لا تعدوا في الجمعة
علمنا ونحن صغارا ، أن يوم الجمعة عيد لنا نحن المسلمون ، يتكرر كل أسبوع ،نفتخر به ونستعد له ونتفرغ إليه نفسيا وذهنيا وبدنيا …أهم ما يشدنا إليه المسجد وصلاة الجمعة وما يرتبط بهما من ذكر وصلاة (تطوع) وقراءة للقرآن… نتخذ من هذا اليوم مناسبة لتطهير وغسل أجسادنا ، لقوله صلى الله عليه وسلم [ إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل] (أخرجه الإمام أحمد في مسند المبشرين بالجنة 302 والبخاري في كتاب الجمعة 828) ، ولإظهار أثر نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بارتداء أحسن ما عندنا من ثياب … فيه نصل أرحامنا ونزور أصدقاءنا ونوحد غذاءنا (الكسكوس تقريبا في كل بيت )…له قدسية خاصة في نفوس مجتمعنا ،وهو أيضا أحد معالم هويتنا .
لا يجوز الانشغال عن صلاة الجمعة، لا ببيع ولا بشراء ولا بامتحان ولا بلهو… كل عمل أو عقد بعد الأذان الثاني فهو رد وباطل ، لأنها فرض الأسبوع . لقوله سبحانه وتعالى { يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذرا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضية الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله لعلكم تفلحون } (الجمعة آية 9- 10) وقوله صلى الله عليه وسلم [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا مريضا أو مسافرا أو امرأة أو صبيا أو مملوكا فمن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد ] (روي عن أبي هريرة ) وقال أيضا [ لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ] وفي حديث [آخر من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه ] .
أخفى الله في يوم الجمعة ساعة الاستجابة ، قال صلى الله عليه وسلم [فيه ساعة الاستجابة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ] (رواه البخاري ومسلم ) وقال أيضا [ لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ] (رواه مسلم) وحرم صومه منفردا ، اختلف العلماء فيه : هل هو أفضل أم يوم عرفة . قال عنه صلى الله عليه وسلم [ خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ] ( رواه مسلم). تكفر فيه السيئات، لقوله صلى الله عليه وسلم:[من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام ] (رواه مسلم)
ليوم الجمعة شأن عظيم وفضائل كثيرة ، أعد منها ابن القيم الجوزية أكثر من ثلاثين مزية وفضل منها : أنه يوم المزيد يتجلى الله فيه للمؤمنين في الجنة { لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد }(سورة ق آية 35) . وفيه تقوم الساعة . قال صلى الله عليه وسلم [ ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ] (رواه مسلم)….
صحيح أن النصوص الشرعية ،لا تحرم العمل يوم الجمعة ، إلا في وقت معين ، ولكن الاستعداد للجمعة والتفرغ النفسي والذهني ، أمر ضروري يجعل الإنسان يعيش راحة فكرية ونفسية ، قبل أن تكون بدنية .
.إن عدم الوعي بقدسية الجمعة أو الجهل بفضلها استغل لمحاربة الله وكسر حرمة الجمعة، وذلك بإخراج الناس إلى العمل مكرهين، وتشجيعهم على ترك صلاة الجمعة أو على الأقل التهاون عليها والتنقيص من قيمتها.
إن انتهاك حرمة الجمعة يتم وبشكل فاضح من خلال اختيار تواريخ الانتخابات ، والإحصاءات ، وخصوصا الامتحانات . فعلى سبيل المثال حددت المذكرة رقم 61 الصادرة بتاريخ 26 مارس 2010 توقيت وإجراء الامتحان التجريبي خلال الأسبوع الأول من شهر ماي ، بشكل موحد على صعيد كل منطقة تربوية .تاركة للنيابة الإقليمية اختيار اليوم والوقت المناسب لإجراء الامتحان التجريبي للسنتين الأولى والثانية من سلك البكالوريا ، فجاءت المراسلة النيابية رقم 24 الصادرة بتاريخ 12 أبريل 2010لتقررإجراء الامتحان التجريبي حسب الجدول الزمني التالي : أيام 4و5و6 ماي 2010 بالنسبة للسنة الثانية ويوم 7و8 صباحا من شهر ماي 2010بالنسبة للسنة الأولى .إلا أن يوم 7/5/2010 تزامن مع يوم الجمعة ، وهذا سيؤدي حتما ، إلى تفويت صلاة الجمعة ، على كثير من التلاميذ والأساتذة والإداريين التربويين ، وحتى على بعض الآباء ، خصوصا وأن ساعة زمنية ستضاف طبقا للتوقيت الصيفي ، ومن ثم سيكون الآذان حوالي الساعة الواحدة . الشيء الذي يتعذر معه أداء صلاة الجمعة وحضور الامتحان التجريبي الذي ينطلق على الساعة الثانية زوالا
كان بالإمكان إجراء الامتحان التجريبي أيام 3و4و5ماي 2010بالنسبة للسنة الثانية ويوم 6و7 صباحا من شهر ماي 2010 بالنسبة للسنة الأولى ، وهكذا نوفق بين صلاة الجمعة وعملية إجراء الامتحان.دون أن نعدو على حرمة الجمعة، التي نهانا الله عنها. لأن محاربة الله بانتهاك حرمة يوم الجمعة سيلحق بنا ما لحق بمن كان قبلنا ، من اليهود الذين انتهكوا حرمة السبت ، فكان العقاب واللعن والمسخ .قال تعالى
{ …وقلنا لهم لا تعدو في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا} ( النساء 154)وقال أيضا { ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين} (البقرة 65){ …أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أنر مفعولا }( النساء 45)… هناك العديد من الآيات القرآنية الأخرى ، التي تعد بني إسرائيل بالويل والثبور لتعديهم على حرمة السبت .وما هي منا ببعيد ، لتعدينا على حرمة يوم الجمعة .
فلنقتد بملكنا الذي أدرك قدسية الجمعة ، فحافظ على صلاتها ، واتخذ منها عيدا يدشن بمناسبته المساجد والمشاريع التنموية المختلفة ويصل فيه الرحم مع شعبه .
1 Comment
فلنقتد بملكنا الذي أدرك قدسية الجمعة ، فحافظ على صلاتها ، واتخذ منها عيدا يدشن بمناسبته المساجد والمشاريع التنموية المختلفة ويصل فيه الرحم مع شعبه
————
اللهم اصلح العباد و ملك البلاد و ارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير