Home»Islam»عَقد المسلمين وعِقدهم

عَقد المسلمين وعِقدهم

0
Shares
PinterestGoogle+

      إن مما ابتلي به المسلمون اليوم ، هذا الوهْن ، والضعف ، والشتات ، مظاهر تراجع على شتى الأصعدة، سياسيا و اقتصاديا وحتى حضاريا … وبتتبع بعض خيوط هذا الوضع تجد أن من أهم المصائب المؤدية إليه، هذا « الحياد » و الانسحاب المقيت من هموم الجماعة ، والانغلاق في دائرة هموم الفرد و جماعته الصغيرة جدا ، هموم لا تتجاوز في غالبها الأعم ، البحث عن رغيف خبز …

      حين نقرأ كتاب الله تعالى ، نجد فيه حضا على الجهاد و ذما للقعود و التواكل، حضا على الصدق و ذما للكذب و النفاق ، وإن الجهاد أنواع ، رأس أمره كلمة الحق عند السلطان الجائر ، و السلطان كل من و ما له سلطة عليك ، النفس بين الجنبين سلطان و قد تجور ، فتكون أمارة بالسوء ، ومن الجهاد حملها على أن تكون لوامة فمطمئنة إلى الخير ، و الرفيق سلطان و من الجهاد حمله على الصلاح حتى إذا نسيت ذكرك و إن ذكرت أعانك ، و البيئة المحيطة ، سلطان و أي سلطان ، فمن الجهاد العمل فيها توجيها و إرشادا للخير و دلالة عليه، و السلطان سلطان، وهو كل مؤسسة  إدارة كانت أو جمعية … و من الجهاد التوجيه و النصح و المشاركة والمقاطعة….

       من الصدق قول الحق ، ورأس الكذب التزلف و خيانة أمانة التبليغ ، أمانة الخيرية ،   » كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر  » و قد ذكر عمر رضي الله عنه هذه الآية فقال ، من أراد أن يكون من هذه الأمة فليؤد حق الله فيها ، يعني  » تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر » ، التآمر بالمعروف  و التناهي عن المنكر يقظة جماعية ، تنظم المجتمع في رابطة عَقد تحدده المرجعيات و يبين مقاصده فهم الواقع و يشرف الكل على تطبيق بنوده بوعي و صدق  وحيوية، عَقد ينظم الأمة بكل مكوناتها في شكل عِقد منتظمة لآلئه ، حتى إذا انسلت من العِقد خرزة ضجت الأخر، فلم تهنأ إلا بعودتها إلى الانتظام كمثيلاتها ، مشكلة زينة الجيد الحامل ، زينة شرع الله وحكمه، مبهرة بجمال تناسق ألوانها الرائي، تهتف فيه بحالها  » وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله  » عِقدنا اليوم ، متفلت ، منسوج من خرز بلاستيكية غير حقيقية ، غير ذات انتماء حقيقي إلى معدن الخيرية، معدن الجواهر الثمينة، إلى جانبها  بَعَر ، ذا لبعير الرأسمالية و ذاك لغنم الاشتراكية  و آخر لبقر الحداثة، إلى جانب لآلئ حقيقية و الحمد لله « وقليل ما هم  » للأسف.

      وظيفة المقتنعين بضرورة إعادة البناء ، أن يعيدوا رسم العَقد ، و يوضحوا بنوده ، مسقطين من العِقد ما ليس منه ، ما لا يحفظ له تناسقه و وظيفته، معتمدين على التأييد الإلهي  » و لينصرن الله من ينصره  » ،  فاعلين ، بالحجة و البرهان ، و المثال ، صابرين محتسبين، هذا الانسحاب من هموم الأمة إنما يفتح المجال لكل ناعق أن يدعي أن بيده المفتاح، فإذا به يأخذنا على التيه، ولا عذر لنا ، لا عذر لنا أن نتفرج على آكلي لحوم الأمة تزويرا لتاريخها ، وتأويلا لشرعها و تحريفا لمقاصده، لقد وصل الأمر ببعضهم أن يعتبروا شرع الله « تراثا » يوضع في خزانة التاريخ ، ومدخل التغيير الارتماء في أحضان حداثة الحقوق ومنها الحق في إفطار رمضان، والحق في الزواج المثلي … و طوام أخرى لا حصر لها ، سبب هذا الهجوم كيد غيرنا و انسحابنا من أهم وظائفنا ،  » الشهادة  » بما هي، حال و قدوة  تحتذى ، وصدع بالحق وأمر بالمعروف و نهي عن المنكر  » وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا  » …

      إن من دين الإسلام القول البليغ يسلط في وجه المعاند، وتقرع به أم رأس المتنطع الجاحد ،  » وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا » ألا فساء ما يمكر الدجالون الأفاكون ، ساء ما يمكر بعر العِقد ليس منه ، ساء ما يمكر المنافقون، يدرس بعضهم في جامعاتنا، يحشو أدمغة شبابنا الشر، وقد أخبرني أحد الأصدقاء الدارسين بكلية من كلياتنا، أن أحد الأساتذة الجامعيين الحداثيين، لا يتوانى في الدفاع عن الشذوذ، و التطبيع مع الصهاينة وغيرها من الطوام، ساء ما يمكرون.

       » والله غالب على أمره  ولكن أكثر الناس لا يعلمون » والله أعلم، وأحكم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *