مونية لحلو

رجاء بوزيان واحدة من آلاف المصابين بداء السرطان و التي أطلقت حملة »مابغيناش نموتو بالسرطان بغينا حقنا في العلاج المجاني »، سلمت الروح لبارئها صباح يوم السبت 4 يناير2020، لا لشيء-بعد القضاء و القدر- سوى لأنها حرمت من حقها في العلاج و بالتالي تطورت حالتها.
ترى كم من رجاء راحت ضحية الإهمال الطبي وعدم الاستفادة من الحق في العلاج؟رسالة باسم كل مرضى السرطان إلى السيد وزير الصحة،نحن كمواطنين من حقنا الاستفادة من العلاج،وأنت كمسؤول من واجبك حل مشكل عدم توفر أدوية السرطان، هذا الداء الفتاك الذي لا يمهل المرضى.مرضى السرطان هم في سباق، الثانية فيه تعني حياة أو موت.
رجاء أطلقت الحملة لكن لم يكتب لها أن ترى نتيجتها وكأنها تقول »أموت ليعيش الآخرون ».
ونحن إذ نثمن هذه الحملة التي لقيت دعما في كافة أنحاء المملكة نود ألا تستغل لشيء في نفس يعقوب.فبمقابل حملة محاربات السرطان والتي تدعو فقط للحق في الحياة وفي العلاج المجاني، ظهرت جهات أخرى استغلت صور رجاء قيد حياتها و صورة قبرها للدعوة لإنشاء صندوق لدعم مرضى السرطان ودعوة المواطنين لتوقيع عريضة تحمل رقم التسجيل في اللوائح الانتخابية.إذن هذه إشارة إلى استغلال هذه القضية في حملة انتخابية سابقة لأوانها.
من جهة أخرى،و في حالة ما إذا أسلمنا بفائدة إنشاء هذا الصندوق ، هناك مجموعة من الأسئلة تتبادر إلى الذهن.كم سيستغل إنشاء هذا الصندوق من الوقت؟من سيشرف على تسييره؟وكيف سيتم تحديد المستفيدون؟ما هي شروط الاستفادة منه؟لا شك أنه سيعتمد نفس إجراءات صناديق التغطية الصحية البيروقراطية وبالتالي لن يستفيد منه المرضى في وقت الضرورة.
مجموعة محاربات السرطان مطلبهن الوحيد هو استفادة جميع مرضى السرطان من العلاج المجاني وتوفير الأدوية في أقرب وقت ممكن حتى لا تزهق المزيد من الأرواح في ظل انتظار قد يطول. إن الدولة ملزمة بمقتضى الدستور بتوفير العلاج للمواطنين وهذا من أبسط حقوقهم.