Just for laugh
هو برنامج انجليزي كما يبدو من عنوانه أو أمريكي أو أي دولة تتكلم باللغة الانجليزية كلغة وطنية لا يهم ذلك.انه برنامج فقط، ينتمي الى العالم (الانجلو فوني).و المهم أيضا أنه ينتمي الى العالم الغربي. و فيه يكتشف الانسان من العالم المتخلف او العالم الثالث (تفاؤلا أو تجاوزا) كم تسعى البرامج التلفزيونية الى ادخال أساليب الفرحة و الضحك بل القهقة و هي الضحكة التي قال عنها بحزن شديد و لوعة محرقة الكاتب و المؤلف و المؤرخ االمصري، الراحل الدكتور أحمد أمين،صاحب الكتب التاريخية المشهورة :فجر الاسلام، و ضحى الاسلام، و ظهر الاسلام الخ…كتب هذا المفكر الذي ودع القضاء و انصرف الى التعليم الجامعي » ما أحوجني الى ضحكة صافية تخرج من أعماق القلب » بعد أن أحصى عدد الضحكات بألوانها المختلفة.
المشاهد المغربي قد يلتقي بحلقة من حلقات هذا البرنامج المضحك(للضحك فقط)، وهو كاميرا خفية بالمناسبة،و يعقد مقارنة بين هذا البرنامج و بين الكاميرا الخفية التي يعدها العالم العربي من المحيط الى الخليج، ليلاحظ الفارق المتسع و الشاسع بيننا و بينهم .هم يضحكون و يضحكون(بضم الياء) من يقع في المقلب ويضحكون المشاهد الذي يستمتع بالمشاهدة.
و هي لقطات سريعة تقع في ثواني معدودات قد تنفجر فيها من الضحك. بدون استفزاز أو تصنع او ابتذال للشخص الذي ينصب له فخ ان صح التعبير.بينما ترى أن الأمور لا تجري بنفس اليسر عندنا و مع المواطن العربي، اذ غالبا تثار أعصاب الذي يخضع للمقلب.وان كان من أصحاب الأمراض المزمنة التي تزداد حدتها مع التوترات فان المقلب يعطي عكس نتيجته،و تجعل الشخص في توتر شديد قد يلجأ فيه الى اخراج مكنوناته من الكلمات الساقطة أو اللجوء الى استعمال العنف الشديد ،مع هؤلاء الذين لا يستطيعون التفكير الا في المقالب التي تثير غضب الناس. و بهذا يظهر كم مساحة الصحراء القاحلة الموجودة في عقولنا و تفكيرنا و مخيلتنا،و كم نحن عاجزينأن نبدع في الضحك، وأن نضحك الناس بدون أن نضحك منهم، او نجعلهم أضحوكة أو سخرية للناس.
و تظهر لقطاتنا لكاميرا سرية، كم نحن متسلطين و متجبرين و مبتذلين، و كم نتحلى بالسخافة و الفراغ الفكري في ابداع أشياء جميلة، قد تدخل السرور الى القلوب المغلقة.
حتى ونحن نصور مشاهد (للضحك) لا نضحك، بل تثيرنا نحو الغضب، لأنها مواقف لا تثير أي ضحك، بل حتى ابتسامة صفراء. المشاهد المغربي ليس ساديا حتى يضحك من جعل الناس أضحوكة مجانية. لا نستطيع الضحك عندما نضحك من الناس في وضعيات حرجة، أو نجعلهم أضحوكة في نظر الآخرين.
و بهذا يبدو الفرق بين أناس يحسبون ألف حساب لنفسية و شخصية الانسان و عصبيته و هدوئه و تقبله أو عدم تقبله،و بين اناس لا يعيرون أي اهتمام للآخر و لا هل يقبل أو لا يقبل ؟ هل يستطيع نفسيا أو لا يستطيع؟هل تتقبل صحته المتدهورة المقلب أم يكون ضحية المقالب السخيفة؟
ألسنا محتاجين الى اعادة النظر في تربيتنا التي تلغي الآخر من الحساب و من الوجود؟،و تجعلنا لا نرى في الطريق الا أنفسنا وأنفسنا فقط.
أليس هذا هو التخلف في تربيتنا في جميع المؤسسات التي تدعي انها تربي؟ اليس هذا التخلقف التربوي يضاف الى تخلفنا في جميع الميادين، الا الثرثرة الفارغة نحن فيها أشداء و صناديد و فرسان الرماية و السباحة ؟
بهذا يبقى السؤال الذي نطرحه على أنفسنا كم بقى لنا من العقود بل من القرون وكم من المسافات الضوئية التي يجب علينا قطعها حتى نتعلم منهم قراءة و اعتبار أحاسيس الناس الآخرين و نفسياتهم؟
انجاز:صايم نورالدين
Aucun commentaire