مشاهد مختلفة على عتبة السنة الميلاديةالجديدة

جمعــة مبـــــاركة :

غادر مقر عمله قبل الوقت المحدد قاصدا  منزله. هناك توضأ بالماء الفاتر ، قرأ سورة الكهف ،توجه للمسجد لصلاة الجمعة.رجع. تغذى . فتح حسابه على الفايسبوك ، كتب جمعة مباركة .أغلق حسابه ثم نام.لما استيقظ حدثنا عن نعمة الإيمان.نسي العمل    !

اكتظاظ :

ربنا لا تؤاخذنا إن تعصّبنا وغضبنا فتعسّفنا على التلاميذ .ربنا إنهم يُحمِّلوننا ما لا طاقة لنا به. لقد طفح   القسم وبلغ الاكتظاظ الزبى.سُبحانك ، إنّا نعترف ألّا ذنب للمتعلمبن الصغار ،انهم يؤدون ثمن تخطيط الكبار .اللهم إن غَضَبَنا أخطأ وجهته الصحيحة؛ فاغفر لنا و قِنا شرور حكومتنا  التي رفعت يديهاعن الصحة والتعليم  و انبطحت لتوجيهات صندوق النقد اللعين.

حداثة :

أستاذ حداثي جدا جدا، ألقى محاضرة حول حرية المرأة ،طفق يدافع بجرعة زائدة من  الحماس عن الحريات الفردية .صفّق له الحاضرون بحرارة .انهالت عليه طلبات التوقيع . عاد الى منزله منتشيا.  عند ناصِيَة الشارع  رمق ابنته تُحادث شابا.زمجر ، نهرها، حذرها ، توعدّها .خاف المسكين على ابنته من الخطيئة .قمة الحداثة!

 إِبــــــــاء :

جاءه الحاج  إلى منزله سعيا .يستسمحه. كان الفلاح الفقير يشتغل عنده في  ضيعته.نشب خلاف حول تقسيم الغلة. غلب الحاج  الجشع، سال لعاب طمعه فاستكثر عليه الرُّبع. غادر الفلاح الأجير المزرعة تاركا له الجمل بما حمل .كابَر . رحل بدون عمل ولا مال يحمل في قلبه غصة.

والآن بعد سنوات خلت ،أتى يعرض عليه المال تعويضا . رفض. « هي أشياء لا  تُشترى »(1). سامحه بشموخ فيه نفحة من التسامي مراعيا أصول  الضيافة و القرابة. انصرف الحاج مودعا تسبقه كرشه. بدأ يتضاءل ثم تلاشى..كما  تتلاشى السنوات …بقيت الذكريات.

حميد وشاني في 30/12/2016

(1) مقطع من قصيدة لأمل دنقل

سنة أخرى مثقلة بالخيبات وبصيص من الأمل تمضي، ورغم ذلك سعيدة لجميع الاصدقاء الواقعيين والافتراضيين.