Home»National»بَــابٌ السُّـفــرَاء بقلـم: ادريـس الواغـيـش

بَــابٌ السُّـفــرَاء بقلـم: ادريـس الواغـيـش

0
Shares
PinterestGoogle+

بَـابٌ، مَـمنوعُ فيه العُـبُـور
بَابُ، مَفتـوحٌ لتكسير أجنحَة الطـُّيُـور
ونخيل على بُعْـد عَـشرات الأمتار شاخ، ابيَـضَّ رأسُـه!
باب أصبح طاعنا في السِّـن، لم يعُـد قادراً على الوقوف أو الإدلاء بالشَّهادة!.
كل يَـوم كـَـرٌّ وفـَـرٌّ،
لا مكان للأمنيات.
خُـطـوَة ناقصة، تفقِـدُك توازن رجليك
تتخلى عنك أجنحة الرّيـح،
وتصبح طريدًا على مَـرمى حَجَـر من الخـُوذات،
والأحذيَـة الثقيلة.
كـُل ُّ يَـوم تفقـَّد لافتاتٌ باضَـها،
والناس تزحفُ في صَـمت نحْـوَ المَساء.
الشمـسُ تبخـل عـلى الجُـموع بالشـُّروق
والأبواب مُـوصَـدة
دَمُـنا يسيل على الطرقات في “باب السُّفـرَاء“
لهم قطر الندَى، ولنا ألـوَان السَّـراب.
لا تقل لي: “أنا قـارئ يا صاحبي“،
(ما أنا بقـَارئ) يقول خـَمْسيني من جَـنُـوب الـرُّوح
اقـرَأ رَمَـاد حُـرُوفِـك في صَـمْت هَـا هُـنا،
وانصرف.
أنت في الطريق إلى مَـزرعَـة الشـَّوْك،
ستقِـفُ أمامك بعْـدَ قليـل أسـوارٌ وأشجَـار صُـمٌّ بُـكـْم،
ثم بَـابٌ وبَـابَـان، قبل أن تصل إلى “بَـابَ السُّـفراء“،
هناك ستجدُ من يوقفُـك
سفـراء لا يعرفـون لغة السَّلام،
سيقولون:
– أنت مَمنـُوع من عُـبُـور هذا الجـِسْـر، ارجَـع من حيث أتيت، البَـاب مُفخَّخ بكل أنواع المَشانِـق“.
يقـُـول كـَبيرهُـم: “أوْصِدُوا تلك البَـاب، إنها مَحظورَة، ولنا تصاريحٌ بسَحْـل كل نـَورس يقترب منها،
البابُ مُـوصَـد، مَـرْصُودٌ للأسَـاطير والرُّؤيَـا،
هو نـَصبٌ تذكـَاري !.
للبَـاب جَـناحَـيْـن وزمَـنيْـن،
ولي زمَـني
لا تـُضايقني الأبـوَاب المُوصَـدة،
مَـلاذي شهَـادتي
وعلى بُعْـد أمتار منـّي، حَمامة تُسَـابق ظلها المَـكسُـور
كل صباح تخـرجُ علينا الحَـقيقة شبه عَـارية
نسرعُ الخـَطـو، تتبعنا الخـَيْـل المُسـوَّمة
نسرعُ في الكـَـرِّ والـفـرِّ بين إيّـاب وذهَـاب
تـُرفع العِـصيُّ، إذا هي حَـات تسعى
سَـرِّج رُكبَـتيك يا صاحبي،
وَحْـدَهُمـا من يُـنقِـذ خُـذرُوفك من المِـعْصَرة
فوق سَـماء رُؤوسنا مَـطـرٌ
وتحت أقـدامنا جَـمْـرٌ حارق
والدُّمُـوع المُنهمِـرة مضيعَة للوقت
تقول لي رفيقتي: انظـُر هُـنا، لا مكان رَخـْـوٌ في عَظـْمَة الرأس!
يقول صاحبي: أجْـري نعَـم، لكن لن أهْـزَم قبل النصر!
وأقول: يا “حَـسَّان، افتح “بَـابَ السُّـفرَاء“، أو هَـات لي مَـفاتيحَـها.
“بَـابُ السُّـفرَاء“ مَـزَّقـه الرّيح،
يمضي الليل إلى حَـال سبيله،
ويطلع النهَـار كئيبا، ومعَه اسمٌ جَـريح آخـر.
لا أخبَـار في جَـرائد النهَـار، سـوى الغـُبارُ يا صاحبي.
ها قد عبرنا البَـاب، والدَخـَّان اليابـسٌ لازال عَـالقـًا بحَـناجرنا، أصواتُ الصَّـدى لازالت تُردِّد إلى الآن أناشيدَ الرّيـح، نصوصًا وشعَارات الأمس. ينتهى نشيدُنا الأزلي تحت نـَقِـيع الانتظار ثم يمضي كـُلٌّ في اتجَـاه، ويبقي للأصوات صداهَـا المَـوسميّ، ولعصيّ الخَـيْـزران مَـواويل أُخـَـر، ورهانٌ مقبوضة في الهواء، تُـحَـاصر ظِـلال نخيل أبْـكـَمَ وأصمّ…!!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *