أوقفوا استغباء الجماهير الرياضية !
على بعد أيام قليلة من اتخاذ السلطات حزمة من الإجراءات، الهادفة إلى محاربة شغب الملاعب الرياضية، وإبداء المسؤولين استعدادهم للارتقاء بالمنظومة الرياضية وتطوير لعبة كرة القدم خاصة، مما أوحى للجماهير الرياضية بأن هناك رغبة أكيدة في إحداث الطفرة النوعية المرجوة، تعود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بغتة إلى عادتها القديمة، في ممارسة التعتيم والكذب، من خلال تضارب التصريحات والإعلان عن فك الارتباط مع الناخب الوطني بادو الزاكي …
كان الأمر سيبدو طبيعيا، لو أنه تعلق بسخط شعبي واسع إثر هزيمة نكراء، أو إقصاء مبكر بعد إخفاقه في تحقيق أحد البنود المتعاقد حولها، كما هو الشأن بالنسبة لمدرب المنتخب المحلي امحمد فاخر، عند فشله في بلوغ دور الربع نهائي من بطولة الأمم الإفريقية للمحليين « شان 2016″، التي جرت فعالياتها في رواندا ما بين 15 يناير و7 فبراير 2016. لكن ما ليس عاديا، هو أن ينفي رئيس الجامعة: فوزي لقجع، في تصريح مباشر ما يتداوله المواطنون عن إمكانية استبدال المدرب بادو الزاكي بالفرنسي « هيرفي رونار »، مجددا ثقة الجامعة فيه واعتبار الخبر الرائج مجرد كلام « جرائد »، ثم يعود صباح الغد لسحب « ثقته »، والإعلان عن « طلاق » توافقي. أليست هذه قمة الاستهتار بعقول ومشاعر شعب بكامله؟
فقرار « الإقالة » المباغت، أحدث رجة قوية في صفوف المهتمين بالشأن الرياضي، وأثار موجة عارمة من الاستياء في الأوساط الشعبية وبمواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنه لم يعد يفصلنا سوى شهرا واحدا عن إجراء المقابلتين الحاسمتين ضد منتخب « الرأس الأخضر »، الفريق العنيد الذي تستلزم مواجهته تحضيرا جيدا ومركزا. و »الزاكي » جاء وفق رغبة شعبية ملحة دامت سنوات عدة، فضلا عن أنه لم يخل بشروط العقد كما يعلم الجميع، وأن حصيلته الكروية طيلة تواجده على رأس الإدارة التقنية، تظل مرضية حتى وإن لم ترق إلى مستوى مطامح الجماهير الرياضية، ولا تستحق مثل هذه الضربة القاسية. ألم يكن حريا بالجامعة انتظار على الأقل نتيجة اللقاءين؟
إن ما أقدم عليه رئيس الجامعة، ينطبق عليه القول: « كلام الليل يمحوه النهار »، الذي لا يصدر إلا عن شخص فاقدا للوعي، يطلق « صواريخه » في كل اتجاه، بينما كان يتعين عليه إرجاء « هذيانه » إلى حين « صحوه ». فماذا كان سيضيره لو أنه تجنب الرد عما اعتبره كلام « جرائد »، دون اللجوء إلى الكذب الذي يعد حيلة الضعفاء؟ ألم يكن يعلم بأن المكتب المديري سيعقد اجتماعا في اليوم الموالي، للبث في مجموعة من القضايا ومن ضمنها « شائعات » الإقالة؟ لعله من أخطر الأشياء، أن يفقد مسؤول في حجمه مصداقيته، بعد أن استبشر المغاربة به خيرا في إعادة قطار « معشوقة الجماهير » إلى سكته الصحيحة، لاسيما وأن الجامعة عرفت في عهده تحركات وإجراءات بدت واعدة. فالمغاربة ضاقوا ذرعا بالنكسات والأزمات المتلاحقة، ولم يعد لهم من مصدر للسعادة عدا المنتخب الوطني الأول، الذي يعلقون عليه كل آمالهم وأحلامهم، ولا يقبلون باستمرار الضحك على ذقونهم، وترؤس مؤسساتهم العمومية شخصيات صورية، عاجزة عن امتلاك قراراتها بأيديها، يتحكم فيها عن بعد ومن وراء ستار. وصار من الصعب، أن يجددوا ثقتهم في رجل حاول دون خجل ولا وجل التلاعب بعقولهم وعواطفهم…
كان من الممكن، أن يستسيغ الكثيرون قرار العزل دون تمويه مكشوف، لو تم اعتماد الصراحة واحترام الحق في المعلومة، بإصدار البلاغ منذ البداية وقبل أي تصريح مجاني، يخبر مثلا بأنه انطلاقا من اجتماع المكتب المديري، وبعد مدارسة التقارير التقنية الواردة على الجامعة، تبين أن الناخب الوطني أخفق في نسج علاقات طيبة ومتماسكة مع الطاقم التقني، وخلق مناخ رياضي ملائم يسوده الانسجام بين عناصر المنتخب، وأن اختياراته لم تكن موفقة في توفير الاستقرار المأمول، فضلا عن التذبذب الملاحظ على نتائج المباريات الودية والرسمية، وغياب التنسيق مع الإدارة التقنية لمنتخب المحليين في إطار من التفاعل والتكامل… وأنه سعيا إلى إعادة النظر في الاستراتيجية المعتمدة والبحث عن خطة عمل مثمرة، تستهدف تصحيح مسار المنتخب الأول وتفادي ما بات يتهدد مستقبله، وجدت الجامعة نفسها مضطرة إلى فسخ العقد مع الإطار الوطني بادو الزاكي، في انتظار اختيار مدرب جديد، تسند له مهام الإشراف على إدارة المنتخبات الوطنية الثلاثة (الأول والمحلي والأولمبي).
وسواء كانت التقارير المنجزة، تدعو فعلا إلى التخوف من الإقصاء المبكر من كأس إفريقيا للأمم 2017، أو أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مؤامرة مدبرة للإطاحة ب »الزاكي »، قبل حتى انعقاد اجتماع المكتب الجامعي، لأسباب خفية وحدهم « الكبار » يعرفون تفكيك خيوطها، فلماذا يتم دائما اللجوء إلى تصفية الحسابات، على حساب الجماهير الشعبية، في السياسة كما في الرياضة، والزج بها في غياهب المتاهات المؤرقة؟ وحتى لو افترضنا أن الشك تسرب إلى المغاربة مباشرة بعد الانهزام 1/0 في مباراة غينيا الاستوائية برسم تصفيات المونديال، ألم يكن من سبيل آخر لتجاوز النقائص ورفع التوتر الحاصل، عدا ما أسمته الجامعة الانفصال بالتراضي في وقت جد حرج، علما أن الزاكي نجح في انتزاع الفوز ثلاث مرات وانهزم مرة واحدة في خوضه أربع مقابلات رسمية، بالإضافة إلى تأهله إلى التصفيات النهائية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018؟ ترى، أين نحن من الشفافية والحكامة الجيدة المتبجح بهما؟
فبإقدام جامعة كرة القدم، يوم 10 فبراير 2016 على الإقالة المذلة للمدرب المحبوب بادو الزاكي، الذي أسعد المغاربة حارسا أسطوريا لعرين أسود الأطلس، ومروضا لهم قادهم إلى نهاية كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، دون توضيح صريح للحقيقة واعتذار رئيسها للشعب المغربي عن افترائه المفضوح، تكون قد أعدمت حظوظ الإطار الوطني في تولي منصب الإدارة الفنية للمنتخبات الكروية، بدل البحث عن السبل الكفيلة بتطوير قدراته، وأحيت عقدة الإطار الأجنبي التي اعتقدنا أننا تخلصنا منها إلى الأبد…
اسماعيل الحلوتي
4 Comments
ماذا قدم الزاكي للمنتخب كمدرب الجواب لاشيء مستوى هزيل خصام دائم مع الاطر طرد اللاعبين الممتازين تعرابت الكوثري بلهندة واخرون 80 لاعبا في المنتخب خلال عام لاخطة لامستوى لاامل في اية نتيجة الزاكي حارسا ممتازا ولكن مدربا فاشلا مع اندية وطنية ساعدته ضربة حظ 2004 بتونس تحت غطاء المدرب الداهية عبد الغني الناصري في غياب غانا الكامرون مصر وفريق نيجري شاخ ولماذا لم يتمكن من هزم تونس في النهائي اضافة الى ان منتخب الشماخ حجي المختاري من صنع مصطفى مديح وليس الزاكي الذي رافق منتخبا جاهزا ولماذا لم يصنع شبيها للمنتخب لمدة 20 شهرا اين هي الحرفية والتدريب حسنا فعل المكتب الجامي الزاكي حارس وليس مدرب
إلى الكوايري : وماذا قدم مدربك الداهية بناصري للفرق التي أشرف على تدريبها ؟!إنني أتفق مع الأستاذ الحلوتي في كل ما ذكره ، فلو ترك الزاكي يعمل بكل حرية ودون تشويش لقدم لنا منتخبا محترما ، ولكن هناك أطراف تريد الاصطياد في المياه العكرة ، ولا تروقها الشفافية هي من وضعت العصا في عجلة الزاكي … برافو عليك أستاذ الحلوتي لأنك وضعت يدك على الجرح
وماذا قدم الزاكي للوداد الفتح اسفي الماص الخ ياسيدي المدرب هو النتائج اوسكار فاخر فاريا كابريطا مديح روكوف فتحي جمال سعدان روماو العامري يوري سمعتك اما مدرب بلا نتائج ولاالقاب ماشي مدرب اقول حارس عملاق لكن مدرب قزم والتاريخ يحكم شاهدنا اضعف منتخب منذ السبعينات هذه مدة 20شهرا وخير دليل مقابلة غينيا لولا سوء حظها لما اقصتنا لالعب لا خطة لاتشكيلة ؟
يجب ان نتعلم الدروس من مصر التي تمسكت بالاطار الوطني حسن شحاتة سنين،و بادو الزاكي لا يقل شهرة و لا علما و لا تقنية من المدرب المصري فمتى يكون الاطار الاجنبي احسن من الاطار الوطني؟ ما يجب فعله هو اقالة اعضاء الجامعة المغربية كلهم و بدون استثناء احد،فهم الفساد بعينه و اعطاء المسؤولية لمن يستحقها و على راسهم السيد بادو الزاكي اللاعب النظيف و المدرب الوطني الذي يدافع عن الراية الوطنية