خبـير لـيـبي : في السابق عملت الجزائر على إضعافنا .. والآن تريدنا دولا فاشلة !?
مــحمـد ســعــدونــي .
خلال الأيام الماضية، عرفت الحدود الجنوبية للمملكة عبر نقطة » الكركرات » توترا مفتعلا وغير مسبوق بين المملكة المغربية والجمهورية الموريطانية، بسبب انجرار المسؤولين الموريطانيين وراء أطروحات النظام العسكري الجزائري في قضية الصحراء المغربية والتي انحاز فيها الرئيس الموريطاني بشكل مفضوح إلى الجانب الجزائري خوفا وطمعا (…).
وقبل هذا التوتر بين البلدين الشقيقين المغرب وموريطانيا، كانت الجزائر تراقب عن كثب الحركة التجارية الشرعية عبر مركز الحدود » الكركرات » على كل المستويات، حيث تعتبر هذه البوابة محطة مرور العديد من السلع المحملة بواسطة الشاحنات الثقيلة في اتجاه موريطانيا وباقي دول غرب أفريقيا(بوركينا فاصو – مالي – السينغال- الساحل العاج )، إلا أن حصة الأسد كانت من نصيب موريطانيا خاصة مدينة نواديبو والقرى التابعة لنفوذها، إذ بلغت الواردات الموريطانية من المغرب خلال الربع الثاني من ةسنة 2015 170 مليون دولار أمريكين مشكلة من منتجات فلاحية وغذائية، مما جعل من المغرب المصدر الرئيسي للمنجات الاستهلاكية والتجهيزية إلى موريطانيا، أي بنسبة 88% من مجمل واردات موريطانيا من أفريقيا ( فواكه وخضر ومنتجاات عجائنية وألبان ومواد تجهيزية.( جريدة العيون أخبار عدد يناير 2016)
هذه الحركية التجارية وعبر النقطة الحدودية الكركرات أثارت حفيظة النظام العسكري الجزائري، خاصة بعدما صرح العاهل المغربي بأن المغرب مصمم على المساهمة الفعلية في تنمية دول أفريقيا الغربية وجنوب الصحراء، واعتزام المملكة المغربية على مد خط سككي من مراكش إلى دكار … فجاء رد النظام الجزائري بوتيرة سريعة بأن استضاف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي قام بحركات استفزازية وغير حيادية منحازة للطرح الجزائري، كما أن تصميم النظام العسكري الجزائري لم يقف عند هذا الحد عندما أرغم المسؤولين الموريطانيين على فصل الصحراء المغربية عن خريطة المغرب خلال القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها موريطانيا، مما أعاد إلى الأذهان عملية الوصاية والهيمنة التي كان يريد أن يفرضها هواري بومدين على الرئيس الموريطاني السابق المختار ولد داداه بالتهديد والوعيد مستغلا ضعف موريطانيا اقتصاديا وعسكريا.
وعلاقة بالموضوع، فقد صرح أحد الخبراء الليبيين أن الجزائر كانت تعمل جاهدة على أن تجعل من المغرب وتونس وليبيا وموريطانيا أقطارا ضعيفة ومنهارة حتى يتسنى لها الهيمنة على الشمال الأفريقيى وباقي الدول المجاورة لها، رغم أن نظام القذافي كان حليفا قويا لها، وأصبح الضغط مركزا أكثر على موريطانيا لاخراجها من حزام الحياد في قضية الصحراء المغربية لتتماهى مع طرح البوليساريو، وهو ما اعتبره عدة محللين أن النظام الجزائري يريد أن يحول موريطانيا من دولة ضعيقة تسعى لكي تحقق ظفرة اقتصادية ولو محتشمة إلى دول فاشلة لكي تلحقها بليبيا وبتونس. في وقت ما زالت الجزائر تعمل جاهدة على نسف كل اللقاءات التواصلية والحوارية للفرقاء الليبيين والتي انعقدت بمدينة » صْخيراتْ المغربية » أو في تونس وفي مصر …، كما تآمرت على استقرار ووحدة تونس بتسهيل تسرب الارهابيين عبر أراضيها لضرب السياحة التونسية .
من الملاحظ ومن سخرية القدر أن كل الدول التي ساندت الجزائر في قضية الصحراء المغربية أصبحت تعيش قلاقل أمنية وحروبا أهلية وأزمات اقتصادية ( أنكولا – نيجيريا- زيمبابوي – اثيوبيا…) أما بالنسبة لدولة مالي والنيجر فقد خرج الوضع عن السيطرة وهاهي داعش والقاعدة تصرح وتمرح بكل أريحية بعدما انخرط ميليشيات البوليساريو في تنظيماتها الارهابية .
في موضوع ذي صلة، كان عدة تجار موريطانيين قد تقدموا بطلب إلى حكومة بلادهم وإلى السلطات المغربية يروم فتح خط جوي مباشر بين الدار البيضاء ونواكشوط عبر مدينة العيون المغربية، لكن الجزائر ضغطت بشدة على نظام الرئيس الموريطاني فتوقف الخط، وفي المقابل أعلن وزير النقل الجزائري بوجمعة طلعي في ندوة صحفية عن مشروع انطلاق رحلات جوية بين تندوف ونواقشوط ابتداء من شهر أبريل الماضي، وعن مشروع لانجاز خط للسكك الحديدة يربط بين منجم غار الجبيلا ت بتندوف بولاية بشار على مسافة 950 كلم، كرد فعل على الخط السككي القاري الذي سيربط بين مدينة مراكش المغربية ومدينة دكار السينغالية .
( يــــتـــبــع)
Aucun commentaire