عندما يكون عضو فريق تنشيط الأحياء عالما وخبيرا – الجزء 4-
أحمد الجبلي
كم هو جميل أن تتعرف على عضو من أعضاء فرق تنشيط الأحياء بمدينة وجدة، والأجمل أن تتعرف على الأستاذ محمد دحمان..الرجل العالم العامل الذي يكرس وقته وصحته من أجل أن يثبت أن فريق تنشيط الأحياء بهذه المدينة هو أفضل فريق مغربي على الإطلاق.
لقد تعرفت على الأستاذ محمد دحمان « الملقب بحمودة » سنة 2009 حيث جمعتني به دورة تكوينية حول التواصل بمركز الأمل دون أن يكون بيننا أي اتصال أو تعارف، إلى أن يشاء الله وألتقي به، مرة أخرى، بمركز النصر يوم 15 مارس 2018، بعدما كنت قد سمعت عنه الكثير مما نمى في كنهي شوقا ودافعا ورغبة في التعرف عليه.
لقد شاء الله تعالى وتعرفت على الرجل، وجالسته طويلا، وحاورته مرارا وتكرارا، وتبادلنا الأحاديث تلو الأخرى، وجمعتنا مطارحات فكرية وعلمية وثقافية كثيرة، وإذا بي أجد رجلا ذا عمق في التفكير، ومنطق في التحليل، وموضوعية في التعامل مع الأشخاص والقضايا والأحداث، إذا حدثته يستمع إليك بإنصات ولا يقاطعك أو يُزْرِمُك، متواضع، وفي تواضعه وبساطته هو كالبحيرة تحسبها شبر ما ولكن كلما غصت في لُجَّتِها ألفيتَها عمقا وغورا.
يتميز الأستاذ محمد دحمان بشخصية مرحة وازنة، محبة للخير، غيورة على الوطن، شديدة الكره للفساد والمفسدين، يعشق العمل ويحترف الإبداع، ويهوى الاشتغال داخل الفريق.
إن أشد ما شدني إلى الرجل هو تكوينه العصامي، وقل ما تجد في مجتمعنا هذا النوع من المثابرين، والصناديد المبادرين الذين يَكْلَفُونَ العلم، ويهوون البحث، ويولعون بالتكوين والتحصيل، حيث حضي بتكوين معمق بألمانيا حول الهجرة الدولية، وتكوين خاص في الخدمة المدنية الدولية بمدينة باريس بفرنسا، كما شارك في العديد من الملتقيات الدولية المنعقدة في المغرب كالملتقى الدولي الذي انعقد بكل من آسفي ومراكش ووجدة، وكان يحضر هذه المؤتمرات والملتقيات الدولية كعضو مؤتمر أحيانا، وكمؤطر أحيانا أخرى نظرا لخبرته في التأطير ومعرفته الواسعة بآليات الاشتغال المؤسساتي والمدني.
لقد استطاع الأستاذ « حمودة » أن يشق طريقه نحو الخبرة والباع الطويل في تخصص قل نظيره، ومعرفة عزت في مجتمعنا الوظيفي والإداري، وهي خبرة بمجال التنشيط والمجتمع المدني والمشاريع والبرمجة والتخطيط. فضلا عن قدرته الهائلة على صناعة التقارير الاحترافية التي تبهر الخبراء ومراكز الدراسات. ومن ذلك نذكر بعض النماذج الفريدة من نوعها، على سبيل المثال لا الحصر، كما هو الشأن بالنسبة للدراسة المونوغرافية لحي الوفاق، والتي تعد أنموذجا للدراسات المونوغرافية التي يجد أن يحتدي به جميع فرق تنشيط الأحياء على المستوى الوطني، وكذا البحث والتقييم الذي تقدم به رفقة فريقه حول بعض الأسواق بمدينة وجدة والذي لقي على إثره تقديرا خاصا من طرف مصلحة التنمية البشرية وقسم العمل الاجتماعي بولاية الجهة، كما عبرت لجنة الفحص والتدقيق الخاصة بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالرباط عن اندهاشها كيف يمكن لفريق تنشيط الأحياء بوجدة أن ينجز تقريرا لا يختلف عن التقارير التي تنجزها مراكز الدراسات الخبيرة والمختصة.
التحق الأستاذ « حمودة » بفرق تنشيط الأحياء في دجنبر2007، وقبلها بسنة اشتغل كنائب لكاتب اللجنة المحلية للتنمية البشرية، ثم بعدها كموظف بالملحقة الإدارية الأولى ثم الثانية، وكان أنموذجا للاستقامة والعمل الدؤوب، وقد شهد زملاؤه الموظفون والمواطنون والسلطات بهذه الملحقات على تفانيه وإخلاصه وعزمه الذي لا يلين، كما اشتغل كموظف بمركز الجرف الأخضر، ثم مديرا بمركز النور للخدمات الاجتماعية، وآخر مهمة كلف بها هي مدير مركز النصر للخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية، وقد عُدَّ ولا يزال هذا المركز أنموذجا في التدبير والتسيير والتنشيط بفضل هذا الرجل وطاقمه التربوي والإداري الذي يلازمه بحب وانضباط. ومن أهم الأنشطة التي يفخر بها في حياته هو تأسيسه لجمعية فضاء العمل التطوعي سنة 2003، ومنذ سنة 2012 وهي تعد أحد أبرز الجمعيات النشيطة بمركز النصر.
يشتغل الأستاذ « حمودة » في هذه الآونة كمنسق لفريق يتكون من ثمانية أعضاء، وهم يشتغلون حاليا على دراسة المنتزه الإيكولوجي بوجدة الذي يمتد على مساحة 25 هكتار ويشمتل على أزيد من 25 ألف شجرة وأكثر من 117 نوع من النباتات. ومن المؤكد أن هذه الدراسة التي يزمع فريقه على إنجازها سوف لا تقل أهمية عن باقي الدراسات التي سبق الحديث عنها بفضل ما يتميز به هذا الرجل من حنكة ميدانية ممزوجة بعمق في الفهم وجودة في التدبير.
Aucun commentaire