مأساة بدو اقليم بوعرفة- فكيك ومسؤولية الدولة !!
عمر الطيبي
قدم التلفزيون الجزائري مؤخرا رجلين مغربيين من بدو اقليم بوعرفة فكيك مشدودين الى بعضهما البعض بقيد معدني متين، بسبب ان الرجلين عملا قبيل القاء القبض عليهما من طرف حرس الحدود الجزائريين، كحمالين لفاءدة مهربي المخدرات.
زيادة عن ان المسؤولين عن هذه المهزلة الاعلامية لم يحترموا قرينة البراءة وقاما بالتشهير بالرجلين الباءسين واستجوابهما في الهواء الطلق، فقد تصرفوا بانتشاء ظاهر، مع محاولة الايحاء بان هذا التهريب يدخل في إطار السعي لتخريب الجزائر، وفق منطوق التهمة الموجهة للمغرب في مثل هذه الحالات من طرف نظام الجنرالات !!
وحتى يتبين القاريء عمق مأساة الرجلين اقدم هنا نص تصريح أحدهما للضابط الجزائري، كما نقلته كاميرا التلفزيون الجزائري مع ترجمته حتى لا يتحجج المسؤولون المغاربة بعدم الفهم :
* « زيرني الزلط .. ما لكاو اولادي ما ياكلوا .. شياهي كملهم الجفاف .. وكالوا لي نعطيوك 400 الف .. كلت نجيبها نعتق بها.. الله غالب ما لقيتش الخبز لولادي .. الزلط هو اللي زيدنا لهذا الشي ومن شكو ما كانش شي حاجة اخرى « .
يقول الرجل يا السي العثماني :
» حاصرني الفقر الشديد، لم يجد أبنائي ما ياكلونه، شياهي قضى عليهم الجفاف .. قالوا لي نعطيك اربعة الاف درهم .. قلت احصل عليها واعتق بها نفسي واولادي .. الله غالب لم اجد الخبز لاولادي، الفقر الشديد وحده هو الذي دفع بنا لهذا الشيء ، ولا يوجد وراء ذلك اي دافع اخر » !!
في الحقيقة قال الرجل المسكين في القناة الجزائرية وتحت سلطة حرس الحدود الجزائريين، بكل صدق وامانة ما لم يتح للاغلبية الساحقة من بدو اقليم بوعرفة فكيك خاصة وبدو الجهة الشرقية عامة، ان يقولوه، فهذه الشريحة من المواطنين المغاربة تعيش منذ سنوات وخاصة خلال الشهور الاخيرة مأساة حقيقية !!
مأساة تتمثل في معاناتهم مع الجوع والمرض والبطالة وانعدام الكرامة والحقوق الاساسية، وذلك بعدما توالت عليهم سنين الجفاف، وأغلقت في وجوههم الاسواق بسبب كورونا، ونفقت قطعانهم، مما حذا ببعضهم لسلوك طريق المخاطر كحال هذين الرجلين اللذين تحولات الى حمالين تحت تصرف مهربي المخدرات، ومحاولة الكثير من الشباب الهجرة نحو اوروبا عن طرق الحريك عبر السواحل الجزائرية مما خلف ضحايا كثر، اما غرقا، او حبسا في السجون الجزائرية.
كل ذلك والمسؤولين المغاربة لا يحركون ساكنا للتخفيف من معاناة هؤلاء المواطنين ومخاولة انقاذهم مما هم فيه من هذه الكارثة التي حلت بهم ..
ان المسؤولين اصبحوا مطالبين وبدون تأخير بالتعجيل بإعلان الإقليم منطقة منكوبة، ومد السكان بمساعدات عاجلة، ووضع برنامح مستعجل لمساعدتهم على الخروج من هذه الوضعية الماساوية على المديين القريب والمتوسط، ومدهم بأسباب العيش الكريم وبما يحفض كرامتهم وانسانيتهم كمواطنين كاملي المواطنة،
ع.ط
1 Comment
Toute un peuple pauvre en algérie son régime ne peut donner de leçon aux autres