ماذا ينتظر من أكبر دولة في العالم ومثيلاتها في الغرب وهي تكيل بمكيالين فتؤيد وتدعم الجلاد في حين تجرم الضحية ؟
ماذا ينتظر من أكبر دولة في العالم ومثيلاتها في الغرب وهي تكيل بمكيالين فتؤيد وتدعم الجلاد في حين تجرم الضحية ؟
محمد شركي
تابع العالم عبر وسائل الإعلام العالمية مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية وهو يسأل عن الوضع المتوتر في أرض فلسطين المحتلة على إثر تحرك المحتل الصهيوني الأخير لتهجير الساكنة الفلسطينية من حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشريف من خلال عزمه تنظيم مسيرات لمستوطينه العنصريين ترمز إلى تطويق المدينة المقدسة لاستكمال السيطرة عليها بعدما أعلنت الإدارة الأمريكية السابقة أنها عاصمته الأبدية .
ولقد لاحظ المتابعون لحديث هذا المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية الحالية الحرج الذي أوقعه فيه من كان يحاوره من الصحفيين، وهو يعبر عما سماه تأييد إدارته لدفاع الكيان الصهيوني العنصري عن نفسه دون الاعتراف بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم وعن مقدساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ،الشيء الذي كشف كعادة الإدارة الأمريكية اعتمادها ازدواجية المكيال في تعاملها مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة .
وكيف يمكن لدولة في حجم الولايات المتحدة أن تبقى لها مصداقية في العالم وهي تكيل بمكيالين، فتؤيد الجلاد وتدعمه وتموله في حين تدين الضحية .
ولقد عبر أحرار وشرفاء العالم في الغرب وفي الولايات المتحدة وعموم العالم عن استهجانهم للموقف الأمريكي المتحيز للمحتل الصهيوني . ومما زاد من فضيحة هذا التحيز والدعم اللامشروط لهذا المحتل هو عرقلة الإدارة الأمريكية لجلسات مجلس الأمن الهادفة إلى تسريع وتيرة وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وهو يدمر البنيان ويفتك بالإنسان بآلته الحربية المدمرة التي تتولى الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا توفيرها له بسخاء ليستعملها بوحشية وهمجية غير مسبوقة متحديا كل الأعراف والقوانين الدولية التي دأب على الدوس عليها باستمرار منذ نشأته باستكبار واستعلاء ، وهو يعامل من طرف داعميه في الغرب بالمال والسلاح والفيتو معاملة الكيان المدلل الذي يستبيح كرامة شعب احتل أرضه، وقد هجر الملايين منه من الذين يعيشون في مخيمات الشتات ، وحاصر الذين ظلوا مرابطين فوق أرضهم حصارا خانقا ومذلا.
وللتذكير فإن وسائل التواصل الاجتماعي تداولت حديثا للرئيس الأمريكي الحالي وهو يصرح خلال حملته الانتخابية بصهيونيته مفتخرا ومعتزا بها ، الشيء الذي ذهب حينئذ بمصداقيته كدأب كل رئيس سابق قاد الولايات المتحدة سواء كان من حزب الجمهوريين أم من حزب الديمقراطيين ، وهذا أيضا هو دأب كل القادة الذين يتناوبون على حكم دول أوروبا الغربية .
إن العالم اليوم يقف مندهشا من موقف أكبر دولة في العالم تدعي إدارتها الوصاية على الديمقراطية في المعمور ، وأين هي من هذه الوصاية، وهي تصدر في قراراتها عما يمليه عليها اللوبي الصهيوني المتحكم فيها ؟
وأمام استمرار التحيز الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني العنصري لم يبق أمام الشعب الفلسطيني سوى الاعتماد على الله عز وجل وعلى صمود أبنائه ونضالهم من أجل تحرير وطنهم المغتصب ، ومن أجل حماية مقدساته وعلى رأسها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، كما أنه لم تبق في جعبة المتذرعين أية ذريعة يدافعون بها عن التعامل مع هذا الكيان المارق، والعالم يتابع سياسته العنصرية ووحشيته وهمجيته ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود دون أن يستفيق ضميرهذا العالم عموما وضمير الشطرالغربي منه على وجه الخصوص لإنصاف شعب مظلوم احتلت أرضه بالقوة ،وقد سلمها المحتل البريطاني إلى عصابات الكيان الصهيوني لتخلفه في احتلالها في فترة ضعف أصحاب الأرض وقلة إمكانياتهم للدفاع عنها كما سجل التاريخ ذلك .ومضى الاحتلال البريطاني دون محاسبة أو محاكمة على جريمته في حق الشعب الفلسطيني كدأب كل محتل غربي لم يحاسب على احتلاله أوطان شعوب استضعفها ، ودون مجرد التعبير عن ندمه على ما فعل أو الاقرار به كوقف أخلاقي .
وأخيرا نقول على الإدارة الأمريكية ومثيلاتها في دول أوروبا الغربية ومن يحذو حذوها في غيرها من البلاد أويفخر ويقتدي بها أن تكف عن صم آذاننا بالحديث عن الوصاية على الديمقراطية وحقوق الإنسان ، والشرعية ، والقوانين الدولية ، وهي تنهج سياسة المكيال المزدوج والمطفف الفاضحة ، وعلى أصحاب الضمائر الحية فيها أن يجهروا بلا مصداقيتها في هذا العالم إن كان يعنيهم الحرص على مصداقيتهم وإلا على الجميع أن يقبل بأن يوصف بما يناسبه من وصف يعبر عن حقيقته .
Aucun commentaire