير والتغيير .( العلم )

       ثانيا : المهارات الانسانية :      

       وهي كل ما يتعلق بسلوك الموظف كفرد في علاقته بالاخرين وأسلوبه في التعامل معهم ،ويدخل في ذلك سلوكه في الاتصال والتحاور والقيادة ،وتفاعله خلال المواقف الاجتماعية المختلفة ..وتندرج المهارات الانسانية بصفة عامة في حسن خلق الموظف من : مروءة وصدق القول والعمل و حسن الاصغاء ،والتواصل المسؤول ونكران الذات والتواضع والاخاء ..
وهذه كلها مهارات سلوكية أساسية لازمة له في عمله على كل المستويات ..حيث ان المورد البشري هو المورد الحرج لأي ادارة ،وسلوك الموظفين الافراد اثناء أدائهم لأعمالهم هو الفيصل بين نجاح الادارة أو فشلها.ومن ثم كان لابد من مهارات فعالة تضبط ايقاع الموظف وأهوائه وشهواته .ويجدر هنا القول أن الموظف يجب أن يكون حسن الخلق داخل العمل وخارجه لكون أي تصرف غير أخلاقي للموظف في خارج العمل يؤثر سلبا على رواد ادارته والمتعاملين معه .( الاخلاق )

        ثالثا : الكفاءة الفكرية :

        أي قدرته على النظرة الشاملة والواسعة للأمور ،فيربط بين أنماط السلوك المختلفة في عمله ،وينسق بين القرارات العديدة التي تصدرفيها بما يساعد الادارة ككل على التوجه نحو الهدف المحدد لها .( التجربة )
وقد أورد المفكر (هربرت) احصائية توضح مزيج الكفاءات والمهارات في الادارات المختلفة من حيث المستويات .
المهارات الادارية اللازمة في المستويات الادارية
مستوى الادارة الدنيا
    مستوى الادارة المتوسطة
    مستوى الادارة العليا  
    الكفاءة / المستوى
12%
    23%
    39%
    الكفاءة الفكرية
38%
    42%
    43%
    الكفاءة الانسانية
50%
    35%
    18%
    الكفاءة الفنية
100%
    100%
    100%
    المجموع       

 
             ويمكن القول أن القدرات الفنية يمكن تنميتها بالتدريب أثناء اداء العمل ،ويمكن تحصيلها بالدراسة في المعاهد والكليات وفي برامج والدورات  التدريبية .
             أما القدرات الفكرية فهي تكتسب عادة بالخبرة ..أي جمع الخبرات أثناء ممارسة العمل لمدة طويلة ومن خلال تنقل الموظف للعمل في ادارات مختلفة ومواقع مختلفة .
ومن خلال رؤية اخرى ،يرى الدكتور سيد الهواري أنه يمكن اجمال القدرات الواجب توفرها في الاداري في ثلاث مجموعات :
المجموعة الاولى :
 تتعلق بكيفية التعامل مع مختلف أنواع الناس وتشمل  :
                                                                   * مهارات التحفيز للعمل
                                                                   * مهارات الاستماع للغير
                                                                   * مهارات الاتصال بالغير
المجموعة الثانية :
تتعلق هذه المهارات بالمعلومات وتضم :
                                                 * مهارات تجميع المعلومات ( الملائمة – الدقة – التوقيت ).
                                                 * مهارات تخزين المعلومات بقصد استرجاعها بسرعة .
                                                 * مهارات تفسير وتحليل الموضوعات .
المجموعة الثالثة :
تتعلق اساسا بمهارات اتخاذ القرارات ( وهي التي أصبحت أكثر أهمية في البحوث الادارية ).ومنها :
                                * مهارات تشخيص المشكلات .
                                * مهارات التحليل الموضوعي .
                                * تفهم اقتصاديا المشروع والاستثمار،وقانونيا المسؤولية والالتزام والواجب ..
                                * تفهم الاولويات والعمل بوجبها.
ويبقى لنا رأي :
                   ان أغلب المراجع التي تتناول الكفاءة والمهارة للاداري في البحوث الادارية العربية تفصل بشكل كبير في بعد المهارات والقدرات ،وتكاد مجملها تغفل البعد الاخلاقي الاسلامي ..
                   في حين يجب اعطاء الاولوية لما يزخر به ديننا من حيث الثقافة الاخلاقية في ضل التقدم الاداري والبحث العلمي فيه من جهة ،وأمام المناخ الذي اصبح يعمل فيه الموظف المتسم بالتغيير والتطور السريع ،وتضارب القيم ،وتداخل الايديولوجيات العالمية وتصادم النظريات الاقليمية..فان البعد الاخلاقي في الادارة أمر على جانب كبير من الاهمية .
                     واذا أردنا أن نستفيد من تراثنا العربي الاسلامي فاننا نقول أن هذا البعد يشمل جانب الامانة ،اما بعد المهارات فيشمل جانب القوة وهما مفهومان اللذان وردا في الاية الكريمة (( ان خير من استأجرت القوي الامين )).
                     والامانة تشمل تقوى الله ،والحرص على أموال المؤسسة سواء كانت ادارة عامة او خاصة ،والطهارة الخلقية ،وومحاربة الفساد ،وقول الحق ،وابداء النصح وقبوله والابداع والاعتزاز بالهوية والانتماء للملكية المغربية الاسلامية العربية ..

محفوظ كيطوني

اختصاص  ادارة