كلام صحيح
اين ايام الضيافة بالخبز و الزيت و الزيتون الاسود و الزبدة و الكونفتير…
اين ايام صينية الالومنيوم و كيسان حياتي…
اين الزيارة بدون اعلام و لا استئذان… و الوجه مبشور و القلب فرحان..
اصبح التصنع في الضيافة لدرجة افزعت الناس حتى تركوا التزاور… كثر المواعين… و اصبح البلاطو مفرش و الكيسان جداد و البراد الغالي و دواز اتاي حلوة اللوز و الصابلي ب 90 درهم تحطيها فطبسيل ما تبان..
و زيدي رغيفات و بغريرات كيكات…
و طباسل صغار بعدد ضيوف.. و السرابت و المشاور….
جلسة واحدة يقوم بعدها الضيف الواحد تاركا عرام ديال المواعن للغسل اغلبهم زواق و بروتوكول… حتى المائدة مابقاتش تتفرش بالقلع… و اصبحت الضيافة بالناب الثوب… كل مرة تقع عليها نقطة تفرض خاصك تصبنها هي و سرابتها…
من كثرة المشقة اصبح الضيف مشقة و التزاور كلفة و الكرم مباهاة… و اخرتها لما يخرج الضيف.. نقلبوها غيبة و تعياب فيه… حتى برتوكول الضيافة لم يكن من القلب… كان زواق و نفاق…
هذا غير قصة ضيف واحد مع جلسة اتاي.. اما ضيف الغداء او العشاء.. فتلك حريرة اخرى…
المهم اصبحت بيوتنا مهجورة من الضيوف… و اصبحت صالاتنا فراشا للشياطين المفاخرة بتقديم الضيافة أفسدت فرحة اللقاء وأصبح التزاور هماً بعد أن كان سروراً…
ما أجمل البساطة والتواضع فالناس لم يذهبوا لزيارة الآخرين من مجاعة ليأكلوا ما لذَّ وطاب عندهم إنما ذهبوا للأنس ولكن البعض حوّل هذا الأنس و الإخاء إلى تعب وهم وشقاء فقلَّ المتزاورون وثقل الضيف على المزورين لما ذهبت البساطة وطغت الكلفة…
يصرُّ صاحبنا على أن لا يدخل بيت زائره إلا حاملاً شيئاً بيده وكثيرٌ منا لايملك مالاً فيقعد في بيته ولا يزور أحداً…
كذلك صاحب البيت يُرهقُ أهله ويُفرغُ ما في جيبه من أجل زائرٍ حبيب لم يكن يريد من وراء الزيارة إلا رؤية حبيبه أو تفقد قريبه…
لذلك قلَّ طَرقُ الأبواب وتزاور الأصحاب وكثر التلاوم والعتاب…
ولو فهموا لعلموا أن الأمر كما قال عمر رحمه الله: الكرم شيئٌ هيِّن، وجهٌ طلقٌ وكلامٌ ليِّن…
رحم الله من قال: أحب إخواني الذين لا يتكلفون لي ولا أتكلف لهم…
ورحم الله غيره عندما قال: زوال الكلفة يزيد الألفة…
كم ظلمنا أنفسنا عندما ضيَّعنا عبادة التزاور من أجل كرمٍ مستعار…
تبسَّطوا يرحمكم الله فالزائر بيته مملوءٌ طعاماً والمزور نعرف أهله كراما…
جلسات الود مع الأحبة على كوبٍ من الشاي خيرٌ من تأخُّر البركة عن بيوتٍ غاب عنها طرق الصلحاء
=====
منقول…