اليمين الفرنسي المتطرف يثير زوبعة بسبب التحاق مجموعة من حفظة كتاب الله عز وجل بالديارالفرنسية ليؤموا المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان
اليمين الفرنسي المتطرف يثير زوبعة بسبب التحاق مجموعة من حفظة كتاب الله عز وجل بالديارالفرنسية ليؤموا المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان
محمد شركي
أفاد اليوم مراسل قناة الجزيرة القطرية من العاصمة الفرنسية باريس أن تيار اليمين العنصري المتطرف الفرنسي أثار زوبعة بسبب التحاق مجموعة من حفظة كتاب الله عز وجل بفرنسا خلال شهر رمضان ليؤموا الجالية المسلمة هناك في صلاة التراويح . ومعلوم أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية توفد بانتظام لأكثر من عقدين من السنين مقرئين إلى الديار الفرنسية كلما حل شهر الصيام ليصلوا بالجالية المغربية خصوصا والجالية المسلمة عموما صلاة القيام . ولم يسبق أن اعترضت السلطات الفرنسية على ذلك إلا أن اليمين المتطرف جعل من هذا الأمر قضية وأثاربخصوصها زوبعة . وحسب مراسل الجزيرة طالب بعض أنصار حزب لوبان اليميني المتطرف إلزام هؤلاء المقرئين بأداء اليمين والالتزام بالولاء لفرنسا وإلا منعوا من دخول التراب الفرنسي ، ومنعوا من أداء واجبهم الديني .
إن هذه الزوبعة التي أثارها هذا التيار اليميني المتطرف والمعروف بعنصريته ضد كل الأعراق التي تعيش في فرنسا خصوصا العرب والمسلمين تعتبر إساءة إلى كل الجاليات المسلمة المقيمة في فرنسا ،والتي تقدم خدمات كبرى لهذا البلد وتساهم في تطوره ورفاهيته، وتقدم من أجله تضحيات . فبالأمس القريب خاطر شاب من دولة مالي ، و من يدري قد يكون من أصول مسلمة بحياته من أجل إنقاذ صبي ظل معلقا في الهواء من شرفة في طابق أعلى من طوابق عمارة شاهقة ، وقد استقبله الرئيس الفرنسي وأعطي الجنسية الفرنسية مقابل شهامته ومخاطرته بحياته من أجل إنقاذ حياة صبي فرنسي . ومثل هذا المواطن المالي يوجد مواطنون من أصل مغربي ومغاربي وعربي وإسلامي يقومون بخدمة فرنسا ويتفانون في ذلك . ولا يحق لتيار متعصب أن يسيء إلى مشاعر هؤلاء وهم في شهر عبادة لمجرد أن مجموعة من حفظة كتاب الله عز وجل زاروهم ليؤموهم في صلاة التراويح، وليساعدوهم على أداء شعيرة دينية من حقهم ممارستها بموجب القانون الفرنسي العلماني الذي يضمن حرية العبادة من ضمن ما يضمنه و ما ينادي به بل و ما يفخر به من صيانة للحريات والدفاع عنها داخل وخارج التراب الفرنسي .
ويعتبر موقف اليمين المتطرف الرافض لدخول المقرئين المغاربة والمغاربيين التراب الفرنسي خلال شهر رمضان مسيئا لعموم المغاربة وعموم المسلمين في العالم . ومقابل هذا الموقف المتشنج نقلت لنا وسائل الإعلام حضور أمير بريطاني مائدة إفطار مع الجالية المسلمة المقيمة في بريطانيا . ومثل هذا الموقف سجل من قبل لرئيس الحكومة الكندية الذي شارك الجالية المسلمة المقيمة في بلاده حتى شعيرة الصيام تجسيدا لشعار التسامح الديني .
فماذا لو اتخذ في المغرب موقفا مماثلا لموقف اليمين المتطرف فأثار ضجة أو زوبعة ضد النشاط الديني الكنسي فوق ترابه ، أو منع رهبانا فرنسيين من إقامة شعائرهم الدينية مع رعاياهم الفرنسيين ؟
وبناء عليه يتعين على الحكومة الفرنسية أن تدين هذا الموقف اليميني المتطرف ، وأن تقدم اعتذارا رسميا للجالية المسلمة المقيمة عندها ، وللرعايا الفرنسيين المسلمين وللمغاربة وللدولة المغربية . ويجدر بالرئيس الفرنسي أن يحذو حذو رئيس الحكومة الكندية وحذو الأمير البريطاني وغيرهما فيحضر مائدة إفطار كرد فعل على موقف اليمين المتطرف المتشنج ، والتبرؤ منه بسبب إساءته لسمعة فرنسا التي ترفع شعار : » حرية مساواة أخوة «
وعلى الجالية المسلمة في فرنسا أن تحافظ على تماسك صفها لتقف في وجه كل من يستهدفها في هويتها الدينية ، وأن تعطي المثل بالسلوك الإسلامي الحضاري الراقي ردا على السلوك المتشنج المنحط لعناصر اليمين العنصري المتطرف.
Aucun commentaire