هلاّ وفرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية  في مساجد الوطن نسخا من صحيح البخاري كما وفرت نسخا من المصحف المحمدي الشريف ؟

محمد شركي

تابعت درس فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى بنحمزة الذي ألقاه ليلة أمس بمسجد القدس بوجدة قبيل صلاة العشاء، والذي تناول فيه موضوع أهمية السنة في ترسيخ تعاليم ديننا الحنيف في النفوس ، وعرف  خلال ذلك بأهمية الجامع الصحيح للإمام البخاري رحمه الله . والذي استوقفني في حديث فضيلته قوله :  » كل بيت ليس فيه نسخة من صحيح البخاري فهو بيت خرب  » وذلك لأهميته في حفظ هذا الدين وصيانته . وخطر ببالي سؤال وهو : لماذا لم تقدم الوزارة الوصية على الشأن الديني على توفير نسخ من صحيح الإمام البخاري في مساجد المملكة كما وفرت نسخا من المصحف المحمدي الشريف  الذي تتصدر صفحته الأولى عبارة  » يوزع من طرف مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف بإذن منها ولا يباع  » خصوصا في هذا الظرف الذي تتكالب فيه بعض الجهات المشبوهة على الجامع الصحيح من أجل ضرب سنة سيد المرسلين في الصميم ، وصرف الأمة المغربية عنها للنيل من عقيدتها . ونأمل أن توفر في بيوت الله نسخ جيدة الطبع من هذا الجامع الصحيح كجودة طبعة المصحف المحمدي الشريف لأن  مجرد وجوده فيها يشعر بالتقديس الذي توليه الأمة المغربية المسلمة  لهذا المؤلف الإمام ،والذي يصون عقيدتها من كل شكل من أشكال الانحراف عن سنة سيد المرسلين كما هو الشأن في بعض البلاد التي غزتها التيارات الفكرية المنحرفة عن السنة النبوية المشرفة .

ويجدر بالمغاربة وهم شعب أصيل يعتز بهويته الدينية أن يأخذ بنصيحة هذا العلامة جزاه الله خيرا ، فيجعل الجامع الصحيح مما  يتبرك به  مع كتاب الله عز وجل ، وأن يهديه بعضهم لبعض كما يهدون المصحف الشريف في بعض مناسباتهم . وعليهم أن يعطروا بيوتهم بتلاوة حديث واحد  على الأقل يوميا ويجعلونه وردا كورد القرآن الكريم اليومي . وسيكون هذا أحسن رد يرد به على الذين طالت ألسنتهم بالسوء  وهم يريدون النيل من أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رحمه الله تعالى و من جامعه الصحيح للوصول إلى النيل من دين الله عز وجل بطرق مكشوفة المكر والخبث .