كيف وصلنا إلي تعنيف معلمينا ؟ وكيف نتقي شر هذه الآفة ؟
للجوء للعنف الصادر من التلاميذ اتجاه من يربونهم ويعلمونهم أسباب قد تتنوع بتنوع المتدخلين في مراحل نموهم الفكري والأخلاقي بدءا بالأسرة ومرورا بالمؤسسة التعليمية والمجتمع بشكل عام وبكل مكوناته ، لابد للأسرة أن تربي ابنها أو ابنتها على حب المعلم منذ الصغر ، وأن تجعل للمربي هالة وعظمة و قداسة في ذاكرة الصغار بأنه صانع العقول ومخرج الناس من ظلمة الجهل إلى نور العلم وهو الذي لابد لكل فرد مهما علا شأنه في الدنيا وكيفما كلان منصبه إلا وقد مر يوما بين يدي المعلم وفي حديث الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام (( إن الله وملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير )) ، فإن الذي أسدى لك جميلا هو الذي يقيدك ، فلست إلا لئيما إذا أغضبته فما بالك بمن يعنف أو يضرب يدا امتدت له بالخير وإلا سيصدق فينا قول الشاعر : وكم علمته نظم القوافي ولما قال قافية هجاني ،
ولاينبغي للأسرة أن تسقط في فخ التشريعات الأرضية التي تسعى لجعل المعلم عدوا للمتعلم تحت مسمى حقوق الطفل وذلك بتتبع هفوات المعلم و إضهارها للمتعلم وتنويع الحديث أمام . الصغار عن العنف هذا بدني وهذا لفظي وهذا نفسي … الوالدين أمرهما رسول الله عليه الصلاة والسلام في أبنائهم عن تعلم الصلاة أن يعلموهم لسبع و أن يضربوهم لعشر والواقع أن القدامى علمونا مقولة مهمة باللغة الدارجة » دير راي لي يبكيك وما اديرش راي اللي يضحكك راه يضحك عليك » و كذلك ينبغي سد الحلقة المفقودة اليوم ألا وهي إيجاد آليات للتواصل بين اولياء الأمور والمربين من جهة وبين الأولياء والإدارة من جهة أخرى حتى يتسنى التعاون على تتبع سلوكات وتمدرس المتعلمين والمتعلمات وعلى الكل أن يضع المعلم موضع الوالدين اللذين قال فيهما الله عز وجل : (( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)) ولايفوتني أن أشير إلى أنني أتحدث عن المعلم القدوة الذي يحمل في مشروعه الفكري هم أمة بأكملها و هو الذي قيل فيه : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
هو الذي لاينقطع عطاؤه وتدل على فضله وإحسانه أخلاقه ، هو المعسول كلامه ، يحب الخير لكل المتمدرسين على يده ، يتجاوز عن عثرات طلابه بتقويمها ويسدي النصح فيعجب الجميع بشخصه ويحل كل المشاكل له و لمتعلميه ولغيره إنه ضمير الأمة اليقظ
بعض إدارات مؤسساتنا وبعض معلمينا قد لايحسبون بجد عواقب تصرفات اتجاه المتعلمين فبدل احتضانهم وتقريبهم قد يرجعون من أبواب المؤسسات بذريعة التأخر الذي قد يكون لايتجاوز عشر دقائق أوحتى من الفصول بسبب عدم إحضار كتاب ما ، وقد يكون الكتاب مفقودا في السوق ، وقد يدفع هذا بالتلاميذ إلى التغيب لأيام دون علم الأولياء إذا لم يحدث ما لاتحمد عقباه ، وكان الأجدر بالمؤسسة أن تدع المتعلم يواصل تمدرسه وتخبر ولي الأمر ، ينبغي أن تكون مؤسساتنا للإصلاح والصويب ، فبالعلم نرقىوبالأحرى بالمعلم نرقى ينبغي أن نزرع بذور الحب والألفة وننبذ أسباب الكراهية والفرقة
للمجتمع المدني دور مهم في تبوىء المربي المكانة اللائقة به وذلك بنشر نبل مهامه وقدسية رسالته ، لا كما هو عندنا تتبع عثراته ونشر أخطائه عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي إنه إنسان يسعى ماوسعه للقيام بمهامه وقد يصيب ويخطىء ولاينبغي تعنيف المربي كيفما كان فسيصبح الأمر مساسا بالنبل والعطاء والعلم ، ولو فتحنا باب الحديث عن أخلاق المتعلمين مع مشايخهم في القديم سوف لن ننتهي من الكلام ، لذلد تركوا لنا كنوزا في المكتبات شملت كل ألوان العلوم
فاللهم رد بنا إلى الصواب ردا جميلا واصلح أبناءنا وبناتنالما فيه خير الدنيا والآخرة وارحم من علمنا وارحم مشايخنا إنك ولي ذلك و القادر عليه
Aucun commentaire