بنكيران وحيد الزمان
كل يوم تتعالى الأصوات التي تطالب بتشخيص طبي للسيد بنكيران، للتأكد من سلامته العقلية والنفسية، خصوصا بعدما بذر منه ما يستوجب التشكيك في قدراته العقلية، وما ينذر بعاصفة سياسية هوجاء قد تأتي على الأخضر واليابس.
بيد أني أعارض هذا الرأي بشدة، يكفي أن السيد بنكيران هو أول رئيس حكومة حيّر علماء الفيزياء، حينما أثبت بأنه قادر على أن يوجد في أكثر من مكان في نفس الوقت، فهو رئيس حكومة مسؤولة ورئيس معارضة جادة، يناضل في المجلس الحكومي بتبني القرارات القاسية والضرورية، ويناضل مع العمال في رفضه لتلك القرارات اللاشعبية.
أدعم بنكيران لأنه حيّر علماء الطبيعة، بعدما اهتدى لتفسير الإشكالية العلمية التي ظلت لقرون عدة بدون جواب، فهو من اكتشف أن البَرَكة هي السر الكامن وراء كثرة الخرفان مقارنه مع الكلاب، رغم أن مؤشر توالد الكلاب أعلى وأكبر.
بنكيران حير أيضا علماء الطب، فقد اكتشف بأن المجهود وحده كاف للطبيب لأن يُشفي مرضاه، دونما الحاجة إلى معدات طبية أو دواء، وهو اكتشاف لم يسبقه إليه أحد من الأولين أو الآخرين.
أدعم بنكيران الذي حير علماء المنطق والرياضيات، حيث إنه يأمل في أن ترتفع شعبيته لأنه يرى نفسه الوحيد الذي لم يبال بنزول شعبيته حينما ألغى صندوق المقاصة، وزاد في الماء والكهرباء، وعبث بنظام التقاعد، فكانت المقدمة المنطقية، وبدون سابق إنذار، موجبة لاستنتاج ما ينافيها تماما.
كيف لا أدعم السيد بنكيران وقد ترك جمعيات الرفق بالحيوان مشدوهة البال، مصدومة الحال؟ لمجهوداته الجبارة في رد الاعتبار لكرامة الأبقار، حيث جعل لها بطاقة وطنية، وجعلها تتمتع بكامل حقوق المواطنة مثلها في ذلك مثل جميع المواطنين، ومن يدر، فلعله يدافع عن حقها في التصويت على من تراه أهلا لعلفها ورعيها وحلبها.
كيف لا أسانده وقد أدهش الفاسدين والصالحين على حد سواء؟ أدهش الفاسدين حينما عفا عنهم بدون قيد أو شرط، وبدون تفويض من أحد، وبعدها عرض عليهم الهدنة في البرلمان، حيث صرح، بدون حياء أو خجل، بأنه لا يحارب الفساد بل الفساد من يحاربه، وأدهش الصالحين أيضا، حينما وجدوه يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لا يُؤمر، حتى إنه ادّعي في فاتح ماي الأخير، والذي قبله، بأنه مستعد أن يضحي بروحه من أجل الشعب، وهو في حقيقة الأمر لم يستطع حتى أن يضحي بتقاعده وتقاعد وزرائه.
كيف لا أسانده وقد حير علماء السياسة؟ حينما جعل برنامجه الانتخابي لا يحتوي إلا على نقطة فريدة، ألا وهي: إحباط جميع المؤامرات التي تحاول أن توقع بينه وبين الملك.
وحتى علماء الاجتماع لم يسلموا من الحيرة والدهشة، فالمديونية العامة في عهد الحكومة « الإسلامية » بلغت 807 مليار درهم، وهو ما يمثل 81.3 % من الناتج الداخلي الخام، وبعض الناس المغسولة الدماغ، مازالت تردد كالببغاء، بأن ليس هناك بديل عن السيد بنكيران.
لهذا كله، أدعم بنكيران لولاية ثانية، وثالثة، ولِما لا ولاية طول العمر؟ مادام الناس لم يجدوا له مثيلا أو بديلا، ومادام لا أحد قادر على أن يحير علماء الأرض، مهما كانت أعراقهم وأجناسهم، وكيفما كانت تخصصاتهم.
نورالدين زاوش
https://www.facebook.com/zaouch.nor
Aucun commentaire