تندرارة : برنامج تيسير كله تعسيــــــر .
المواطن البسيط دائما يدفع ضريبة كل شيء ، ضريبة الأمطار ، ضريبة الجفاف ، ضريبة الغلاء ، ضريبة الأعياد ، ضريبة عجز الميزان ، ضريبة الأزمة الإقتصادية ، ضريبة العطلة ، ضريبة الدخول المدرسي وخصوصا هذه السنة التي توالت فيها الضرائب وعلى ذكر الدخول المدرسي فالموضوع الذي أنا بصدد التحدث عنه أو الإشارة إليه اليوم هو موضوع في غاية الأهمية بالنسبة لي لأنه يهم الشريحة التي أنتمي إليها وهي شريحة سكنها الهم ، وأصبحت أكثر من أي وقت مضى عرضة للضياع والبِؤس والإكتئاب ، إنها فئة الفقراء التي أصبحت تشكلا عبئا كبيرا على نفسها قبل أن تشكله على أي أحد آخر ، فهذه الفئة في نظر أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب القرار مجرد أرقام أو نسب يتم تقديمها للبنك الدولي كلما طلب إحصائيات ، إن هذه الفئة لا تستفيد إلا من بعض المبادرات القليلة والتي يعتبرها بعض الفهماء حلولا يمكن بها أن تحارب هذه الآفة بينما يعتبرها كل من يفكر بعمق ويتتبع مايجري على الساحة الوطنية مجرد حلول ترقيعية لإسكات أصوات هي في الأصل مخنوقة ومبحوحة لاتكاد تنطق ، ترضى بكل ما قدم لها ولو بالوعود الكاذبة والشعارات المعسولة والرنانة إبان فترة الإنتخابات التي تعرف فيها بلادنا حملة واسعة من الكذب على ذقون الفئة الهشة التي أصبحت تائهة وسط سيل من الإنتظارت التي يستحيل أن تتحقق في وجود نوعية بشرية همها الوحيد هو التنافس على المقاعد والمراتب والمناصب غير مبالية بالأمانة التي تلقى على عاتقها وسأعود إلى الحديث عن هذا الموضوع وبتفصيل في مقالة قادمة إنشاء الله ، إن ما أردت أن أشيرإليه اليوم هو تلك المساعدة التي تقدم للتلاميذ في إطار برنامج تيسير لمحاربة الهدر المدرسي وتشجيع التلاميذ على الدراسة ومساعدة الفقراء ولو نسبيا على عبأ مصاريف المدرسة التي أصبحت لا تطاق ، لكن ما يثير تساؤلات أمهات التلاميذ بالخصوص هو هذا الإنقطاع الغير المبرر لهذه المنحة بين الفينة والأخرى فخلال هذه السنة وعند حلول موعد صرف هذه المنحة تفاجئت نسبة كبيرة من الأمهات بعدم إدراج أسمائهم ضمن المستفيدين من تيسير وهو ما قابلته هذه الفئة الهشة باستنكار كبير دون معرفة الأسباب الحقيقة لهذا الحرمان ، فقاموا بكتابة شكايات وإرسالها إلى النيابة الإقليمية لفجيج ببوعرفة وانتظار ما ستسفر عنه هذه الشكايات وربما يتكرر نفس الأمر في المرة القادمة ، إذن أليس من العيب أن تقابل مصالح المواطنين باللامبالاة والإستهتار وعدم تقدير ظروف الآخرين ؟وسأحاول قدر الإمكان أن أجري حوارات مع بعض المتضررين ونقل آرائهم وما يشعرون به وما يعانونه لكي يعرف الرأي العام الوطني والمحلي بأن هناك فئة فقيرة هشة لم تسلم حتى في الإستفادة من الحق الذي يخوله لها القانون .
كتبه عبد الجبار بوعزيز .
Aucun commentaire