الوقت الضائع من عمر من أساء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي فحاق به عذاب واقع ليس له دافع
الوقت الضائع من عمر من أساء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي فحاق به عذاب واقع ليس له دافع
محمد شركي
إذا كانت الأمم غير المسلمة في غفلة لجهلها بالإسلام أو تجاهله لما فيه من شديد التحذير والوعيد من صرف العمر القصير فيما لا يجدي نفعا في العاجل والآجل ، فإن أمة الإسلام لا عذر لها لعلمها بهذا التحذير والوعيد الذي تضمنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع :عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه » ، فإذا طبقنا مضمون هذا الحديث النبوي الشريف على مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي وقد صار الناس في هذا الزمن مستلبين بها إلى حد الهوس حتى أنهم شغلوا بها عما ينفعهم في عاجلهم وآجلهم ، نجد هذا الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطبق عليهم، ذلك أنهم يصرفون فترات طويلة من أعمارهم القصيرة تداعب سبابتهم بلورات هواتفهم الخلوية ، وأنهم يعرضون صحتهم للخطر بسبب الأضواء والأشعة الصادرة عنها الفتاكة والمدمرة للأجساد كما جزم بذلك أهل العلم والخبر والتجربة ، وأنهم لا يتعلمون منها ما ينفعهم في عاجل أو آجل لأنهم يتهافتون على النوادر والنكت ، ونهش الأعراض والسخرية والاستهزاء بالخلق ، واللهو واللعب ، وأنهم ينفقون مالا لاقتنائها ، ويتنافسون في الحصول على آخر جيل منها ، ويتفاخرون بينهم بذلك ، ويصرفون عليها مالا لتعبئتها ولتزويدها بالطاقة ، وهي تستعمل فيما لا ينفع بل هي ضارة ماديا ومعنويا .
هؤلاء لن تزول أقدامهم يوم القيامة وهم يعرضون على خالقهم سبحانه وتعالى حتى يسألون كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسئلة الأربعة فيما يخص إنفاق جزء معتبر من أعمارهم في الاشتغال بهواتفهم الخلوية ، وعن الأجساد التي تضررت منها بسبب أشعتها وأضوائها ، وعن عدم تحصيل علم نافع منها والعمل به ، وعن مال أنفق عليها وعن مصدر كسبه .
ومعلوم أن من فشل يومئذ في الجواب عن هذه الأسئلة واجه شر مصير لن ينجو منه إما من انصرف عن الانشغال العابث بالهواتف الخلوية جملة وتفصيلا ، أومن وفق في استعمالها الاستعمال الرشيد بتخصيص وقت وجيز لها لتحقيق فائدة ملموسة كتحصيل علم نافع مع العمل به أو تلاوة كتاب الله عز وجل المصور والمسموع أو الانصات إلى تلاوته والتخلق بأخلاقه أو استعراض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزامها مع الاقتصاد في صرف المال على تعبئتها .
ولا شك أن الآباء والأمهات وأولياء أمور الناشئة سيسألون عن مسؤوليتهم تجاه أبنائهم وبناتهم وقد استعبدتهم الهواتف الخلويات واللوحات الرقمية وصرفتهم عن تحصيل علم نافع في العاجل والآجل ، وأفسدت أخلاقهم بشكل فظيع .
فهلا اتعظ من استلبته وسائل التواصل الاجتماعي ، وأوقعته في المحظور الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور؟؟؟
Aucun commentaire