منظمة مراسلون بلا حدود: المغرب حقق انفتاحا محدودا مع الاستمرار بأساليب اخري للتضييق
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:
اصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي حول أوضاع الصحافة خلال سنة 2005 ومن ضمنها المغرب الذي خصصت له فقرات تتراوح بين الترحيب بالانفتاح المحتشم وانتقاد استمرار أساليب ضغط جديدة مثل الغرامات المالية، وان كان عموما يتصدر لائحة الدول التي تشهد تطورا في حرية التعبير في افريقيا والعالم العربي.
وأجرت المنظمة تقييما للمدة الزمنية الفاصلة بين أواخر سنة 2004 وسنة 2005 بالكامل. ومن ضمن ما جاء في التقرير خلال سنة 2004، أعربت السلطات عن بعض مؤشرات احترام حرية الصحافة، وان كان الأمر تعلق بتقدم محدود زمنيا. لقد جري اعتقال صحافيين سنة 2005 بتهمة السب والقذف. واحد منهما أنس تادلي مدير أسبوعية أخبار الأسبوع والذي مازال رهن الاعتقال بتاريخ الاول من كانون الثاني (يناير) 2006. والثاني عبد الرحمان البدراوي المدير السابق للملاحظ السياسي الذي تمتع بالعفو بعد قضاء ثلاث سنوات ونصف من السجن في ظروف صعبة للغاية .
ويضيف التقرير أن السلطة تلجأ الي أساليب أخري لاسكات الأصوات، فقد جري تعليق اصدار جريدتين في كانون الثاني (يناير) 2005، الشرق والحياة المغربية لمدة ثلاث أشهر، ورغم ذلك، فالصحافيون يستمرون في حرية نسبية لممارسة المهنة شريطة عدم تجاوز بعض الخطوط الحمر التي حددها القصر وهي قضية الصحراء الغربية والملف الديني وكذلك عمليات التهريب التي يتورط فيها بعض موظفي الدولة الكبار .
واستعرض التقرير حالات أخري من خروقات حقوق الانسان، أبرزها تلك التي تعرض لها الصحافي علي المرابط بمنعه من ممارسة الصحافة لمدة عشر سنوات بموجب حكم صادر في حزيران (يونيو) الماضي في الرباط بسبب كتابات حول ربورتاج أجراه في مخيمات تندوف، أو تعرض اسبوعية الجريدة الأخري لتنبيه علي شاكلة تهديد من القصر الملكي بسبب معالجة الحريم في القصر اضافة الي الغرامة المرتفعة التي تعرضت لها اسبوعية تيل كيل بالفرنسية. ويسود الاعتقاد أن التقرير المقبل الذي سيصدر في بداية سنة 2007 سيسجل حالات أخري وان كان أغلبها يتعلق بالغرامات التي تعرضت لها مجموعة من الصحف مثل لوجورنال بـ 271 ألف يورو والأيام والأحداث المغربية، حيث تتهم الجرائد المستقلة النظام باللجوء الي غرامات مرتفعة في محاولة لخنق الجرائد والتسبب في افلاسها .
ومقارنة مع باقي الدول العربية وخصوصا الجزائر، فالمغرب سجل تقدما نسبيا، فالمحاكمات في الجزائر بلغت 114 سنة 2005 انتهت 111 بأحكام وغرامات، والأوضاع في دول أحري مثل ليبيا وسورية
عن القدس العربي.
Aucun commentaire