حكومة لا حكومة ..!!
انه لشيء غريب بل مستنكر سلوك و ردود أفعال المسؤولين في بلادنا من اي حراك شعبي ..ففي الوقت الذي كان من المفروض ومن الطبيعي ان تلتفت الحكومة الظاهرة والباطنة الى مطالب الشعب المغربي الذي دخل في عملية مقاطعة لبعض الماركات من المنتوجات، الذي رغب من ورائها تخفيض الاسعار ومحاربة الاحتكار و الربح غير المشروع، تأبى الحكومة بكل أطيافها الهجينة الا ان تنحاز الى جانب مصاصي قوت الفقراء والضعفاء من ابناء الشعب، و تنصب نفسها محاميا يدافع عن المال الحرام وعن السلطة الجائرة، بل النزول الى الشارع ايضا لمناصرة تحالف السلطة والمال !!
و كذلك فعل نواب و مستشاروا مختلف الاحزاب المكونة للحكومة ، عبر قبة البرلمان و عبر وسائل الاعلام الرسمية و غير الرسمية .. وكذلك كان رد فعل كل هؤلاء (حكومة وبرلمان و اعلام و اصحاب المال و السلطة) اتجاه حملة مقاطعة مهرجان العار المسمى » موازين » الذي تختل معه كل الموازين الاخلاقية والاقتصادية و الانسانية . حيث دخلت كل الدوائر الحكومية و غير الحكومية بدعم واضح من الاعلام الحكومي في حملة مضادة مغرضة ضد دعوات المقاطعة بلغت حد تزوير التقارير الصحفية عبر تمرير تسجيلات قديمة لنسخ سابقة من المهرجان المذكور على انها جديدة، في محاولة مغرضة فاشلة لاظهار نجاح المهرجان وفشل المقاطعة . هذا الإعلام الذي يتم تمويله من جيوب المواطنين المغاربة ، والذي كان من المفروض ان يكون في خدمة هذا المواطن و ان يوصل صوته و يبرز رغبته .
ان منطق العناد و الصلف الحكومي المقصود هذا، لهو امر مخزي و غير مقبول لا أخلاقيا ولا سياسيا ، من حكومة يفترض بها احترام ارادة الشعب و التعبير عن رغباته ، بوصفها وليدة صندوق انتخابات كان لهذا المواطن الفضل في مخرجاته .لكن يبدو ان هذه الحكومة لم تكن يوما حكومة الشعب الذي صوت لها، بل حكومة المال و السلطة الظاهرة والخفية ، حكومة لا تملك من امرها شيئا .
هي اولى بالحماية من شعب أعزل لا يملك غير سلاح واحد ووحيد هو المقاطعة، كتعبير حضاري عن وضع يزداد سوء يوما بعد يوم، في غياب تام للمسؤولين.. وضع ينبئ بما لا تحمد عقباه ، يمكن ان يهدد سلامة البلد ككل، اذا لم يتم تدارك الامر، قبل فوات الاوان . وبالتالي، فعلى من بيدهم الامر ان يقفوا في وجه الطوفان الذي يتهدد البلد ، وذلك بان يكفوا ان يلعبوا دور الدفاع عن الفساد ، او يكتفوا بدس رؤوسهم في التراب .
المطلوب اليوم الاستجابة الى صوت الشعب الفقير، الذي الهب ظهره سوط الغلاء ، و نهب خيراته جشع المفسدين و المرابين من ابناء جلدته مع الأسف. لم يطلب شيئا سوى ان يعيش في وطنه كريما امنا و محترما كانسان فقط. اما الكراسي و المناصب فقد اعرض عنها منذ مدة ، وهو ما سجله الشعب اتجاه صناديق الانتخابات من عزوف.
الوطن اليوم، اسمى واغلى من اي منصب، و اولى من اي حزب او جماعة .. انه وطن لمن يقدر معنى كلمة وطن .
محمد المهدي
22يونيو 2018
2 Comments
مقال في الصميم أيها المناضل الشريف .. بالفعل إن حكومة المغرب لم تكن يوما حكومة الشعب ، بدليل انها لم تقم بأي اجراء في صالح الشعب . بل تحولت بقدرة قادر إلى محامي لصالح رأس المال الفاسد .
حكومة بدون صلاحيات فعلية ، لأنها وليدة انتخابات غير ذات مصداقية بالنظر الى نسبة المشاركة في الاتخابات التي لم تتعدى 17 في المائة حسب تقارير ميدانية .إنها حكومة راس المال المتستر وراء المخزن .. حكومة لن تترك مفسدة تسيء الى الشعب الا فعلتها و المؤسف انها تفتخر بها و تعدها من حسناتها وانجازاتها