Home»National»الأكْـفَانُ تُعـيدُ الحَـياة إلى مِلـف حَـامِـلي الشَّهَادات العُـليَـا

الأكْـفَانُ تُعـيدُ الحَـياة إلى مِلـف حَـامِـلي الشَّهَادات العُـليَـا

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم: ادريس الواغيش
بدأت « مسيرة الأكْـفان » الناجحة مسارها، بمشاركة مكثفة لموظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات العليا صباح يوم الأربعاء02 يناير 2019م، انطلاقا من أمام مقر وزارة التربية الوطنية بباب الرواح، بتعبير مختلف لم يألفه سكان الرباط، لكنه في نفس الوقت يُعبِّـر عمَّا وصلت إليه حالة التعليم في بلادنا من وضع مأساوي، بعد لغط طويل ونقاشات وحوارات فتحت ولم تغلق أبوابها بعد، وكأننا أمام « حوار الطرشان » بين الفرقاء الاجتماعيين من نقابات وقطاعات حكومية ثلاث كل واحدة ترمي كراتها في سلة الآخر، هكذا بدأت التصريحات والتصريحات المضادة، تلتها بعد ذلك لغة التخوين تدريجيا لتطفو على السطح بين المناضلين ونقاباتهم.
وكانت آخر هذه التصريحات، تلك التي أدلى بها وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، مشيرا إلى أن ملف حاملي الشهادات مسالة مقبولة من حيث المبدأ، لكنها تتطلب موافقة أطراف أخرى، أولهم وآخرهم سعد الدين العثماني بوصفه رئيسا للحكومة ومنسقا بين هذه القطاعات. بعض المراقبين التقطوا هذه الإشارة على أنها مؤشر لبداية ليونة في موضوع طال أكثر من اللازم، هو الذي لا يتطلب أكثر من تمديد مرسوم سابق كان قد عمل به عبد الإله بنكيران سابقا. حين كان رجال ونساء التعليم يطوفون وراء نعش أبيض، في إشارة إلى موت التعليم العمومي، تتقدمهم أكفان بيضاء في إشارة إلى موت التعليم ببلادنا، وكأنهم يردِّدون مع أنفسهم قصيدة أبي نواس التي يقول في مطلعها:
دَعْ عنك لوْمي فإن اللوم إغـراء= وداوني بالتي كانت هيَ الـدّاء
كانت ست نقابات مع منخرطيها، تستعد لإضراب يوم الخميس 3 يناير مع وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية على المستوى الوطني في اليوم الموالي 3 يناير 2019م، بما فيها نقابة حزب »البيجيدي » الحاكم، كي تعلن انضمامها فعليا إلى هذا الإضراب، ليصبح وطنيا بعد أن كان فئويا، ولم يقتصر الأمر على النقابات الست، بل دعمته سبع تنسيقيات أخرى وثلاث جمعيات للمديرين وتنسيقية المفتشين وملحقي أطر الإدارة والاقتصاد وتنسيقية حاملي الدكاترة بالمغرب في انتظار التحاق ما تبقى.
ستتسارع الأحداث بعد ذلك بشكل متواتر، ويُعلن مصطفى الخلفي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، ولأول مرة في تاريخ الإضرابات بالمغرب بأن نسبة الإضراب غير مهمة، وأن « باب الحوار » لازال مفتوحا لحل هذه الملفات. لكن الطرف الآخر، المتمثل في وزير الداخلية بما تمثله من رمزية خاصة لدى عموم الشعب المغربي، وكما في كل مرة تسارع بالإعلان عن تاريخ جديد لبدء مفاوضات « جادة » مع المركزيات النقابية تفاديا » لكل ما من شأنه »، ما فسره البعض على أنه بداية لحل للملفات العالقة التي عمَّـرت طويلا، أو لبعض هذه الملفات على الأقل، وأعطى كل واحد أو جهة تفسيرا خاصا لهذه الخطوة. التفسيرات والتأويلات هنا غير مهمة، بقدر ما تهمنا مسألة واحدة فقد هي: هل تصدق نبوءة زرقاء اليمامة هذه المرة، أم يبقى »باب الحوار » مفتوحا على مصراعيه، كما عَـوَّدتنا عليه الحكومة منذ أمد بعـيد؟.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *