كانت الهجرة النبوية الى المدينة المنورة بداية لتاسيس الدولة الاسلامية على مبادئ التكافل, والحق والعدل ,والتعاون على البر والتقوى,ودفع الاذى ,والعدالة الاجتماعية…الخ.

ان الكتاب الذي عقد فيه رسول (ص) الاخوة بين المهاجرين والانصار ,والتعاون بين المسلمين وغيرهم ,واقر اليهود على دينهم واموالهم -هذا الكتاب منشور بسيرة ابن هشام – يتضمن المبادئ الاساسية التي قامت عليها اول دولة في الاسلام ,ويمكن اعتباره -بلغة هذا العصر- دستورا يؤسس لقيم الانسانية ,والتسامح الديني ,والتعاون على المصلحة العامة ,وهي المبادئ التي يمكن ايجازها في ما يلي:

وحدة الامة المسلمة.

ورد في مقدمة كتاب  سيدنا  رسول الله (ص) : »بسم الله الرحمن الرحيم ,هذا الكتاب من محمد النبي (ص) ,بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب,ومن تبعهم فلحق بهم ,وجاهد معهم,انهم امة واحدة من دون الناس

« …

تساوي ابناء الامة في الوحة والكرامة

يقول (ص) : »المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم,وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين

« ,…

وقوف الامة ضد الظلم و الاثم والعدوان

يقول (ص) : »ان المؤمنين المتقين على من بغى منهم ,او ابتغى دسيعة ظلم, او اثم ,او عدوان ,او فساد بين المؤمنين ,وان ايديهم عليه جميعا,ولو كان ولد احدهم

« …

اشتراك الامة في تقدير العلاقات مع اعدائها

يقول (ص): »ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر,ولاينصر كافر على مؤمن ,وان ذمة الله واحدة, يجير عليهم ادناهم ,وان المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس ….وان المؤمنين عليه كافة

« ….

تاسيس المجتمع على احسن النظم واهداها واقومها

جاء في كتابه (ص) ان المؤمنين المتقين على احسن هدي واقومه.

.

مكافحة الخارجين عن الدولة ونظامها العام ووجوب الامتناع عن نصرتهم

نص كتاب سيدنا محمد(ص),بانه لا يحق لمؤمن اقر بما في الصحيفة, وامن بالله واليوم الاخر, ان ينصر محدثا ولاياويه ,وبالتالي .

عدم الخروج عن اجماع الامة .

حماية من اراد العيش مع المسلمين مسالمامتعاونا,والامتناع عن ظلمهم والبغي عليهم

يقول (ص): » وانه من تبعنا من اليهود فان له النصر والاسوة ,غير مظلومين ولا متناصرين عليهم

« ….

ولغير المسلمين دينهم واموالهم, لا يجبرون على دين المسلمين,ولاتؤخذ منهم اموالهم .الا انه على غير المسلمين المساهمة في نفقات الدولة كما يساهم المسلمون ,يقول (ص) : »ان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين

« …

فعلى غير المسلمين ان يتعاونوا معهم لدرء الخطر الذي يهدد الدولة وصد كل عدوان .

كما  انه من واجب الدولة ان تنصر من يظلم من غير المسلمين ,كما تنصر كل مسلم يعتدى عليه .ومن جهة اخرى اذا كانت مصلحة الامة في الصلح وجب على جميع ابنائها مسلمين وغير مسلمين القبول بالصلح.

لا تزر وازرة وزر اخرى

لا يؤاخذ الانسان بذنب غيره ,ولايجني جان الا على نفسه واهله.يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : »لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ,مواليهم وانفسهم, الا من ظلم واثم,فانه لا يوتغ الانفسه واهل بيته

… »

حرية التنقل داخل الدولة وخارجها مضمونة من طرف الدولة

يقول (ص) في الصحيفة موضوع هذا المقال: »…وانه من دخل امن ,ومن قعد امن بالمدينة ,الا من ظلم او اثم .. » والمجتمع يقوم على اساس التعاون على البر و التقوى لا على الاثم والعدوان.

بالاضافة الى ما ذكر هناك مبادئ اخرى تم التنصيص عليها كحرمة المسكن التي لايجوز انتهاكها (انه لا تجار حرمة الا باذن اهلها..). ثم من اسس العدالة انه اذا حدث شجار ,فان مرده يكون الى الله عز وجل ,والى الرسول (ص

.)

من خلال ما سبق , يتبين بان دستور الدولة الاسلامية الاولى ,-المكتوب- نص على مبادئ  الانسانية ,والعدالة الاجتماعية , والتسامح الديني,والمساواة والتاخي والتازر ,وحقوق الانسان  ,والحقوق الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الحقوق والواجبات .

وبالتالي فان الادعاء بان مبادئ الديموقراطية كما هي متعارف عليها في العصر الحاضر ,مصدرها الثورة الفرنسية ,او نظريات « مونتسكيو » او « جون لوك » او »هوبز »  اوغيرها من النظريات هو ادعاء ينم عن قصر نظر, وسطحية في البحث والدراسة و التحليل.

المراجع: -سيرة ابن هشام

-السيرة النبوية ,دروس وعبر من تاليف الدكتور مصطفى السباعي

دار الوراق.