VIDEO هنيئا لك الفوز الذي أنت فوزه
رمضان مصباح الإدريسي
هنيئا للشعب الجزائري بفريقه الذي أهله للنهاية،بعد سنين عجاف ..
وهنيئا للشعب المغربي بروحه الرياضية الراقية ،وهو يشجع الفريق الجزائري ،بعد أن كبَتْ أحصنته ،وتآكلت أظافر أسوده ،إلى حين .
لو لم تكن الشعوب ،في كل المعمور،أرقى من الحكام والساسة ،لسار التاريخ في اتجاه واحد ،وبسرعة واحدة، إلى أن تتكور شمسه وتنْهد رواسيه وتموت طاقته.
الشعوب مهماز الساسة ،وكهرباء الليل ،حينما يرخي سدوله ويثَّاقل كالصخر،ولا فجر في الأفق.
في غمرة هذه الفرحة الكروية الجزائرية، استبد بي إغراء السياسة،فبدا لي التأهل للنهاية ،كما الفوز النهائي المأمول، مستحقا لحراك الشعب الجزائري.
لو لم تكن لعبةَ أقدام ،وبنتَ دهاء وعضلات وعَرقٍ- ليس إلا – لحسمت فيها السياسة الشعبية الإفريقية وسلمتها للشعب الجزائري استحقاقا.
كيف لا يستحقها شعب نهض عن بكرة ولاياته، مدنه ،قراه ،جباله، وسهوله لاستعادة دولته من عصابات تاريخية انتهت إلى أن يفضح بعضها بعضا ؛والحراك لم يزل،بعد، رضيعا يحبو؟
وإذا شب عن الطوق واستوى شابا بعنفوان ؛أية مسوخ أخرى ستنكشف للعيان ،في أرض الثورة والشهداء؟
كيف لا يستحقها شعب من النمور يرفض ،بل يعاف، أن تطعمه العصابة من لحمها السمين ،عساه يعاود حياة الاستكانة في الأقفاص ؟
لعلها الحالة الأولى في العالم ،التي تتجاوب فيها اقصائيات كروية مع أم الحراكات الشعبية الحريصة على أناقتها؛رغم ضخامة المطلب وعسره:
استعادة دولة ثرية من خاطفيها المدججين بأعتى الأسلحة،وأعتى الدعم الاستبدادي العربي والأجنبي.
بعد كل ما حققه حراك الشعب الجزائري ،في الداخل،هاهو يدشن انجازاته الخارجية بهذا الفوز الإفريقي الكروي .
انه فوز مستحق له وليس لجلاديه.
ملكَ أمرَه لشهور فقط ،أما العصابات فاستبدت بكل تاريخه الحديث ،دون أن تهتم بغير تثبيت مسامير أحذيتها الثقيلة.
« اليوم خمر وغدا أمر »
بعد البطولة الكروية الإفريقية، تنتظر الحراك الشعبي الجزائري قضايا مصيرية كبرى،حتى يشدد الضغط على العصابة ؛وهي دولية أيضا :
في ما يخص حجم ومدى تخريبها لاتحاد المغرب العربي.
وفي ما يخص تثبيطها لجهود الاتحاد الإفريقي ،بلمز جهود المغرب التنموية ضمنه.
وفي ما يخص كل إشكال الصراع المفتعل مع المملكة المغربية،في كل المحافل الدولية ،لصرف أنظار الشعب الجزائري عن الانتباه إلى الإنفاق المتوحش واللصوصي لثرواته، ليس إلا.
وفي ما يخص حجزها لمواطنين مغاربة ،ومهاجرين أفارقة ،بمسمى الشعب الموعود لأرض الميعاد.
إن بلوغ الحراك المدى الخارجي ،مطلب حيوي ،من شأنه خنق أعناق العصابة الدولية الباحثة عن الخلاص بشتى الوسائل.
Aucun commentaire