بعض مظاهر التبذير في صرف المال العام
في حديث بأحد القنوات الإخبارية المغربية المعروفة،حل الممثلة المغربية المعروفة (منى فتو) ضيفة على صاحب برنامج (مع مرميد). وهي صاحبة دور البطولة المطلقة في فلم (حب في الدار البيضاء) الذي أنتج سنة1991،كما أدت دور البطولة في فلم (البحث عن زوج امرأتي) لمنتجه و مخرجه محمد عبد الرحمن التازي سنة1995 كما لعبت أدوارا في أفلام و مسلسلات منها (ارحيمو).
تحدثت الممثلة المغربية عن الأفلام و التجربة السينمائية.كما تحدثت عن الأفلام الرديئة و التافهة التي تستخف بعقلية المشاهد.وأرجعت أسباب ذلك إلى الدعم المالي السخي و المباشر الذي تمنحه الحكومة في شخص وزير الإعلام و الاتصال،والذي يؤخذ من مال دافعي الضرائب،كتشجيع للعمل السينمائي أو لهدف خلق صناعة سينمائية كما هو الحال بالنسبة للصناعة السينمائية المصرية و اللبنانية و السورية.
إن الدعم الذي تقدمه الحكومة جعل كل شخص-حتى وان كان ليس مؤهلا لذلك_ يتقدم للتمثيل أو كتابة السيناريو أو الإخراج أو الإنتاج.والهدف هو الحصول على الدعم المالي السخي…و لتطوير العمل السينمائي وخلق تنافسية في الإنتاج لابد أن ترفع الدولة يدها عن الدعم الموجه لهذا القطاع لمساهمته في خلق أفلام تافهة ، ودون المستوى المطلوب.فكل مخرج أو منتج لن يدفع درهما واحدا من جيبه فهو لن يفكر في جودة النص السينمائي و الإيرادات المالية. و إذا اختفى الدعم ،فان المنتج و المخرج سوف لن يدفع درهما واحدا إلا إذا كان له اليقين التام انه لن يقوم بتجارة كاسدة،وهكذا سينصرف إلى إنتاج أفلام جادة تحقق إيرادات عالية و إلى ممثلين مرموقين وفريق عمل له دراية وخبرة.
ومن الأمثلة التي نقدمها كدليل عن مبلغ الضرائب التي يقدمها كل مواطن لدعم القطاع السمعي البصري ما يلي: مقتطف من فاتورتين للكهرباء لمواطنين من المنطقة الشرقية:
1)الضريبة على القيمة المضافة:4172
ضريبة إنعاش الفضاء السمعي البصري.:6833
الدغمة الجبائية :082
مجموع الرسوم:11087
مبلغ الفاتورة الكهربائية الواجب دفعها:32903
2)النموذج الثاني:الضريبة على القيمة المضافة:11359
ضريبة إنعاش الفضاء السمعي البصري:14400
الدغمة الجبائية: 220
مجموع الرسوم: 25979
مبلغ الفاتورة الواجب دفعها :88327
نستنتج أن ثلث مبلغ الفاتورة يوجه إلى الضرائب،وان أكثر من نصف الضرائب يوجه لتطوير و إنعاش الفضاء السمعي البصري.
ويمكن آن نضيف مثالا آخر عن سوء تسيير المرفق العمومي و هدر المال العام،و البذخ الذي تمارسه الحكومة في صرف المال العام:
عدد سيارات الدولة عدد موظفي الدولة
المغرب:115000 سيارة حكومية لمليون موظف حكومي
فرنسا:7500سيارة 5700000موظف
اليابان:3400سيارة 5300000″
كندا:26000سيارة 3600000
انجلترا:3000سيارة 5مليون موظف.
المصدر: الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب.
فلو قدر للحكومة المغربية أن ترشد النفقات غير الضرورية لحلت الكثير من مشاكل المواطنين في العمل و السكن و الصحة و التعليم…ولكن أن توجه النفقات إلى من لا يستحقها أو هو ليس محتاجا لها'( مثال ذلك مشروع الزيادات المهولة في امتيازات رجال السلطة في الداخلية) فذلك هو التبذير »المبذرون إخوان الشياطين ».
و كل عام و المال العام المغربي بألف …عين ترصده..
انجاز :نورالدين صايم
Aucun commentaire