هذا بيان للناس…
بقلم: عبدالحق الريكي
يُلاحظ العديد من المواطنين الهوة ما بين بعض السياسيين والمواطنين وتفادي العديد من الأحزاب التَحَدُثَّ في قضايا وطنية كبرى، يتناولها رواد الفايسبوك والصحف الوطنية ولا يَتَحَدَّث عنها السياسيون علناً… في الوقت الذي تتطلب المصلحة الوطنية فتح نقاش وطني حول هذه القضايا والاستماع لأراء الناس، كل الناس…
لِذا، لَو كُنتُ مُنتميا لحزب وطني مغربي ديمقراطي، لكُنت قدَّمتُ هذا الملتمس للقيادة لمناقشته، وإصدار يومه بلاغا للرأي العام الوطني، هذه أهم محاوره :
اجتمع المكتب السياسي لساعات طويلة لمناقشة الوضع الوطني بعلاقته مع المحيط الإقليمي والدولي، خاصة ما يتعلق بتأخير تشكيل الحكومة، والاحتجاجات الشعبية وكذا انعقاد كوب 22 العالمية بمراكش، وأيضا قضية « الفتنة » الرائجة في بعض الأوساط ونَعْت البعض لمُواطنين مغاربة بصفات غير مقبولة ك « الأوباش »… وأساسا الوضعية الاجتماعية لملايين المغاربة، الذين يَكْتَوون بنار غلاء المعيشة والحكرة، وغياب القانون والاحتكام إليه في الكثير من القضايا…
وبكل شفافية ومسؤولية نُخبر الرأي العام الوطني، أن النقاش كان بناء ومفيدا وفي بعض الأحيان صعبا وحادا، نظرا للمرحلة التي يمر منها الوطن والتحديات المطروحة عليه… وبعد ساعات من النقاش، تم الاتفاق على إصدار هذا البيان :
1- يُقِّر الحزب بأهمية الملف الاجتماعي للشعب المغربي وضرورة إيلائه في الحين أهمية قصوى وذلك من خلال قرارات فورية تهم فئات عريضة من الشعب وقرارات أخرى تُقَنِّن بعض امتيازات السياسيين من برلمانيين ووزراء، وكذا جعل لحظة مناقشة مشروع الميزانية لحظة اجتماعية بامتياز، وكذلك مطالبة كل الجهات الإدارية بالتدخل لمحاربة كل أشكال الريع والغش والتلاعب في الأسعار… الحزب واعٍ كون الملف الاجتماعي لا يمكن حَلُّه في أيام، لكن المطلوب هو جعله محور الفترة القادمة…
2- إِعْطاء أَهَمية للملف الاجتماعي لا يمكن مُعالجتهُ خارج الشق السياسي المرتبط به، والذي يتعلق بتوسيع هامش الحريات واحترام حقوق الإنسان وكرامة المواطن وتمكينه من المساهمة في الشأن الوطني والأخذ بعين الاعتبار مواقفه وآرائه.
3- يُسجِّل الحزب تَعطيلَ العديد من المؤسسات من حكومة وبرلمان، ويُطالب من كل الفرقاء السياسيين الوعي باللحظة الصعبة التي يَمرُ منها الوطن، ويؤكد استعداده للمساهمة في إيجاد حلول ناجعة ومقبولة ومفهومة جماهيريا لتأخر تشكيل الحكومة ويضع كسقف يوم… وفي حالة استمرار « البلوكاج » سَيجمعُ الحزب أجهزته التقريرية لاتخاذ الخطوات اللازمة وإخبار الرأي العام الوطني بكل شفافية، لأن الحكومة شأن المواطن قبل أن يكون شأن السياسيين.
4- ناقش قادة الحزب الحادث المأساوي الذي كان ضحيته الشهيد محسن فكري من مدينة إمزورن بالحسيمة. وفي هذا الصدد يُسجل الحزب، التعامل السريع للإدارة الترابية مع الحادث وفتح تحقيق والالتزام بمعاقبة الجناة. والحزب إِذْ يُطالب بتسريع وثيرة التحقيق وإِخْبار المواطنين لحظة بلحظة، يُؤكدُ على ضرورة العمل من أجل تَجَنُب وقوع أحداث مماثلة. في هذا الإطار يؤكد الحزب على أُطرُوحته المُتمثلة في بناء وطن يَتَّسعُ للجميع ويَحْتَكِمُ فيه المواطنون للقانون والدستور في كل معاملاتهم اليومية…
5- يُسجِّل الحزب ويُتَابُع عن كَثَب التَّحرُكات الجماهيرية التي انْطَلَقت من الحسيمة لِتَعُمَّ مناطق وجهات مختلفة من المغرب. ويُخْبر الحزب، بكل شفافية، أنَّ النقاش كان حادًا في هذه النقطة نظرا لحساسية الوضع، وارتباطاً بالوضع الإقليمي منذ الربيع العربي وما آلت إليه بعض الدول من دوامة العنف والانهيار. وبعد نقاش مستفيض، تم التأكيد على أن العملية الديمقراطية لا تَتَنافى مع حقِّ الاحتجاج والتظاهر السلمي. لذا، فيرى الحزب، ورغمَ أنهُ ليس طرفا معنيا مباشرة بها، أنَّ الاحتجاجات الحالية لا تَخرجُ عن هذا النطاق. وأخيرا يُوجِّه الحزب نداء لكل المواطنين المشاركين والغير المشاركين في الاحتجاجات بالتعامل البناء والايجابي مع هذه اللحظة، مؤكدا على حق أي مواطن في التظاهر في إطار احترام القانون وسلمية الاحتجاج.
6- يُسجِّلُ الحزب التعامل المسؤول لمختلف الأجهزة الحكومية وخاصة الأمنية مع الاحتجاجات التي تعرفها بلادنا ويُطالبها باليقظة والحذر حتى لا تنفلت الأمور.
7- يُؤكد الحزب على ضرورة الوعي الجماعي بدقة المرحلة الراهنة ونَحنُ كبلد مُقْبِلون على احتضان أكبر اجتماع أممي في المغرب، كوب 22 بمراكش. ِلذا فالمطلوب من الجميع التأكيد للعالم أنَّنَا كمغاربة قَادرُون في آن واحدٍ على مواجهة تحدياتنا الداخلية بإِعْمال القانون وكذلك التَّرحيب بآلاف المسؤولين الحكوميين والغير الحكوميين من مختلف بقاع العالم وإِنْجاح تظاهرة مَوْضُوعها يَهُم البشرية جمعاء.
8- نَاقش الحزب قضية « الفتنة » بعمق، وخَلُص إلى ما يلي : أولا، هناك العديد من المواطنين الصَادقين والذين يعبرون عن خَوفهم وقَلقهم مِنْ إِمكانية انفلات الأمور وإدخال الوطن في دوامة العنف والعنف المضاد. في هذا الصدد، ُيؤكد الحزب على مُشاطرة التخوفات المشروعة للعديد من المواطنين وكذا العمل بكل الوسائل لِتَنْبيه وتفادي وُقُوع ما لا يحمد عُقْباه. ثانيا، هُناك بعض الجهات تَستَعْملُ « قفازات » الفتنة لبَثِّ البلبلة وهي عارفة أن الوطن بعيد عن الفتنة، هؤلاء هَمُّهُم، منذ زمان، الاستمرار في الاستفادة من خيرات البلاد خارج ضوابط القانون والدستور. ثالثا، اليقظة والحذر مُطالبين في كل حين وهي مسؤولية الجميع.
9- وأخيرا يُسجل الحزب باستغراب تداول كلمة « الأوباش »، من طرف البعض وخاصة مُمثلة للأمة تم انتخابها مُؤخرا بأحد مدن الشمال. وإِذْ يُندد بهذه الممارسات المنافية للأخلاق ولروح الأخوة الذي يجب أن تَسود في التعامل ما بين المواطنين، يُسجل بإيجابية قرار تَجْميد عُضويتها من طرف الحزب التي تَرَشَّحت باسمه في انتظار اتخاذ قرارات أخرى صارمة.
10- يُخبر الحزب، الرأي العام الوطني على تَرْك اجتماع هيئاته مفتوحة، لتَتَبع الوضع عن كثب والاجتماع كلما دعت الضرورة لذلك مع التواصل المستمر مع المواطنين وإخبارهم كلما دعت الضرورة لذلك.
(ملاحظة لا بدَّ منها : هذا مجرد رأي مواطن مغربي في الوضع الوطني الحالي، لكل غاية مفيدة)
عبدالحق الريكي
الرباط، 05 نونبر 2016
Aucun commentaire