إليك أمي و إلى جميع الأمهات
سبحان الذي أعطاك القدر الكافي والحق الوافي وجعلك خير صاحب وجعل رضاه في رضاك ، ياصاحبة القلب الكبير والحنان الوفير ما أعظم بركاتك وما أصدق دعواتك حملت حملا تلو الآخر كل ابن آدم مرمن هناك وقضى تسعة أشهروجاء للدنيا لا له يد تبطش و لا رجل تمشي فلا بديل بعد الله إلا انت ترضعين وتنظفين وتطببين وتسهرين الليل لاتأكلي حتى يأكل ولا تنامي حتى ينام تتبعين كل مراحل حياة الأبناء والبنات بلا كلل ولا ملل نجاحهم نجاح لك وفشلهم يغيظك ويظنيك ، صدق سيدالمرسلين حين سئل : من أحق بصحابتي ؟، قال صلى الله عليه وسلم : أمك قال : ثم من ؟ قال :أمك قال ثم من ؟ قال أمك ثم أبوك ، ما أعظم هذا التكريم الإلهي الدي بشرك به خير الأنام
وما أعظم قوله تعالى : (( ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)) فكم يفرح العبد عندما يوصي به عبدا مثله فما بالك بمن أوصى بهم رب العزة جل و علا
أيها الزوجات كيف حالكن مع أمهات أزواجكن كلنا سنتقدم في السن وكما ندين ندان والدنيا دول
فيا أختاه هل خضبت يوما يدا ورجلا أم زوجك بالحناء ، هل أدخلتها يوما للحمام ونظفت جسدها النحيف ، هل صحبتها يوما للتسوق أو للتنزه هل أرضيتها يوما بكلام حلو معسول ، هل أكلت مما يأكل الصغار لتحس ببالغ الاهتمام هل جعلتها محل تشاور
وأنت أيتها الإبنة و الأخت اعلمي أنك ستصبحين زوجة فأما بإذن الله فاهتمي بالوالدة الحبيبة لأن الله أوصى ببرها و جعل الجنة تحت أقدامها
ولايفوتني أيها الإخوة والأخوات أن أترحم على أرواح كل الأمهات اللاتي رحلن إلى جوار ربهن راجيا من العلي القديرأن يسكنهن فسيح الجنان
أيها الإخوة و الأخوات جاء في الأثر : ( إذا ماتت أم المرء نادى مناد في السماء ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل عملا صالحا نكرمك من أجله ) وورد في الحديث الشريف : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعوله ) واشترط الحديث الصلاح مع الدعاء
هذه بعض الواجبات والحقوق جعلها الله للأم وهي تزيد من تماسك الأسرة المسلمة وهي تعطي أهمية للمرأة لم يعطيها إياها اي دين ولا أي قانون وضعي على وجه الأرض من الذين جعلوا لها دورا سميت دور العجزة
هذه هديتي إلى أمي الحبيبة وإلى كل الأمهات وإلى كل النساء بمناسبة عيدهن إذ جعل الإسلام كل أيامهن أعيادا
ورحم الله كل الفقيدات وخلدهن في الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه
Aucun commentaire