عبدالقادر كتــرة

الحمد لله الذي أنزل لكل داء دواء، غير أن لكل دواء آثار سلبية عند تناوله، وخاصةً إذا استمر لفترة طويلة، ولذلك ينصح بمراجعة الطبيب قبل تناول أي دواء لوقت طويل، خاصة وأن بعض المصابين بشتى الأمراض قد يهرولون إلى الصيدليات لاقتناء أدوية، عن علم أو جهل، قد تكون خطيرة على صحتهم ولا توافق بنيتهم الجسمانية أو مناعتهم ومقاومتهم الذاتية أو لتفاعلها مع أدوية أخرى تتحول فيما بعد إلى سموم.

من الضروري والواجب أن تسأل الطبيب وتستشيره، قبل تناول أي دواء، عن المدة المحددة له، لأن هناك أدوية لا يجب تناولها لفترات طويلة حتى لا تسبب أضرار ومخاطر على الصحة.

أبرز الأدوية التي لا يسمح بتناولها لوقت طويل دون استشارة الطبيب، المضادات الحيوية، حيث حين يصف الطبيب مضادا حيويا فإنه يحدد جرعة لا يجب أن تزيد أو تقل عنها حتى يكون فعالاً، إذ يمكن أن تقوم البكتيريا بمقاومة المادة الفعالة للدواء إذا لم يتم تناوله بهذه الجرعة.

وبالتالي سيكون من الصعب التغلب على هذا النوع من البكتيريا فيما بعد، ويمكن تكرار المضاد الحيوي مرة أخرى إذا تطلب العلاج ذلك، ويكون هذا بوصف من الطبيب.

هناك مضادات الاكتئاب والمهدئات والمنومات التي يمكن أن تتحول إلى أدوية لا يمكن الاستغناء عنها، فهي من أنواع الأدوية التي تسبب إدمان إذا تم تناولها لفترات طويلة. فلا يتمكن المريض من النوم إلا بعد تناول الدواء المنوم، ويشعر بالتوتر لحين أخذ دواء القلق والإكتئاب، وهكذا تصبح الحياة مستحيلة بدون هذه الأدوية.

أدوية الخصوبة من الأدوية التي لا يجب تناولها لفترات طويلة هي أدوية الخصوبة سواء لدى الرجال أو النساء، لأنها تؤثر على نظام الهرمونات في الجسم ويمكن أن تؤدي لأثار سلبية عديدة، حيث إن بعض العلاجات التي يصفها الطبيب ستكون لفترة طويلة مثل منشطات التبويض وعلاجات سرعة القذف وغيرها.

المسكنات ومضادات الإلتهاب التي يلجأ إليها كثير من الأشخاص عند الشعور بالآلام في الجسم، ولكن الإكثار من المسكنات يمكن أن يؤدي للعديد من المشكلات الصحية وخاصةً في المعدة، فتساعد في الإصابة بقرح الجهاز الهضمي، ولذلك يجب التقليل من تناولها بقدر المستطاع، ووقاية الجسم من الآلام بدلاً من الإعتياد على علاج هذه المشكلات بالأدوية.

وفي حالة إجراء عملية جراحية والاضطرار لأخذ مسكنات للالام، يجب أن يكون بمتابعة مع الطبيب، كما أن تناول مضادات الإلتهابات اللاسترويدية لفترات طويلة يزيد من مخاطر أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ثم هناك أدوية الإسهال والإمساك، حيث يفضل الشخص عند الإصابة بالإسهال أو الإمساك، اللجوء إلى الوصفات الطبيعية والأطعمة الصحية التي تساعد في التخلص من هذه المشكلات، وذلك لأن أدوية علاج الإسهال والإمساك لها اثار سلبية عديدة، وخاصةً على الأطفال .والإكثار من أدوية الإسهال يمكن أن يسبب حدوث جفاف وإمساك لفترة طويلة، مما يسبب الام وتقلصات شديدة في المعدة، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل الغثيان والقيء.

أدوية السعال ونزلات البرد والأنفلونزا تتسبب سرعة نبضات القلب ويمكن أن تؤدي إلى حدوث تشنجات، عند تناولها لوقت طويل، لما لها من اثار جانبية عديدة، والأفضل من الأدوية هو استخدام وصفات طبيعية وشرب السوائل الدافئة لعلاج السعال والبرد، كما أن الوقاية أفضل بكثير من العلاج.

دواء الكورتيزون، على الرغم من أهمية الكورتيزون في علاج كثير من المشكلات الصحية، ولكن الاستمرار في أخذ جرعات لفترات طويلة تزيد عن ثلاثة أشهر سوف تسبب مجموعة كبيرة من الأمراض مثل نقص المناعة في الجسم، الأمراض المعدية، هشاشة العظام، وارتفاع السكر في الدم. كما تؤدي مادة الكورتيزون إلى ارتفاع ضغط الدم وجلطات القلب أو الدماغ