« نحن كأروبيين لن نترك الشعب اليوناني في مأزق »
هذا ما قاله و صرح به نائب المستشارة الألمانية « إنجيلا ميركل » السيد « زيغمار غابرييل ».لان اليونان تقترب من الإفلاس لعدم قدرتها على سداد ديونها المتراكمة. و 4 ملايين يوناني مهددون بالفقر، و للدقة:(إن فقرنا يختلف عن فقرهم،فقرنا في منظورهم يعتبر نكبة و كارثة إنسانية)
في بلد عليه ديون من البنوك العالمية ،لا مكان للرفاهية لفئات الشعب العريضة.و الفقر يتسع كالوباء ليشمل الرجال و النساء و الأطفال.أنهم مهددون في قوت يومهم اليومي. نسمع من القناة الألمانية بالعربية الموجهة للعالم العربي،أن النمساوي « ارفين شرومف » و هو ناشط اجتماعي و يعمل في برامج الإغاثة،ه حمل 7 أطنان من المساعدات الإنسانية (من أدوية و معدات طبية ،توصلت بها 18 عيادة و مستشفى و مراكز لتأهيل المعاقين). و لقد سبق لهذا الفاعل الجمعي أن جمع أطنانا من المساعدات و التبرعات من شركات ألمانية و نمساوية زود بها اليونان . وصرح « نقوم بذلك منذ عامين ونصف،ولكن الوضع أصبح أسوا من أي وقت مضى،فالشوارع و الطرق السريعة فارغة و الناس يشعرون بتوتر كبير،ونادرا ما نرى أحدا يبتسم.يكاد الطعام ينفذ في المستشفيات و دور الأيتام انه أمر جنوني ».( و نقول له مازحين:أيها السيد النمساوي ،هل عرفت العدد الحقيقي للعبوسين و العبوسات ومن كل الأعمار، في العالم العربي؟؟)
هذا ما فعله الفقر في بلاد الفلسفة و الشعر و المسرح و الرياضيات و الطب و الملاحم الدينية و فنون الخطابة و الثقافة بشكلها العام ، و بلد الديمقراطية و الحكم الجمهوري و مجلس الشعب و الانتخاب و التصويت و الحوار و بلد إعداد الجندي و المحارب و .. و بلد تنظيم الألعاب الاولمبية كل أربع سنوات و تكوين الأبطال في المصارعة اليونانية الضرورية للتكوين العسكري..الخ..
هذا ما فعلته الديون من البنك الدولي و البنك الأوروبي في بلد أوروبي…و ما فعله الانضمام إلى الوحدة الأوروبية و منطقة الأورو…و التي من نتائجها أن قضت على الصناعة المحلية و أشكال النشاط الاقتصادي اليوناني…
437 مليون (أورو) هي قيمة المساعدات الألمانية الموجهة إلى اليونان و سوريا و العراق و أوكرانيا و جنوب السودان و المناطق الإفريقية التي ينتشر فيها فيروس « يبولا ». لكن ما أثارني كواحد من الناس الذين ينتمون إلى هذا العالم الفقير و المتخلف و الذي تنتشر فيه الأمية الأبجدية انتشارا مهولا ،و فيه يتخلف الوعي الاجتماعي و الإنساني وأشكال التضامن الإنساني،وتنعدم فيه الخدمات الاجتماعية بمعظم المدن و كل القرى…هو التصريح الذي جاء على لسان نائب المستشارة الألمانية »إنجيلا ميركل » السيد « زيغمار غابرييل » الذي صرح » نحن كأوروبيين لن نترك الشعب اليوناني في مازق ». لأنه رأى أن 4 ملايين من اليونانيين مهددون بالفقر…(رغم أن مقاييسهم في الفقر تختلف عن مقاييسنا)
نحن كعرب و مسلمين ،و و الذين يعتبر عندهم التكافل الاجتماعي و الإحسان و التعاون و المساواة، من مرتكزات الدين الذي ندين به.فماذا فعلت السياسة و المصالح و الأنانية الحسد بين الشعوب العربية؟؟
العرب و الذين يجري « البترول » انهارا و بحارا في أراضيهم ،و يسخرون أموالهم في تنمية مصانع الأسلحة و الاقتصاد الغربي،و في الملذات و المؤامرات و في مساعدة الأوربيين الذين ليسوا محتاجين إليها. يبنون لهم المستشفيات و الجامعات و المدارس و الملاعب،وينفقون بسخاء على موائد الخمور و القمار و الفسق … ويقدمون مساعدات للمؤسسات الأوروبية أو الأمريكية في حالة إفلاس.
.حكومات عربية، تكيد لحكومات عربية أخرى و تورطها في حروب ،يكون من ضحاياها الفقراء و الرجال و النساء و الأطفال، يهاجرون أوطانهم نحو المجهول، لاجئين في أوطان أخرى معرضين لكل أنواع البؤس و الاستغلال والجوع و الأمراض و الحرمان من الأمن، وآخرون يموتون بفعل القنابل بكل أشكالها حتى المحرمة دوليا، و بفعل الصواريخ و السيارات المفخخة(لم تسلم منها حتى بيوت الله). وتفننوا في طرق القتل الجماعي و الفردي، بالحرق و الخنق و الذبح و الغرق و كل أشكال القتل البشع الذي اخترعه الإنسان باسم الدين . كل ذنب هؤلاء المساكين، أنهم مواطنون مسالمون.؟؟
لو عددت كل الدول العربية التي تنتشر فيها الصراعات العرقية و الحروب الطائفية المدمرة لأصبت بالدوار.حروب تدمر و إنسان يقتل بعبث و بدون ذنب اقترفه ،وأموال عربية تهدر في الموت و إشاعتها ..ودول عربية غنية الى حد الترف و البطنة،تستثمر أموالها في صنع الاضطرابات و الحروب لدول أخرى.وملايين من الناس تموت جوعا و مرضا. و الدول الغربية هي من تدق ناقوس الخطر و ليس العرب…و لا واحدا من المسئولين الكبار في الدول العربية الغنية و التي تملك الملايير من الدولارات، فكر ولو يوما واحد ان يصرح تصريح السيد « زيغمار كابرييل » و يلتزم به… لفائدة شعوب عربية أنهكها القتل و الدمار و الحروب و القتل في كل لحظة… من سوريا و العراق و فلسطين و اليمن و ليبيا و تونس و الصومال و السودان، و قريبا في مصر و الجزائر و ما تبقى من دول ،دورها في هذا الحريق ،آت لا محالة….
انجاز : صايم نورالدين
Aucun commentaire