التعليم هو السبيل لكل تقدم
بالامس وليس بالبعيد,كان التلاميذ يجتازون امتحان شهادة الدروس الابتدائية,ولا زلت اذكر كيف كانت الاستعدادات لهذه الامتحانات بحماس منقطع النظير,وكانت نتيجة النجاح والحصول على هذه الشهادة,تفرح الاسرة فرحة قل نظيرها,وقد نقارنها بفرحة الاسرة في الوقت الحالي بنتيجة النجاح والحصول على شهادة الباكالوريا,لكن اذا قورنت الامتحانات الخاصة بنيل شهادة الدروس الابتدائية في الوقت الحالي,مع امتحانات السبعينات والثمانينات,فلا نجد ذلك التحمس من اكثرية الاسر,ولست ادري ما اسباب ذلك,اما فيما يخص مستوى المتعلمين فالفرق شاسع بين تلاميذ السبعينات والثمانينات مع تلاميذ الوقت الراهن,وهنا يطرح اكثر من سؤال.ما اسباب نزول المستوى؟ما اسباب عدم اكتراث الاسر بهذه الشهادة علما انها السبيل المؤدي لنيل شهادات عليا,.
قد يكون وراء نزول المستوى,عدة مسببات ومنها المناهج الدراسية,وقد يكون وراءها العنصر البشري,وقد يكون عدم الاكتراث من طرف الاسر,وهذا مستنبط من معايشة الاسر حيث ان اغلبيتهم لا يهتمون بمستوى ابنائهم,ولا يتواصلون مع المؤسسة التعليمية للتعرف على مكامن ضعف وقوة ابنائهم,وغالبا ما يتصلون بالمؤسسة من اجل الاستفسار عن مد ابنائهم باللوازم المدرسية في اطار المبادرة الملكية,او يتصلون بادارة المؤسسة لتقديم شكاويهم ضد الاساتذة واتهامهم بتعنيف ابنائهم,وقلما نجد منهم من يتصل بالادارة والاساتذة للاستفسار عن مستوى فلذات اكبادهم.
ان الوزارة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك,تولي الاهتمام البالغ للمؤسسات العمومية,ومنذ تفعيل المبادرة الملكية مليون محفظة,فقد اسهمت في توفير الاجواء اللائقة للتعلم,وجعلت الاسر تتغلب على مبررات واهية كانت تعصف بمئات المتعلمين خارج اسوار المؤسسات التعليمية,لتجدهم في الشوارع يمسحون الاحذية او يبيعون السجائر,وعلى الرغم من هذه المساعدات التي تثقل كاهل الدولة,الا ان اغلبية الاسر لا زالت تنظر تلك النظرة السلبية للتعليم,وكثير منها من اسهم في انقطاع الاطفال عن التمدرس,واذا كانت المبررات في السابق تكمن في عدم القدرة على شراء الادوات واللوازم الدراسية,فان اغلبية الاسر اليوم ترى انه لا جدوى في التعليم,وانه مضيعة للوقت حسب رايها.
ومن هذا المنطلق,فنزول المستوى الدراسي,وكثرة الهدر المدرسي,لا يمكن ارجاعه للاستاذ والمدرسة العمومية بصفة عامة,كما يرى الكثيرون,بل اعتقد جازما ان ذلك راجع لاغلبية الاسر التي لا تهتم بالدراسة ,واذا كانت الوزارة تريد خلق رجال غد ونساء غد لهم من المعرفة والتربية المقلى ما يفيد المجتمع .في التقدم ,والحفاظ على قيم الدولة,وما يجعلهم ايجابيين داخل مجتمعهم يسهمون بتعلمهم في الرقي وصيانة المجتمع من الانحطاط الخلقي,فان اغلبية الاسر لا ترى هذه الرؤية من وراء تعليم ابنائهم,بل تريد من وراء التعليم الحصول على وظيفة مستقبلا,وقد تكون الاسرة على حق ويكون تفكيرها منطقيا وموضوعيا,لكن عليها ان تتفهم ايضا ان التعليم ليس هو الوظيفة والعمل المستقبلي فحسب ,بل هو تربية الاجيال على الصلاح والفلاح,وعليها ان تعي ان تربية الاجيال داخل اسوار المؤسسات التعليمية,هو خلق مجتمع متعلم,يسهم في درء الانحطاط الخلقي والجريمة بكل اشكالها وصنوفها,
اذن ومن اجل اصلاح التعليم وجعله قاطرة تقود الامة نحو الرقي والازدهار,لابد من مجهودات جبارة من كل الفاعلين التربويين والاعلاميين والسياسيين,لافهام الاسر التي تنظر الى التعليم بهذه النظرة,الى ان التعليم هو السبيل الانجع لجعل الامة رائدة ماجدة بين الامم المتقدمة التي وصلت الى المراتب العلا بفضل التعليم,وان كل انحطاط وتخلف راجع الى تبخيس التعليم والمؤسسات التعليمة من الاسر .
3 Comments
ليست الاسرة وحدها المسؤولة عن التاخر والهدر المدرسي بل المدير والاستاذ ولو قام كل واحد بعمله على احسن وجه وجعل مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار ما وصل تعليمنا الى هذا المستوى المتدني
والسؤال موجه الى صاحب المقال لو قامت المدرسة بواجبها فهل تظن ان الاسر ستغفل عن مراقبة اطفالها وهل سيكون هناك انقطاع وهدر وتسرب في صفوف التلاميذ
فلنتق الله في فلذات اكبادنا وسترى النتيجة
اتفق مع صاحب الرد فلو كان المدير يقوم بواجبه ولااقصد جميع المديرين باعتباره المسؤول
الاول عن كل ما يجري داخل المؤسسة ماكان هناك تسيب من طرف بعض الاساتذة الذين يجعلون مصالحهم فوق مصلحة التلميذ فيضيع هذا الاخير وبالتالي إما ان يغادر المدرسة وإ ما ان يبقى فيها دون اي مستوى وإن جاءت اسرته لتسأل عنه تأ خذ معها الرد الذي يجعلهاتفكر في أخذ ابنها او ابنتها معها فيضيع املها في متابعة لدراسته
فمن المسؤول عن تدني المستوى اذن ؟
رد على المتسائلين :
صاحب المقال لم يستثن إمكانية مساهمة المناهج والعنصر البشري في هذا المشكل قيد النقاش. بل إنه أعطى نظرة مغايرة لما نراه و تم توثيقه في عقليتنا التي ترمي باللوم على الآخر، فذلك المدير والمعلم الذي ننتظر أن يعيد للتعليم وهجه الذي خفت خاصة خلال العقدين الأخيرين هو نتاج لثقافة ترسخت لدينا كون تحصيل الدراسة فقط للظفر بوظيفة (ولا أعمم) فينعدم لديه الحس التربوي والأخلاقي فلا تجده يراقب أبناءه فين حين توكل إليه مهمة تربية الأجيال . لذلك وجب تظافر الجهود و البداية من الأصل الذي هو الأسرة ثم المجتمع ثم منظومة التعليم حتى نكون جيلا بقدر التحديات التي يفرضها العصر .
مودتي وتقبلوا مروري .