بين حصان الفارس ودار وحصان بن غوريون
أحمد الجبلي
عندما رأى ملياردير قطري الحصان « كويكلي دو كرسكير » الذي يمتطيه البطل المغربي الفارس عبد الكبير ودار انبهر وتملكه شغف كبير بالحصان، و تمنى لو كان الحصان « دو كريسكير » ملكه لذاك قام فورا بتقديم عرض جد مغري للبطل المغربي عبد الكبير ودار حيث عرض عليه مبلغا قدره 16 مليون دولار مقابل الحصان « دو كريسكير ».
إلا أن الفارس المغربي رفض العرض فورا، معللا ذلك أن الحصان هدية من الملك محمد السادس ومن المستحيل له بيعه لأنه لا يقدر بأي ثمن، موضحا له بأن الحصان “دو كرسكير” لديه مكانة خاصة عنده، وأنه أثْمن من كل الذهب الموجود في العالم. هكذا بكل بساطة كان رد البطل الكبير عبد الكبير ودار.
إن هذا الحدث المهم ذكرني بالرئيس الفرنسي شارل ديغول عندما أهدى حصانا جميل الشكل رشيق القد، وكان هذا الحصان عزيزا على الرئيس الفرنسي، ورغم ذلك أهداه لرئيس الوزراء الصهيوني دفيد بن غوريون. وبالطبع أبدى بن غوريون فرحا وغبطة من هذه الهدية الرائعة: حصان جميل ورشيق وسريع ويملأ العين راحة وعشقا كلما نظرت إليه.
وفي لقاء آخر جمع بين الرئيس الفرنسي شارل ديغول وبن غوريون، سأل السيد الرئيس عن أحوال الحصان، وإذا بابن غوريون يرد قائلا: سيدي الرئيس لقد نسيت أن أخبرك أنني لا أحب الهدايا التي تؤكل.
هكذا إذن، أكل ابن غوريون هدية الرئيس، ولم يراعي أنها كانت هدية غالية وعزيزة على قلبه، وبكل وقاحة قام هذا الصهيوني المجرم وذبح الحصان وأكله.
يقول المثل المغربي » اللي ما عرف حق الطير يشويه » ولذلك نقول متى كان للصهاينة المجرمين عهد؟ ومتى كانوا يحفلون بالعلاقات الإنسانية والصداقات مع الآخرين حتى يحفلوا بالهدايا ويحافظوا عليها؟
إن السفاح الذي لا يتوانى يسفك دماء الأطفال الرضع والشيوخ الركع فأنى له أن يتورع عن ذبح حصان ولو كان هدية من لدن رئيس دولة داعمة للصهيونية بلا قيد ولا شرط.
إن ما فعله الفارس المغربي الكبير عبد الكبير ودار برفضه لمبلغ مالي مغري حقا مقابل أن يبيع هدية من جلالة الملك محمد السادس، وتصريحه بأنه لن يبيعه بكل أموال الأرض، لهو سلوك شهم من رجل شهم ينتمي لوطن غال وملكه عظيم.
إن هذا السلوك، في العمق، يرفع رأس المغاربة عاليا ويعطي درسا لكل الانقلابيين والانفصاليين وكل الذين يمكن أن يبيعوا دينهم أو وطنهم وولاءهم لسلطان البلاد مقابل عرض من الدنيا قليل.
1 Comment
هذه أفضل ميدالية يحصل عليها بلدنا الحبيب ، و هي ميدالية لن تضاهيها كل الميداليات التي وزعت على الأبطال أو التي ستوزع على الآخرين مهما طالت الألعاب الأولمبية ، لأنها بكل اختصار و افتخار من معدن أنفس من النفائس المادية الموجودة على البسيطة . و هذا درس في الوطنية لكل من يتهافت على خيرات المملكة باستغلال منصبه كمسئول وطني أو جهوي أو محلي للاغتناء و كسب المزيد من » الوسخ الزائل » وسخ الدنيا كما يعرفه عامتنا .