القرصنة لا تليق بإنسان عادي بله أن تليق بإعلامي
أحمد الجبلي
إن عملية القرصنة التي تعرض لها فيديو حصري للموقع الإلكتروني وجدة سيتي، مؤخرا، دفعت بي دفعا إلى الكتابة في هذا الموضوع الحساس والخطير الذي يتأسس على أخلاقيات وضوابط ولكن غياب هذه الأخلاقيات وهذه الضوابط من شأنه أن يعصف بمصداقية الصحافة والإعلام.
في شهر أبريل من سنة 2016 انطلق أول لقاء جهوي الكتروني أشرفت عليه رابطة المواقع الإلكترونية ببركان، وقد حضر اللقاء الأستاذ عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة، كما حضره مسؤولون نقابيون جهويون محترمون وصحفيون بارزون وأساتذة وخبراء متخصصون في مجالات مختلفة كلهم ذوو علاقة بالإعلام الالكتروني والصحافة، وقد كنت أحد الحاضرين والمتابعين لهذا الملتقى.
ومباشرة بعدما انفض الجمع وأسدل الستار عن الملتقى قمت بتغطية إعلامية لهذا الحدث نشرتها بموقع إيسي وجدة على اعتبار أنني حضرت هذا الملتقى باسم هذا الموقع. وبما أن التغطية قد حضيت بالقبول من طرف العديد من المواقع، نقلها موقع إلكتروني يعد أحد أهم الأطراف المنظمة والمشرفة على تنظيم هذا الملتقى الذي كان حافلا بالحديث عن أخلاقيات الصحافة وسبل النقل التي تفرض على الناقل الإشارة إلى المصدر أمانة واحتراما وحتى يحضى الإعلام الاكتروني بشيء من المصداقية والأمانة العلمية، ولكن فوجئت بنقل هذا الموقع للتغطية الإعلامية دون ذكر مصدرها، مما دفعني ببعث رسالة إلى الموقع أذكره فيها بأخلاقيات الصحافة، ولكن من عجائب الأمور أن الموقع المحترم لم يرقه التذكير فسحب التغطية، ليعود من جديد بعد أسبوع وينشرها دون ذكر لمصدرها، فقلت في نفسي حينها: « إذا لم تستح فاصنع ما شئت » وكان هذا الحدث كافيا ليجعلني أمتنع عن حضور النسخة الثانية لهذا الملتقى لأنني أعتبره ملتقى قد فقد مصداقيته نهائيا بالنسبة لي.
إن القرصنة التي تعرض لها فيديو وجدة سيتي ذكرتني كذلك بقرصنة تعرضت لها سنة 2013 وذلك عندما كنت أحد كتاب موقع إيلاف ترين المتخصص في التدريب في التنمية البشرية، ومن المقالات التي نشرتها في هذا الموقع مقال في جزئين عنونته ب »بين مربي البشر ومربي الحيتان » والموضوع يدور حول مقاربة في التربية من خلال حوار بين كين بلانشار الخبير في تربية وتدريب البشر وأحد مدربي السيرك والخبير في تربية الحيتان الكبرى التي تقدم استعراضاتها للجمهور. أحد المدربين الجزائرين عبر عن إعجابه بالمقالين حينها، ولكن بعد مدة طويلة أردت أن أعود إلى الموضوعين لحاجة لهما فبحثت في محرك البحث وإذا بي أجد الموضوع قد نشر في موقع جزائري لكن باسم المدرب الجزائري في عملية سرقة عن سبق الإصرار والترصد. وطبعا لم أشأ أن أحرج الرجل ولجأت إلى الصمت إلى حدود كتابة هذه السطور.
وأما الحدث الثالث فهو عندما عانى أخونا الشيخ عبد الله النهاري من مشكلة تكسير الآية فوق المنبر، كان هذا العبد الضعيف أول من تحدث في الموضوع إنصافا للرجل فكتبت مقالا بعنوان: « لكل جواد كبوة » على موقع وجدة سيتي سنة 2008، ولكن بعد مدة وجدت المقال قد نشر في موقع آخر لبعض محبي الشيخ ولكن بعنوان آخر أي بتصرف في العنوان وهو سلوك لا أخلاقي البتة.
ويبقى السؤال الذي وجب طرحه هو ما الذي يضير الإنسان إذا نقل مقالا أو فيديو بكل أمانة ونزاهة مشيرا إلى المصدر الذي أخذ منه، أحسب أن الإشارة إلى المصدر عامل قوة ويجلب لصاحبه كل الاحترام والتقدير، ولذا من الغباء أن يلقي الإنسان بنفسه في مغبة احتقار الآخرين له، وأما أن يكون إعلاميا فالأمر يتحول إلى فضيحة مدوية على اعتبار أن الإعلامي، من المفروض، أن يكون على علم بأخلاقيات المهنة وضوابطها.
Aucun commentaire