القفة
قصة بعنوان: القفة . إنجاز:يحي زروقي
خرج علي كعادته قلصدا السوق الأسبوعي يوم الأحد،وفي حيبه ماتيسر من النقود ليملأ القفة قدر الإمكان بمختلف الخضروات و..،لكنه تريث قليلا واتجه صوب مكتبة ليتصفح عناوين الجرائد والمجلات والكتب وليس في نيته أن يقتني شيئا،لأته في يومنا لغة البطن و..هي سيدة الموقف والحسم،لكنه توقف عند كتيب فريد يظهر من غلافه أنه استعمل وقرئ،وهو ما شجع عليا للتفكير في شرائه خاصة أن الثمن مغر،ومن المؤكد أن صاحب المكتبة يريدالتخلص منه ،خصوصا أنه الكتيب الوحيد القديم الموجود على الرفوف بين الطتب المنمقة والمرصعةومجلات المرأة التي تثيرالرغبة والفتنة.
فكرعلي برهة سائلا نفسه: »هل سأضع الكتيب في القفة مكان الخضرو..؟وماذا سـأقول لزوجتي العالية؟ صاح الكتيب : »كن شجاعا يا ..مرة في حياتك وخذني بأقل ثمني »وقاطعته القفة بسخرية: » لن يتحقق مرادك،فأنا أعرف من هو علي،فلطالما حملني ليرضي زوجته العالية ».تسمرعلي في مكانه وجحظت عيناه بين الكتيب والقفة،مما أثار فضول صاحب المكتبةوباغث عليا: »هل أعجبك الكتيب ياسيد؟ »خذه بأقل من ثمنه،هو اليتيم الوحيد بين أولادي ها هنا »
حك علي شاربه كعادته كلما وقع في حيرة ثم انتفض: »كم ثمنه ياسيد؟ لن اعطيك فيه أكثر من درهمين » تعحب الكتبي من صراحة علي وبادره قائلا: »لن نختلف حول السعر ياسيد،المهم عندي أن تخلصبي منه سيما وقد قرأته مرات ».هذه الكلمات أثارت عند علي الغيرة والتحدي في ان يقرأ،أن يقتني كتابا آسف، كتيبا لأول مرة في حياته،لكنه تساءل: »ماذا ساقول لزوجتي؟ » .ودع علي صاحب المكتبة بعد ما أدى ثمن الكتيبوأزال عنه غبارالسنين،فرح به كثيرا ،ضمه إلى صدره ،ثم حبأه في جيب جاكيطته التي حال لونها الأسود،تذكر أنه اشتراها قبيل زواجه وأهمل نفسع كثيرا.
تلمس الكتيب كثيرا،وفكر في تخليص نفسه من ورطته: »ليعذرني المؤلف عن هذا الوصف » . اقترب علي من السوق واقتنى ما تيسر من الخضر والفواكه إلى ان اوشكت دريهماته عن النفاذ، لكنه تذكر أن القفة لم تمتلئ بعد ويتقصعا الفلفل الذي تحبه العالية،ولازالت عباراتها تجلجل في أذنيه: »الفلفل،الفلفل..إياك أن تأتيني كعادتك من دونه ..إياك ».
« يا إلهي ..كيف الخلاص؟ »صاح علي وأردف بزفرة عميقة. ثم تلمس الكتيب مخاطباإياه: »خلصني إذن..لماذا لاترد علي،هل أعجبك الدفء والتجول؟ خلصني إذن وإلا أرجعتك إلى صاحبك، وربما لن يقبل « لالبد من الحيلة،أما الانفعال والقوة فلا ينفع مع النواعم،آه لو سمعتني العالية،آه لو سمعتني النساء هنا في الساحة الكبرى للسوق. انتفض علي،فوقع بصره على عجوز تبيع الخضر من الدرجة الثالثة،وانقض عليها يتخير منها حتى عثر على الفلفل،ثم صاح: » وجدتك..لقد وجدتك يا..لو لم تكن زوجتي تحبك،إنك تثير الغيرة لدي،أأنت مذكر أو مؤنث؟..هل أسأل العجوز،ربما تسخر من كلامي » سعد علي لأن القفة امتلأت،والكتاب،آسف الكتيب يقبع في جيبه.
عند عودته إلى البيت،توقف ليلتقط أنفاسه وأفكاره قبل أن يواجه العالية ،وشرع يتصفح الكتيب،ُم أعاده إلى جيب جاكيطته في زهو وتحد. دخل البيت يصيح: »زوجتي الغالية ..زوجتي العالية،أين أنت؟انطري إلى القفة،قد ملأتها عن آخرها. »
أخذت العالية القفة منه بلهفة وصرامة كعادتها،وأفرغتها حتى عثرت على الفلفل،وخاطبت عليا: »ماهذا الفلفل؟يبدو انه ليس من النوع الجيد،دائما كعادتك ساذج ،كل هذه السنون ولم تتعلم اصول التسوق وفنونه،آه يا إلاهي من هذا الزوج المخدوع » ودون أن ينتبه علي أردفت الزوجة: »لماذا جيب جاكيطتك منتفخ؟ ماذا بداخله؟ » ،رد علي عليها محاولا تدارك الموقف: »آ آ لاشيء لاشيء،إنه مجرد كتيب اقتنيته من السوق بأقل سعره ،حتى تعلمي أنني لست ساذجا، وهل تدرين بكم اخذته؟ بدرهمين.لقد خدعت صاحبه .أكيد أنني خدعته،فهو لايقدر ثمنه ».ردت عليه زوجته: »آه ..الآن فهمت، الكتاب هو السبب، قاطعها الزوج: »إنه مجرد كتيب ياغاليتي.. » وهو يهمس في أذنها ،فثارت ثائرة الغالية و صرخت في وجهه: » هل الكتاب سيسد رمق عيالك، لأول مرة تخدعني ،وعقابا لك،ستعتني بالأطفال وتهتم بشؤرن المطبخ طيلة اليوم ».
أحس علي بالإهانة ولم يشعر بنفسه حتى انتفض صارخ في وجهها: » أنا رب البيت هنا وأشتري ما يحلو لي،وإذا صممت على عنادك ، فسيكون لي تصرف آخر معك ».اندهشت العالية من كلامه حتى سال العرق البارد من جبهتها العريضة.
أحس علي بلذة سادية غريبة وانتصار مابعده انتصار.تخلص من خجله وبرودة اعصابه وطيبوبته الزائدة.أخرج الكتيب أمام العالية بكل زهو وخيلاء،قصد سطح البيت ليقرأه دون خوف .منذ تلك اللحظة،قررعلي أن يقتني كتابا إلى جانب الخضر وأشياء أخرى.
1 Comment
لقد كان عنوان الكتاب : كيف تثور على زوجتك في تسويقة واحدة وبدون معلم