احكي لهم يا شهرزاد

اخبريهم عن يوم الميلاد

يوم ابيضت وجوه و تلبد اخرى السواد

كيف قررت وأدك و جهزت الألحاد

خشية العار و ان يطالك الفساد

اجيبهم يا شهرزاد

انه انت من يبكيهم يوم الحداد

ان بسمة رضيعة اذابت الفولاذ

عجز عن قبرها بيديه الجلاد

صبية تقر الأعين تبسط الاجداد

حديثهم يا شهرزاد

عن دمع عيون المها يوم الجهاد

ساعة يمتطي اهلها ظهور الجياد

تهاب غيابهم و تكره كثيرا البعاد

و دموع فرح تنهمر اذا الكل عاد

احكي يا شهرزاد

ان رقتك نسائم يخفق لها الفؤاد

بسمتك البريئة تكسر جليد العناد

ان البساطة فيك جمال سحره أخاذ

تغنى به قيس و عنترة بن شداد

قولي يا شهرزاد

انك اساس البيت و انك العماد

انك من يصبر عند المحن الشداد

انك انت من يوقد النار و يعد الزاد

او يترك الدار باردة بلا نار و بلا رماد

افخري يا شهرزاد

بانك من انجب طارق بن زياد

من زرع في قلبه حب البلاد

من جعل التاريخ يصنع الامجاد

من يبث الحمية و لو ندر العتاد

اعتزي يا شهرزاد

انت من ينشأ البنات و الاولاد

من يسهر من اجلهم و يعاند الرقاد

من يتحمل و يرافق السهاد

من الجنة تحت اقدامه يوم الميعاد

يكفيك انك يا شهرزاد

خلقت من ضلع ارق العباد

اعوجاجه يحفظ روح الفؤاد

قد يبغض او يسمو بالوداد