Home»National»مــن وحــي الــطبــل الــكبــيــــرْ ..عـندما قــال المــلــك « كفى  »  !!!!

مــن وحــي الــطبــل الــكبــيــــرْ ..عـندما قــال المــلــك « كفى  »  !!!!

1
Shares
PinterestGoogle+

مــحمــد ســعــدونـــي :

طبعا لم نكن نحن المغاربة الوحيديين الذين كنا ننتظر خطاب العرش بمناسبة مرور 18 سنة على تربع العاهل الكريم على عرش أسلافه المنعمين، بل إن العالم كله تابع ما جاء في هذا الخطاب  » الــحارْ » والساخن ، والساخط على أوضاع مزرية ومشينة لا تليق ببلد مثل المملكة المغربية ، وكذلك فإن أعداء الداخل والخونة والطابور الخامس من خلال قنواتهم الدعائية سيقولون أن الخطاب ليس ردا على رداءة آداء مسؤولين ومنتخبين وسياسيين، بقدر ما هو أقوال وديماغوجيا … لأنه ليس باستطاعة العاهل المغربي استخدام سيف  » ربط المحاسبة بالمسؤولية  » ويضع المصالح العليا للبلاد فوق الكل ، وفوق جميع المصالح الأخرى ، وأن مصطلح  » بـــاراكــا » وكـــفى نَهـْبا واستهتارا لا مكان له في المغرب ، لأنه لا يصح أن يقال أو يطرد بعض المسؤولين أو الوزراء ( هكذا) ، بل يجب إرجاع الملايير المنهوبة ، والحقوق إلى أصحابها ، وتحقيق عدالة اجتماعية شاملة ، لكن لا قلب لمن تنادي وهي التفاصيل التي يكمن فيها المشككون والمشوشون …

لقد كان الخطاب الملكي السامي من أوضح الخطابات، وتضمن مصارحة واضحة، وتقدير مهم لأوضاع البلاد ( شرّحْ ملّحْ) ، وجه فيه العاهل الكريم نقدا لاذعا وعميقا للسلطة ولكل مسؤول ، ومكاشفة دقيقة نادرا ما تحدث بها جلالة الملك بهذه الصراحة والوضوح، في حضرة شعبه الذي تنفس الصعداء وهو يستمع إلى ملكه وهو يقول  » : ((لا للفساد .. لا للاستهتار لا للريع .. لا للكسل ..لا للتواكل .. لا للحكرة .. لا للظلم ……))، وقد كنا نحن ومن خلال هذا المنبر ومنابر أخرى قد طلبنا بتطبيق فكرة : « لي مـا قادش يخدمْ .. يعطينا تـيسأعْ «  » وهو المطلب الذي تماهى مع خطاب جلالة الملك نصره الله الذي قال فيه :
 »((لكن إذا تخلف المسؤولون عن القيام بواجبهم، وتركوا قضايا الوطن والمواطنين عرضة للضياع، فإن مهامي الدستورية تلزمني بضمان أمن البلاد واستقرارها، وصيانة مصالح الناس وحقوقهم وحرياتهم.
وفي نفس الوقت، فإننا لن نقبل بأي تراجع عن المكاسب الديمقراطية. ولن نسمح بأي عرقلة لعمل المؤسسات. فالدستور والقانون واضحان، والاختصاصات لا تحتاج إلى تأويل.
وعلى كل مسؤول أن يمارس صلاحياته دون انتظار الإذن من أحد. وعوض أن يبرر عجزه بترديد أسطوانة “يمنعونني من القيام بعملي”، فالأجدر به أن يقدم استقالته، التي لا يمنعه منها أحد.
فالمغرب يجب أن يبقى فوق الجميع، فوق الأحزاب، وفوق الانتخابات، وفوق المناصب الإدارية )).
فقد شخص العاهل المغربي أوضاع البلاد بشكل صريح وشجاع، بعد توصله بتقارير مفصلة وصادمة من عقلاء الوطن ، فقرر التحرك في الوقت المناسب، لأن الوضع لم يعد تتحمل المزيد من الاستهتار، « والسكين وصل إلى العظم » ، لأن الآخرين (…) لا هم لهم إلى جمع الثروات وتكنيز الشحم واللحم على حساب المصالح العليا للوطن، وها هي ساعة الحساب والعقاب قد دقــتْ لمواجهتهم وإبعادهم ، لأنهم خانوا الأمانة والقسم كما جاء في خطاب جلالته.

فقد أسر صحفي أسباني في طنجة أن الطبقات المسيطرة في المغرب ستعمل على عرقلة مشروع  » داســيا وتي جي في .. والموانئ الكبرى … » وكل المشاريع الخرى ، لأنها ألفت الريع والكسل، و لا يمكن لها أن تساير هذا التحول الهائل وهذه العقلية الجديدة ، وهو ما يشي به التشابه مع التقليد السائد : تزوير الانتخابات، إلهاء الناس بالمهرجانات والدخول المدرسي وكبش العيد والجفاف … والزيادة الوهمية في الأجور. …

وهنا أستحضر قصة من ضمير من ضمائر الأمة المغربية  » أحمد بوكماحْ » رحمه الله في تلاوته  » إقرأْ » عندما حذر من هذه الأوضاع التي نحياها اليوم قبل أكثر من 50 عاما، عنما ضرب لنا مثل الملك العادل وحاشيته الفاسدة، وكان لا يعرف أن شعبه حزين ولا يخرج لاستقباله في مواكبه إلا مكرها ومتذمرا !!! …فظن أن وسائل التبليغ وطبول القصر والحرس أصبحت مهترئة ولا يسمعها كافة الشعب، وكان له مستشار حكيم طلب من الملك أن يخصص له مالا كثيرا ليصنع له طبلا كبيرا يدوي في كل أرجاء البلاد … وبعد أيام طلب من الملك أن يخرج لملاقات شعبه، وكم كانت فرحته عارمة عندما لا حظ الحشود الهائلة من الناس وهي مصطفة تهتف بحياته … حينها التفت الملك إلى مستشاره الحكيم وقال له : لكني أنا لم أسمع هذا الطبل الضخم ، فأجابه المستشار : الطبل يا سيدي هي إحقاق العدالة بين الغني والفقير ، ورد الحقوق ودرء المفسدة …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *