الربا والسيدا وجنون البقر وأنفلونزا الخنازير …ولديه المزيد (2) تابع
إن النجاسة، وكل رجس، خبيث وقذر، مضر وحرام، ومن ثم يمنع تناوله على الإنسان والحيوان، لسببين تربطهما علاقة جدلية. هي الضرر، ومعارضة الفطرة، التي فطر الله عليها خلقه.( والحيوان لا يخرج من دائرة هذا الخلق). { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه ألا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم }(الأنعام 145) فمخالفة القانون الإلهي، والنواميس التي قدر الله أن يسير عليها هذا الكون، الذي نعيش فيه ، يحدث خللا وعدم توازن ،وبالتالي يعرض طبيعتنا وكوننا إلى الهلاك ، وهذا ما حدث عندما أطعم الحيوان – على غير فطرته – بقايا ، وأشلاء، ودماء، وروث ، وعظام …حيوانات، من بينها الخنازير بدون شك، بعد تصنيعها وتحويلها إلى أعلاف بروتينية حيوانية، بدلا من الأعلاف ذات القاعدة العشبية.طمعا في الربح المادي الوفير والسريع.فكانت النتيجة، تعريض الجنس البشري، الذي يتغذى على لحوم وألبان هذه الحيوانات، إلى الأمراض القاتلة، والتي قد لا تظهر أعراضها، كما يقول بعض العلماء إلا بعد ثلاثين سنة.وصدق الله العظيم إذ يقول :{…ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}( ص.آية 50) فكل انحراف عن هذا الهدي الإلهي، وعن الفطرة، التي فطر الله عليها خلقه. سواء تعلق الأمر بالطعام أو الشراب أو المنكح..
. يعرض هذا الخلق لعدم التوازن والهلاك، وللأوجاع والأمراض القاتلة.واليوم يعيش العالم هلع وهول قارعة ، أو كارثة أنفلونزا الخنازير القاتلة، التي باتت تهدد بقاء الإنسان ،ومظاهر الحياة فوق كوكبنا ،إن هي تحولت إلى وباء، لعدم وجود دواء قادر على القضاء على فيروس أنفلونزا الخنازير ، كما صرح بذلك المختصون ، ويبقى الأمل متعلقا بالقضاء على الخنازير المتسببة في هذا الفيروس ، ومنع أكل لحومها ، وتحريمه . ففي ضرف أسبوعين فقط انتشر المرض في أكثر من ثلاثين دولة،وقتل أزيد من ستة آلاف شخصا، ناهيك عن الذين يحملون الفيروس ، والذي قد لا تظهر أعراضه ، إلا بعد ثلاثين سنة ، كما يقول أهل الاختصاص. على الرغم من كل الاحتياطات ، التي اتخذتها بعض الدول .كتلك الإجراءات الوقائية ،التي تمت في العاصمة المكسيكية مثلا ،إذ سجن السكان أنفسهم ، وامتنعوا عن الخروج ، وأوقفوا كل أنشطتهم الاقتصادية ،والثقافية ، والاجتماعية ، في محاولة منهم لوقف انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير.وفي مصر إذ أوصى مجلس الشعب بذبح جميع الخنازير خوفا من الأنفلونزا .وفي جميع الدول، تقريبا اتخذت تدابير احتياطية في المطارات خوفا من انتقال هذا الفيروس القاتل، الذي لا يعرف حدودا. كما منع استيراد لحوم الخنازير، أقذر الحيوانات وأوسخها وأكثرها ضرا، لكثرة جراثيمها، ولقدرتها الفائقة على نقل خصائصها وصفاتها، إلى كل من يأكل لحمها ، النابت من الجيف والقاذورات، بما فيها فضلات الخنزير نفسه .وصدق الله العظيم إذ يقول { إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير }(البقرة آية173) كما قال :{ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير }( المائدة لآية3)… ظل مرض الخنازير، يواصل زحفه نحو العديد من الدول، مهددا مليارين من سكان العالم أي الثلثين .ولم تجد منظمة الصحة العالمية أمامها إلا الاعتراف بعدم القدرة على وقف مرض الأنفلونزا الخنازير.وأن كل ما يمكن للعالم، أن يقوم به ،هو التعاون من أجل عرقلة زحفه ،والتخفيف من آثاره المميتة .دون أن تجرأ على الدعوة إلى تحريم لحم الخنزير،أو منع تربيته والمحافظة عليه ، أو حمايته … باعتباره وباء في حد ذاته، حتى قبل أن يكون مصابا بالمرض، أو حاملا له. كما أن منظمة الصحة العالمية لم تجد الشجاعة الكاملة لتقول للناس، إن من يتغذى على لحم الخنزير، فكأنما يتغذى من دورة المياه، ومن المزبلة العامة للمدينة. ولهذا السبب من وجهة نظري على الأقل ، نجد القرآن الكريم حرم لحم الخنزير لذاته ، بينما حرم لحوم الحيوانات الأخرى لعلة عارضة ، كأن تكون ميتة ،أو مخنوقة، أو موقوذة (قتلت بحجر أو خشب أو ما شابهه)أو متردية (سقطت من مكان شاهق جبل مثلا ) أو نطيحة (نطحتها شاة أخرى أو غيرها) أو أكلها سبع(ذئب مثلا ) ، أو ذبحت على النصب(تقربا لصاحب ضريح مثلا) .لقوله تعالى :{ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب …}( المائدة آية 3) …
. إن مرض أنفلونزا الخنازير، فضح الكثير من الدول الإسلامية ، التي كانت تستورد لحوم الخنازير من أجل الربح ، بحجة المتاجرة فيها ، مع السياح الغير المسلمين …فصدق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم […عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا خلف المقام فرفع بصره إلى السماء فقال : » لعن الله اليهود – ثلاثا – إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها ، إن الله لم يحرم على قوم أكل شيء إلا حرم عليهم ثمنه .] وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنه ]( رواه البخاري) . فسبب هذه المخالفة لشرع الله ،وما أنزل من الحق ،على رسوله ، وبسبب الظلم والطغيان والفساد وأكل الربا وقد نهوا عنه ، والنهي عن الفاحشة وقد أتوها، و تحريم لحم الخنزير وقد تحايلوا على أكل ثمنه ،حتما سيلحق الذين ظلموا منهم ، ما لحق بدول الغرب من انهيار اقتصادي ،وتفسخ أخلاقي ، وانتشار للأمراض والأوجاع التي لم تكن معروفة من قبل، كالسيدا وجنون البقر، وأنفلونزا الطيور ، وأنفلونزا الخنازير…والباقي ما هو من الظالمين ببعيد . وصدق الله العظيم إذ يقول :{ ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد } (الرعد آية 31).إن الجرأة على محارم الله، والطغيان على ما نهى عنه ،ومخالفة ما أتى به رسوله يعجل لا محالة ، إنجاز وعد الله ،ووعيده بالعذاب ،والفتن ، والخوف ،والجوع والنقص في الأموال ، والأنفس ، والثمرات ، والحروب ، والزلازل ،وحوادث السير …فخذوا أسلحتكم وحاربوا ربكم ،أو ابحثوا عن ملجإ ، أو مغارات ، أو مدخلا ،ثم أسرعوا إليه ، هربا من ربكم
Aucun commentaire