قناة ميدي1 تيفي تحارب الحشمة في الشواطئ
قناة ميدي1 تيفي تحارب الحشمة في الشواطئ
أحمد الجبلي
اللباس المحتشم في الشواطئ المغربية هو عبارة عن سلوك يبدو عاديا لكن له تبعات خطيرة تمس عمق القيم المغربية، إنه سلوك مزعج ومستفز يفز المصطافين في الشواطئ وفي فضاءات الاستجمام، كما أنه يهدد الحريات الفردية لأن الناس قد اعتادوا من قبل ارتياد لباس عادي « deux pièces » أو une seule piece“ » وإذا بالوضع يتغير إذ ظهرت كائنات تهدد السلم والتسامح، حيث تجلس وتمشي على الرمال وتسبح بألبسة عادية شبيهة بالألبسة المنزلية أي « محتشمة ». إنها ظاهرة يختلف الناس في تفسيرها، وتتباين الآراء في شأنها، تقول الإعلامية فاتحة أوعلي صاحبة برنامج ملفات الشاشة في قناة ميدي 1 تيفي.
ببساطة، إنه اللباس المغربي المحتشم، إنهن المغربيات اللائي فيهن حياء جعلهن لا يتعرين في شواطئ المغرب، ويحرصن على أن لا يعرضن مفاتنهن للعيون البشرية الجائعة. إن هذا السلوك قد أغضب العلمانيين عندنا أيما غضب حيث أطلقوا السهام من كل حدب وصوب يعتبرون هذا المظهر المحتشم مظهرا من مظاهر التخلف والنكوص إلى الوراء، وظاهرة خطيرة تؤدي إلى تمزيق المجتمع المغربي والتضييق على المصطافين، كما تؤدي إلى الكراهية والإخلال بقيم المغاربة كالسلم والتسامح.
إن إفراد قناة مغربية معروفة ولها صيتها في حجم ميدي 1 تيفي لهذا الموضوع حلقة كاملة مستقلة ناقشت فيها ما وصلت إليه المرأة المغربية من حياء وحشمة وما أصبحت تؤمن به من قيم أصيلة يمليها عليها دينها، لهو أكبر دليل على النسبة الحقيقية للتدين في هذه البلاد. فإذا كانت حتى الشواطئ أصبح يتحرج فيها العراة لانتشار الحياء والحشمة بانتشار الملابس المحتشمة وانتشار السباحة بالملابس الفضفاضة والخمار، فهذا معناه أن لا مستقبل البتة للعلمانية والحداثة. وأن هذا الشعب شعب تجري في عروقه دماء الإسلام دماء الحياء والحشمة والوقار، وما أجمل تلك السيدة تلك الأم المتحجبة المحتشمة وهي تعطي درسا في الحياء لقناة ميدي1 تيفي وهي تعبر لها عن ما يمليه عليها إسلامها وقيم المغاربة التي تتعارض والعري والفتنة. مع العلم أن هذه السيدة المحتشمة هي السيدة الوحيدة التي تم استجوابها مقابل استجواب عشرات من التيار العلماني المتطرف.
لقد حاورت القناة مجموعة من الأساتذة والمختصين في علم النفس والاجتماع وبعض الفاعلين في المجتمع منهم العلماني صلاح الوديع، رئيس “حركة ضمير” المعروفة بتوجهها العلماني المتطرف، وماذا عسى يقول علماني متطرف في مسألة الحشمة والحياء غير أنها شكل من أشكال التخلف واللباس الماضي الطارئ على المجتمع المغربي الحداثي، فعلى الأقل، في المقابل، كان يمكن استجواب عالم من علماء الإسلام أو فقيها متمكنا من الفقه الإسلامي أو رئيسا من رؤساء المجالس العلمية كي يعطي رأيه في هذه الظاهرة الصحية وهي رجوع المغربيات إلى الحشمة والحياء والرفض المطلق للسباحة عاريات.
إن استدعاء الطرف الآخر المعني بالموضوع إلى الأستوديو أو حتى حواره من خارجه لهو العدل الذي يمكن أن يكشف للمغاربة الحقائق التي من وراء هذه الظاهرة والتي على رأسها أن الأصل في المغرب هو الدين أما ما عداه من توجهات معادية أخرى فهي طارئة ودخيلة لن تجد في هذا الوطن التربة الصالحة لتنمو وتعيش.
كما أن استدعاء مصطفى الشكدالي باعتباره محسوبا على أساتذة علم النفس الاجتماعي حول الحلقة إلى فضيحة حيث وجد نفسه يلعب في الملعب لوحده يصول ويجول بكل ما أوتي من كذب وتزوير وتخريف دون أن يجد أمامه من يعطيه درسا في علم النفس وعلم الاجتماع. فانطلق يتفلسف بمصطلحات لا معنى لها كاختباء المحتشمة وراء اللباس من أجل إخفاء ذات أخرى. وربما هو يعني أن العاريات أكثر وضوحا لأنهن يمنحنه فرصة النظر المباشر لهن لتحقيق هدفه المنشود. أما المرأة المحتشمة فهي أكيد تحرجه وتحرمه بإخفائها لما يريد لها كشفه وفضحه. وأما حديثه عن ممارسة المحتشمات للوصايا على الأخريات وأنه يسعين لامتلاك ذوات الأخريات بتحويلهن إلى محجبات محتشمات، وهو الأمر الذي اعتبره حالة نفسية غريبة حيث كاد ينطق مصطلح الانفصام، ففي أي علم من علوم النفس والاجتماع يعتبر الإنسان الذي يمارس النصح للآخر مستوليا أو ممارسا للوصايا عليه؟ فكل الحضارات وكل المجتمعات تعمل بالتوجيه والنصح خارج دائرة العنف والإكراه، أليست جميع الحضارات الراشدة والراقية تقوم على الحوار وتبادل الأفكار والسعي نحو الوصول إلى ما هو أفضل وأجدى وأنفع من أجل تحقيق المجتمع الذي يحمي نفسه باحترام قيمه التي يؤمن بها ويقطع مع كل دخيل من شأنه أن يفتت الجسم ويفتك بالإنسان الذي يعد أهم لبنة في بناء الأوطان .
أما باقي التصريحات فواضح كما ألفنا من جميع قنواتنا أنها تسعى دائما لتهيئ سيناريوهات تتماشى بل تتماهى مع الخلفية التي من أجلها تم تمويل البرنامج، هذا البرنامج الذي وضع خصيصا ليضرب عفة المغربيات الطاهرات المتدينات، ويشيع ويشجع العري والاختلاط والتماهي مع سلوكات الانحلال والتمييع واللواط والمثلية وما يقاربها من سلوكات بعيدة مل البعد عن أصول الشعب المغربي المتدين بالفطرة والذي لازال يعشق اللباس الطويل ويتوق إلى الحشمة والحياء
3 Comments
لا فض فوك اخي
أصبت كبد الحقيقة
بارك الله لك و فيك
هذا هو الزمن الذي انقلبت فيه المعايير، فصار المنكر معروفا و المعروف منكرا….
سير يا أخي حارب الفساد الحقيقي ديال الصح و بصح و أنت تعرفه جيدا و الذي ينخر المجتمع و يقضي على الدولة في صمت رهيب عوض التطرق إلى مواضيع عقيمة لا تخص جميع المغاربة أما الحشمة والاصطياف واللباس و اشياء أخرى فتلك أمور شخصية وحريات فردية لا دخل لي و لا لك فيها