محمد العباني

بينما أنا في حديث شيق مع السيد نبيل حول الاستثمارات بمحطة مارينا بالسعيدية إذ اتصل به صديق له يطلب منه المساعدة عبر رسالة مختصرة تقول.
ساعدني. محركات القارب تعطلت بالكامل. التيار يدفعني نحو الصخور والرمال. اتواجد بالمياه بين محطة مارينا وإقامة فندق …. على بعد ٥٠٠ عموديا.
هنا أسرعنا بسيارتي نحو الميناء لنأخذ قاربا آخر، وفعلا ماهي الا دقائق معدودات حتى خرجنا بسرعة نحو صاحب هذا القارب الذي يستغيث.
القوانين البحرية جد جد صارمة، وتدخلٌنا لأغاثة هذا الرجل كان غير ممنهج إذ أنه كان علينا إخبار عبر الراديو الاسلكي على هذه الحالة حتى يتم اشعار جميع السلطات المعنية وهي التي لها دراية مهنية بالإنقاد.
ولكن المفاجأة، وجدنا الدرك الملكي ورائنا مباشرة، وبقارب مهيب مجهز بأحدث الألات البحرية، ناهيك عن طاقمه الذي يترأسه قائد مكتب الدرك الوطني البحري بمحطة مارينا.
أشار الينا بأن لا نقلق وبأن نستمر وبأنهم على علم ولقد تم اعلان كل السلطات وهي مجهزة لأي حالة من الأحوال لمساعدة هذا الرجل.
حينما وصلنا امام القارب المستغيث، وجدنا أن صاحبه فعلا في حالة حرجة وان لم يتم التدخل لكانت الحالة اسوء وأعظم.
تم إخراج القارب وصاحبة من منطقة الخطر وتم سحبه بأمان إلى ميناء مارينا بسلامة وهدوء تام.
مربط الفرس هنا، هي تلك المهنية التي كنت شخصيا فيها كشاهد عيان.
درك ملكي بحري مهني انساني مبتسم في الوجوه، ولقد رصد هذا القارب البسيط بوسائله الخاصة، وخرج القائد بنفسه، وتم الإعلان عن جميع الجهات لتتجهز إلى مد الاسعافات الأولية لصاحب هذا القارب.
والغريب في الأمر أن صاحب هذا القارب هو طبيب من مغاربة العالم قاطن بالديار البلجيكية، وقد أدلى بإعجابه بمهنية هذا الطاقم و علم أن شواطئ بلده محمية بمجهر لا يعلمه إلا الله.
في المكتب، قام القائد وطاقمه اولا بإسعاف الرجل، وطمأنته كي لا يقلق وتم تأطيره نفسيا.
ولكن هذا لا يمنع بأن يقوم القائد بإشعار صاحب القارب بالأخطاء التي وقع فيها وبعض القوانين البحرية التي تم خرقها بشكل غير متعمد حتى لا يعيد الخطأ مرة أخرى وهذا عبر تقرير شفوي و كتابي.
سألت القائد : سيدي كيف علمتم بالحادث ومن أخبركم.
هنا كان الجواب جميلا: سيدي، بعد الله سبحانه، ان للمغرب رجالا يحمونه ولا يعلمهم سوى الله، اما طاقمي فما قام سوى بمهتنا التي عاهدنا الله ووطننا وملكنا عليها.
محمد العباني. بروكسيل