نقطة نظام :2 فرنك كمعاش للوزير قليلة ….
أتساءل و لعلي أجد الجواب الشافي للسؤال الكافي: ما هي القناعات التي انطلق منها المسئولون عن الشأن العام و على رأسهم رأس الحكومة و من بعده المسئول عن صندوق التقاعد المغربي في إيصال التقاعد إلى (63-65)
هل هو التحسن في مستوى المعيشة؟
هل هو التحسن في الخدمات الصحية لجميع المواطنين؟
هل هو توسع في رفاهية المواطنين ما يجعلهم يبتعدون عن الكآبة و الحزن و اليأس الذي يبعدهم عن تقريب موعد الموت لهم؟ مع علمنا ما للعوامل النفسية و الإحباط في تقريب المسافة مع الموت.
كم من الموظفين يفارقون الحياة قبل وصولهم إلى سن التقاعد، هل تملك الوزارات إحصائيات في هذا الشأن؟
كم من المتقاعدين يفارقون الحياة في 5 سنوات الأولى التي تعقب التقاعد؟هل تملك الوزارات الإحصائيات،أم أن ذلك من أسرار المهنة؟
هل لنا إحصائيات دقيقة و ذات مصداقية أن 80 % من المغاربة يصلون إلى 75 سنة كمتوسط عمري؟
هل المشيئة الإلهية تتدخل لتمديد أعمار المغاربة إلى مرحلة أرذل العمر؟ وكم عددهم ؟
ألا يعرف هؤلاء القوم من الوزراء أن اغلب الناس بعد 50 تستوطنهم أمراض مزمنة متتابعة الواحدة وراء الأخرى. ويجد المتقاعد(ة) نفسه مجبرا على تحديد كناش لزيارة الأطباء الذين يتابعون حالاته المرضية؟
ألا يعرف القوم من الوزراء أن أغلب المتقاعدين منهم من لا يستطيع العناية و المراقبة الطبية بطريقة دورية،لوجود أولاده في حالة بطالة أو حالة دراسة،فلا اختيار له بين صحته و الإنفاق عليها،أو الإنفاق على دراستهم، أو الإنفاق عليهم من أجل حمايتهم من الانحراف؟فالفقر يدفع صاحبه إلى الكفر(الانحراف)
أم أن شيئا جديد طرأ على المجتمع ،و جعل أعمار المغاربة تطول إلى حد أن قررت الحكومة و في لمح البصر،زيادة في سنوات التقاعد،و تقليص من رواتب الموظفين كإسهامات منهم في تسمين صندوق المعاشات، واقتطاع من معاش: (ما عاش) المتقاعدين:(المت-قاعد)ين. و ذلك كله في سبيل أن تمدد الحياة في صندوق قيل انه دخل غرفة الإنعاش بإفساد المفسدين؟
2 فرنك تقاعد لوزير، قالتها وزيرة مغربية السيدة شرفات أفيلال،رقم ليس باليسير بل قليل جدا نظرا للمهام التي يقومون بها و هي مهام وهموم متعبة و مرهقة.و اغلب الوزراء المساكين، يدخلون مصحات نفسية للعلاج من ضغط العمل و الإرهاق و القلق،و لهذا يستحقون المال الوفير.فخذوا ما يتناسب مع سعادتكم من المعاشات و معاشات الأحياء و الأموات، ما المانع من ذلك؟
و نحن عموم الشعب، نسمح لهم عن طيب خاطر،ونرخص لهم أن يأخذوا من الصناديق و (الشكارات) كلها،كل ما يشاءون من المال.أما الشعب فلقد ألف أن ينام على بطن فارغ و يصحو على موسيقى المصارين الفارغة.
نحن نقول لهم أيضا » أيها الزعماء الوزراء كلوا أنتم هنيئا لكم و اجمعوا حقائب الذهب و المال لوقت الحاجة،و الشعب من واجباته الوطنية و الدينية، أن يضحي بأكله و ماله ودمه و راحته و نومه وكده من أجلكم »؟
شكرا لكم يا وزراء الفقراء من الشعب أنكم ضمنتم للأرامل دخلا،و زدتكم في منح الطلبة الفقراء،وأعطيتم للفقراء بطاقات الدخول إلى المستشفيات.
و لكن ما هو المقياس الذي يجعل هذا الطالب يستحق المنحة و الآخر لا يستحقها؟
فليس الطالب فقيرا من كان أبوه موظفا يتقاضى أجرة،ليصنف في خانة الأغنياء). مع العلم أن المنحة حق من حقوق لأي طالب(ة) كمواطن(ة) و ليس كرما أو منة من الحكومة.فأي معنى للاستقلال المادي للطالب عن عطاء والديه إذا لم يقدم له الوطن ما يجعله يشعر بالاحترام لنفسه و اعتزازه بها ، ويقوي ولاءه لوطنه؟
فليتعلم أعضاء الحكومة الدروس في المواطنة من أعضاء الحكومات في البلدان الغربية، ويتعلموا كيف يعاملون مواطنيهم و شبابهم الذي يدرس، و عاطليهم و مرضاهم و جائعيهم وأيتامهم؟و كيف ينصتون ويمدون أسماعهم إلى أقوال الشارع (الرأي العام ) ليحلوا المشاكل،لا أن يضعوا رؤوسهم في الرمال ،و لا أن يخرجوا كل ما أبدعته الإنسانية من الزراويط ليستعملوها في احتجاج من يطالب بالخبز فقط. فقد قال عابد الجابري في كتاباته الخاصة بقضايا التعليم، وقال المجتمع أيضا، وكان ذلك برنامجا حزبيا لكل الأحزاب التي تجعل الاشتراكية عقيدة لها،و لكن مع الأسف،نراها الآن تتراجع عنه بسبب مغناطيس الكراسي، « أن من يملك الخبز يستطيع أن يتعلم« .
قال علماء النفس التكويني الغربيون في ابحاثهم، أن الاستقلال الفكري و الاستقلال النفسي و الاستقلال الاجتماعي لأي شاب(ة) له ارتباط عضوي بالاستقلال المادي، هكذا علمونا.
هل تريدون أن يشعر الطالب(ة) انه عالة على والديه (وهو يشعر كذلك)؟أية قيمة يمكن أن يكونها إنسان عن نفسه وهو يمد يده إلى والديه أو إلى الناس، كل يوم يتسول ويطلب مصاريفه اليومية؟
أي دونية ،هذا الشعور الذي يخالجه وهو يمد الأيدي طلبا للمساعدة؟
ألا تشعر الحكومة بهذا الغبن الذي يشعر به من هو محروم من أبسط أساسيات العيش؟
أليس أخيرا منح بعض الأرامل، و الزيادة في منح بعض الطلبة، و إقصاء آخرين بدون وجه حق، و منح بطاقة طلب العلاج لبعض الفقراء هي حملة انتخابية مسبقة تستغل لاحقا؟
ما ذا تقولون في الهجوم على صندوق المقاصة ( صندوق الدعم للمواد الأساسية)؟
ما ذا تقولون في سياسة عفا الله عما سلف في البرنامج الانتخابي؟
ما ذا تقولون عن الزيادات في كل شيء حتى في أعمار العاملين الحاليين في الحملة الانتخابية؟
ما ذا تقولون عن الاقتطاعات في أجور الموظفين العاملين ومنح المتقاعدين لإعادة(الحياة) في صندوق أكله الراكلون،في الحملة الانتخابية؟
ما ذا تقولون عن برنامجكم إفقار فقير من أجل فقير آخر(تضامن الفقراء مع بعضهم)، دون المساس بفتاة الغني حتى في ثمن عطره الذي يستعمله أو سياراته الفارهة التي يملكها؟،أو طيارته الخاصة التي يتنقل بها؟ و كل المواد الكمالية التي تكون حكرا على فاحشي الثراء؟
انه البرنامج الانتخابي الذي تسوقونه على الغفلة من المواطنين.
Aucun commentaire