كيف أصبحت الادارة التربوية حكرا على أساتذة التعليم الابتدائي ؟
يندرج إحداث مسلك تكوين أطر الإدارة التربوية في حظيرة المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في سياق الوعي المتنامي بأهمية التكوين الأساس لأطر الإدارة التربوية في الارتقاء بجودة منظومة التربية ومردودية المؤسسات التعليمية.
وهو تفعيل لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وللمرسوم المحدث للمراكز المذكورة أعلاه، في انسجام مع التوجهات الحديثة في مجال التكوين والتي تركز على « المهننة » كمفهوم دينامي يرمي –من خلال التكوين- إلى الارتقاء بالكفايات المهنية، والرفع من أداء المُكَوَّنين إلى أعلى مستويات المردودية والنجاعة.
لكن لماذا لا يلج لمسلك الادارة التربوية الا الأغلبية الساحقة من أساتذة التعليم الابتدائي؟ أو بصيغة أخرى لماذا فشل مهندسو المسلك في خلق نظام الكوطا للأسلاك الثلاثة؟ أي ثلث المتدربين من سلك الابتدائي و ثلث من سلك الثانوي الاعدادي و الثلث الاخر من سلك الثانوي التأهيلي؟ الجواب يبدو واضحا ادا علمنا أن الفئة الاكثر استفادة هم اساتذة التعليم الابتدائي العاملين بالعالم القروي و الراغبين في الاقتراب من اسرهم بعد تعذر الانتقال عبر المشاركة في الحركات الانتقالية السنوية. لكن خريجو هده السنة تفاجؤوا بتعيينات بعيدة زادت الأمر تأزما مع غياب الإطار و التحفيزات.
ورغم تكتل خريجي المسلك و متدربيه في هيئة وطنية و خوضهم وقفات ومحطات نضالية تحت مضلات نقابية للحصول على الإطار فقد بقيت دار لقمان على حالها .يزداد عددهم بالالاف سنة بعد أخرى و تزداد المهام وتتشعب المسؤوليات و تنقص جودة التكوين بسبب العدد المرتفع للمتدربين مع غياب التخصص و التركيز أكثر في بعض المراكز على التكوين النظري. في حين أن الادارة هي الممارسة و القدرة على حل المشاكل و احتواء البشر الغاضب من الموظفين و المرتفقين, وخلق التماسك, و التضحية بالجهد و الوقت و تجنب الخوف من شبح الاعفاء…
يتبع
عبد الكريم السباعي
Aucun commentaire