كثيرة هي الأسباب− في تقديري− التي تحول دون مشاركة  المواطنين المكثفة في الاستحقاقات الانتخابية. ولعل أهمها  عدم اضطلاع اغلب  الأحزاب السياسية− التي تتناسل بشكل غريب− بدورها التاطيري كما هو محدد في الدستور المغربي حيث أن اغلب مقراتها− إن وجدت −تغلق مباشرة بعد انتهاء المسلسل الانتخابي. وكذلك خطابها المزدوج فكل الأحزاب تطالب بتخليق الحياة السياسية واحترام إرادة المواطنين وعدم استمالة الناخبين باستعمال المال الحرام لتأتي بعد الانتخابات وتندد باستعماله فمن قام بتوزيع هذه الأموال أليس مرشحي هذه الأحزاب.

من الأسباب التي تؤدي إلى العزوف, ظاهرة الترحال. فمن بين  الوجوه التي تؤثث الفضاء الحزبي نجد من غير لونه بقدر ألوان قوس قزح.

أما الشباب فرغم أنهم يشكلون نسبة كبيرة من ساكنة المغرب غيران إمكانية تسلقهم في الهرم التنظيمي للأحزاب تصطدم  بعقليات لا تؤمن بان لكل زمان رجاله.الشيء نفسه يمكن ان يقال عن المرأة. فرغم الجهود التي بذلت لتبديد العقلية الذكورية السائدة داخل الأحزاب السياسية المغربية ويبقى مبدءا المناصفة بعيد المنال.إلى كل هذا تضاف التجارب الفاشلة لبعض الأحزاب التي كان الشعب يعلق عليها أمالا كبيرا في تحسين وضعه الاجتماعي. وأخرهم الحزب الحاكم  الذي كان سقف مطالبه مرتفعا قبل وإثناء حملته الانتخابية و التي تم التركيز خلالها على محاربة الفساد والاستبداد وتخليق الحياة السياسية ورفع نسبة النمو ووووووو ليستفيق الشعب خاصة دووا الدخل المحدود على حرب من جهة واحدة ضد قوتهم اليومي من خلال الزيادات المتكررة في أسعار المواد الغذائية وتجميد الأجور والإجهاز حلى بعض  الحقوق المكتسبة .