الفرقة الموسيقية لجمعية الأمل الثقافية ظروف النشأة وسياق التأسيس الجزء الرابع والاخير : انتقال الجمعية من التقليد إلى إنتاج أغانيها.
من بين البدايات المهمة للفرقة .مشاركتها في مهرجان الفنون الشعبية المقام بمدينة وجدة والتي حصلت فيه على رتبة مشرفة إلا أن الأهم في هذه المشاركة هو تقديمها لنوع جديد من الغناء الملتزم والذي لم يتعود عليه الجمهور آنذاك فبالإضافة لأغنيتها ’’كفانا من النوم’’ وبعض أغاني ناس الغيوان قدمت الفرقة ولأول مرة في المغرب – إذا استثنينا المراكز الجامعية- أغنية ’’ بقرة حاحا’’ للشيخ إمام , رددها معها الجمهور بحماس أمام اندهاش واستغراب المنظمين والحاضرين خصوصا وان الفرقة لم تكن معروفة على مستوى إقليم وجدة . شاركت الفرقة مرة ثانية وبنفس الحماس والتألق في ذالك المهرجان الذي توقف بعد ذالك.
بعد ذلك ستأخذ أنشطة الفرقة مسارين مسار أنشطتها في إطار جمعية الأمل وتقتصر مشاركتها في الأفراح على أعضاء الجمعية .
بالنسبة لأنشطة جمعية الأمل كانت كثيرة ومتنوعة أهمها الأسابيع الثقافية التي كان تنظمها الجمعية كل صيف والتي وصلت للأسبوع الثالث على التوالي ومنعت السلطات تنظيم الأسبوع الثقافي الرابع مساهمة منها بذالك في التضييق على العمل الثقافي .
الأسبوع الأول نظم بدار الطالب – لم تكن دار الشباب قد فتحت أبوابها بعد- شاركت الفرقة في الأمسية الغنائية مع فرقة ’’اصفضاون’’ التابعة لجمعية الانطلاقة الثقافية بالناظور .
بالنسبة للأسبوعين الثاني والثالث, كانا بدار الشباب شاركت فيه الفرقة بأغاني جديدة من تأليفها
استحضر هنا بعض الأغاني من تأليف وتلحين المجموعة الموسيقية :
– أغنية ’’ خدم واسكت وفمك دير ليه لجا مو ’’ تتطرق فيها لحرية التعبير,
– أغنية ’’يالزاير مدينة تاوريرت لا تتقلق حوس فيها’’ تطرقت عبرها للوضع الكارثي التي تشهده المدينة على مستوى البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية ,
– أغنية ’’ ترافولتا ’’ تتطرق فيها بطريقة ساخرة للميوعة التي كانت سائدة في أوساط بعض الشباب آنذاك.
– أغنية ’’ البناية’’ للشاعر الزجال رضوان أفندي يتطرق فيها لاستغلال الطبقة العاملة وخصوصا عمال البناء.
للأسف لا يوجد أي تسجيل لتلك الأغاني لدى أعضاء الفرقة الموسيقية – وهذا نداء لكل أعضاء الجمعية القدماء وكل فرد توفر عنده تسجيل هذه الأغاني أن يقتسمه معنا-
شاركت الفرقة مع الفرقة المسرحية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس وكان تقديما رائعا أبدعت فيه الفرقتين صفق لهما جمهور الطلبة الذي لا يقبل إلا المنتوج الفني الراقي والملتزم.
شاركت بعد ذلك في نشاط بمدينة المنزل نواحي مدينة فاس .
شاركت الفرقة كذلك مع الفرقة المسرحية بالمسرح البلدي بمدينة جرادة التي كانت تعرف تشاطا ثقافيا خصوصا وان المسرح كان يشرف عليه الفنان المرحوم عفيفي.
واستمر نشاط الفرقة دائما في إطار الجمعية, أما بدار الشباب أو سينما رياض بمدينة تاوريرت والطابع الطاغي على أغانيها على مستوى المضمون هو الالتزام بقضايا الشعب وعلى مستوى الشكل الاستفادة من التجارب الغنائية العربية الملتزمة كأغاني الشيخ إمام ومارسيل خليفة والتراث الفلسطيني.
طبعا لا يمكن فصل تطور الفرقة الموسيقية عن تطور جمعية الأمل الثقافية التي وسعت أنشطتها خصوصا بعد أن أنجزت أرضيتها الثقافية كتصور فكري ضابط ومحدد لممارستها الثقافية وللاشارة هي من الجمعيات القليلة في المغرب آنذاك التي أنجزت أرضيتها الثقافية » نشرت هذه الارضية بجريدة المحرر 27-03-1981″
أسست نادي الأمل السينمائي لاهمية الفن السابع في التاثير على المشهد الثقافي وجلب منخرطين جدد لهم اهتمام بالسينما وهذا النادي كان من بين أهم الأندية المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية للنوادي السينمائية بالمغرب -سأتطرق لهذا النشاط لاحقا-
نشاط المجموعة توقف بعد مغادرة أغلبية أعضائها المدينة لظروف العمل وهذا تصادف كذلك مع تقلص أنشطة الجمعية لظروف التضييق على العمل الثقافي والسياسي التي شهدها المغرب في بداية أواسط الثمانينيات.
عبد السلام بوروح – غشت 2018
انتهى
Aucun commentaire