تتمة الارتسامة الاستثنائية:
أساتذة مروا من كلية الحقوق وجدة
تذكير.. ومستملحات بوشعيب الدكالي

كان التعديل الحكومي الحالي مناسبة، استحضرت فيها خروج وزراء « حزب كلية الحقوق وجدة » من الحكومة..
كان الأر يتعلق بكل من محمد أوجار (طالب سابق بالكلية).. ثم كل من محمد نجيب بوليف ومحمد لعرج (أستاذان سابقان بالكلية)..
ولكنها أيضا فرصة لاستحضار عدد كبير من الأساتذة الذين مروا من هنا..
أساتذة بدأوا مشوارهم المهني بكلية الحقوق بوجدة..
ثم انتقلوا للعمل خارجها..
وفي نفس الوقت تحملوا مسؤوليات إدارية كبيرة..
سأعود لاحقا للحديث عن كل واحد منهم.. لكن للحديث سياق.

بعضهم بقي داخل الحرم الجامعي:
عبد الباقي أكرار (مدير سابق للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة)..
محمد الرهج (عميد كلية الحقوق سطات، بالموازاة مع رئاسة الجامعة).. مناضل سياسي وحزبي.. ونقابي من النمط الصارم..
عبد القادر التيعلاتي (عميد سابق بكلية الحقوق سطات)..
محمد يحيا (عميد كلية الحقوق طنجة)..
عبد الحق صاحب الدين (مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة)..
منصور عسو (عميد كلية الحقوق فاس)..

استحضر من بين هؤلاء الزملاء الأستاذ صاحب الدين.. كنتُ دائما أناقش معه فكرة انتقاله للعمل بالجامعة بالجديدة.. مسقط رأسه..
من خلال النقاش معه فتجت عيني على معطيات لم تكن ببالي..
كنتُ أمازحه بالقول « لا أدري كيف تعمل على الانتقال من جامعة محمد الأول.. إلى جامعة بوشعيب الدكالي »..
اسم « بوشعيب الدكالي » كانت يُثير لدي الضحك..
سايرني لمدة..
وفي يوم ما خرج عن هدوءه المعهود فيه..
وانفجر موضحا لي أن « بوشعيب الدكالي » ليس كما يتبادر للذهن اسم فنان شعبي..
بل أن أبو شعيب الدكالي (1878-1937) من كبار علماء المغرب.. تولى وظائف دينية بارزة، حتى أنه تولى وظيفة الخطابة في الحرم المكي.. والإفتاء في المذاهب الأربعة.. وألقى دروسا بالأزهر بمصر.. وبجامع الزيتونة بتونس.. كما أنه تولى وزارة العدل في المغرب.. وحاصل على الرياسة العلمية في الدروس السلطانية بالقصر الملكي من عهد السلطان عبد الحفيظ، إلى غاية السلطان محمد الخامس..
بل إنه عندما قدم استعفاءه من الوزارة لأسباب صحية سنة 1932.. منحه السلطان لقب « وزير شرفي » اعترافا بمكانته العلمية..
تحية للزميل والصديق عبد الحق صاحب الدين..

مجموعة أخرى من الأساتذة التحقوا بمهام إدارية مُتنوعة..
أمين لمزوري (مدير المدرسة العليا للإدارة العمومية، ثم مدير التكوين بوزارة الداخلية)..
بكور المختار (مدير الشؤون القانونية والمنازعات بوزارة التعليم العالي.. حاليا مدير الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي)..
مصطفى التيمي (مدير المدرسة العليا للإدارة العمومية.. مفتش عام بوزارة الوظيفة العمومية.. مدير الشؤون القانونية والمنازعات بوزارة التعليم العالي.. حاليا الكاتب العام لوزارة الثقافة)..
العربي امرابط (عمال مكلف بالعلاقات مع المينورسو بوزارة الداخلية)..
فريد شوراق (عمال عمالة إقليم الرحامنة.. حاليا عامل عمالة إقليم الحسيمة).. كان بمثابة رجل إطفاء للنزاعات والخلافات داخل الكلية..
ما هو مهم في هذه المجموعة هو التضامن بين مكوناتها.. لاحظوا أن ثلاثة منهم تداولوا فيما بينهم على نفس المناصب..

مجموعة ثالثة من الأساتذة « التحقت » بالعمل السياسي والحزبي..
ولجت قبة البرلمان.. محمد لعرج.. محمد نجيب بوليف.. قبل استوزارهما..
وحدها الأستاذة زهور الشقافي التي عملت بعد ولايتها النيابية على تأسيس حزب سياسي تترأسه حاليا.. حزب المجتمع الديمقراطي..
خريجة الجامعة العراقية.. كانت دائما تعتبر أن الديمقراطية مسألة مُجتمعية.. منذ انتخابها مستشارة جماعية.. ثم أول مستشارة جهوية.. إلى غاية حصولها على عضوية مجلس النواب..

وتبقى حالة الأستاذ صبح الله الغازي مُتميزة..
عضوية المجلس الدستوري..
مهمة تليق بمكانته واجتهاداته العلمية..

أما قصتي أنا مع الرباط.. فسأصل إليها في حينه..
انتظرونا