Home»Islam»الدعوة إلى الإهتمام بالمسنين

الدعوة إلى الإهتمام بالمسنين

0
Shares
PinterestGoogle+

 الله الرحمن الرحيم

عنوان الخطبة : [ الدعوة إلى الاهتمام بالمسنين ]

الحمد لله الذي خلق الخلائق وحدد أعمارها وآجالها ، وقدر أقواتها وأرزاقها ، نحمده سبحانه وتعالى ونشكره ونتوب إليه ونستغفره ،ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ،،،{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }عباد الله ،،، يخرج كل إنسان من الرحم ضعيفا ليبدأ حياته على الأرض ، ثم يكون طفلا بإذن الله ثم يغدو بعد مراحل الطفولة والصبا شابا يمده الله بالقوة ويعيش أجمل الأيام والذكريات مع الأصحاب والأحباب وأنعم بشاب نشأ في عبادة الله ! ثم تمر السنين والأعوام يتنقل فيها هذا الإنسان في سفر هذه الحياة حتى يصير إلى المشيب والكبر والشيخوخة والهرم ,,, يردد فيها الكثير من الناس ألا ليت الشباب يعود يوما *** فأخبره بما فعل المشيب فكيف تعامل الإسلام مع هذه الفئة ؟وما دور الشباب في تعامله مع المسنين والعجزة منهم بالخصوص ؟ سواء كانوا أقارب أو جيران أو من نخالطهم في مجالسنا ومساجدنا ،، قٌال الله تعالى :{الله الذي خلقكم من ضعف ، ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم من بعد قوة ضعفا وشيبة ، يخلق ما يشاء ، وهو العليم القدير }
 / 1 / أيها المسلمون والمسلمات ،إن الشيخ الكبير الذي وهن عظمه ، وتقدم سنه ، وضعفت قوته ،وشاب شعر رأسه ، نظر الله إليه ورحمه وعفا عنه فهو ممن قال فيهم سبحانه { لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم ، وكان الله عفوا غفورا}
 / 2/ ونقف اليوم مع كبير السن ، وكم ضيعت حقوقه ،وجرحت مشاعره وأحاسيسه ومنهم من يعيش غربة بين أهله وأولاده ، فلا يجد من يجالسه ولا من يواسيه ويؤنسه ،، إذا تكلم قاطعه الصبيان ، وإذا أبدى رأيا ومشورة سفهه الصغار ن فأضحت تجاربه وحكمته وخبرته في الحياة إلى ضياع وخسران ,وقد يرى أن معظم أقرانه وجلساءه قد فارقوا الحياة ! فيا معشر المسنين إنكم كبار في قلوبنا فلا تحزنوا ، إنكم كبار بعظيم فضلكم علينا ، أفنيتم شبابكم من اجلنا ،، لقد ربيتم ، وبنيتم ، وضحيتم ، وإن الخير يبقى ولا يفنى ! و { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟}
 /3/ أما أنتم يا معشر الشباب ، فاعلموا أن إجلال الكبير وتوقيره ومساعدته لقضاء حوائجه سنة من سنن الأنبياء والرسل [ ع] قال الله تعالى { , ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما ؟ قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقي لهما ثم تولي إلي الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير،،} /4/يا معشر الشباب ! ارحموا كبار السن ووقروهم امتثالا لأمر نبيكم [ص] الذي يقول : < ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا > وخاصة الآباء والأمهات والأجداد والجدات ثم الأعمام والعمات والأخوال والخالات ، وطاعة لأمر الله { , وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } /5/ يا معشر الشباب ،أنشروا واذكروا ما كان من حسنات الكبار ،وإذا كانت هناك سيئات وهنات فاستروها واغفروها ، فإنه ليس من البر إظهار زلة من أحسن إليك دهرا ،،، عباد الله ، إن أسعد الناس من ختم الله له بالخير وذكرنا رسول الله [ ص] بقوله :< خيركم من طال عمره وحسن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله > فأطيلوا أعماركم بإحسان العمل ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون / أقول ما تسمعون ويغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين ولكل عبد قال آمـــــــــــــــيــــــــــــن

الخطبة الثانيةــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحمد لله رب العالمين ، ألف بين قلوب عباده المومنين ، شبابا كانوا أو مسنين ،،، أيها المسلمين والمسلمات،إذا كانت عناية دول بمرحلة الشيخوخة تتجلى في تكوين جمعيات لرعاية المسنين ، وظهور نظام التقاعد وإحداث التأمينات الاجتماعية ،،، فإن الإسلام ـ ولله الحمد ـ، قد أكد على ذلك ، وجعل رعاية المسنين ضمن المسؤولية التي ينال القائم بها توابا وأجرا حسنا < كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته > وقد جاء أول أمر لإمام صلاة الجماعة بتخفيف الصلاة مراعاة لحال كبار السن ، قال [ص] : < إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف ، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير > ورخص المشرع لكبير السن بالإفطار في رمضان والإطعام عن كل يوم ، وإذا كان رسول الله [ص] قد أعطى النموذج بتوقير كبار السن ، فقد ربى اصحابه [ض] على ذلك ، عن أنس [ض] قال : جاء أبو بكر [ ض] بأبيه إلى رسول الله [ص] يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله [ص] فقال عليه الصلاة والسلام < لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه > وهذا عمر الفاروق يمر بباب قوم وعليه سائل يسأل ، وهو شيخ كبير ضرير البصر ، فضرب عمر عضده ضربا خفيفا وقال : من أي أهل الكتاب أنت ؟ ـ قال : يهودي ! قال عمر :فما ألجأك إلى السؤال ؟ قال : الجزية ، والحاجة والسن . فأخذه عمر إلى بيته ، وأعطاه شيئا ، ثم أرسل إلى خازن المال ، فقال له : أنظر هذا وضرباءه ، والله نا أنصفناه ! إذ أكلناشبيبته ثم نخذله عند الهرم { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } /5/هكذا أيها المسلمون فهم الناس الأولون تعاليم الدين ، وبهذا أمرنا رب العالمين ، وعلى هذا سار النبي الأمين ، وتبعه صحابته الأكرمين فهلا نطيع ونقتدي أيها المومنون ؟؟؟
ــــــــــالدعاء ــــــالحسن أشقرا ــ/ الدار البيضاء / 1430ــ2009

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. سمية
    01/10/2013 at 20:53

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ـــ وأخيرا ( وقت ما جاء الخير ينفع )= أطلقت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، صباح اليوم الثلاثاء بالرباط، الحملة الوطنية الأولى لرعاية المسنين بالمغرب، تحت شعار « النَّاس الكْبار.. كنز في كُل دار »، وذلك تخليدا لليوم العالمي للأشخاص المسنين الموافق لفاتح أكتوبر من كل سنة.

    وتستهدف الحملة التحسيسية الأولى من نوعها، كل الفاعلين والأسر والأطفال من أجل المساهمة في النهوض بدور الأسرة في التكفل بالأشخاص المسنين، وتحسين صورتهم داخل المجتمع تنزيلا لقيم الدين الإسلامي والحضارة والثقافة المغربيتين القائمة على التضامن بين الأجيال.

    اللِّقاء التواصلي، الذي حضره كل من وزير الصحة الحسين الوردي ووزير الشباب والرياضة محمد أوزين والوزير المكلف بالميزانية إدريس الأزمي الإدريسي، إلى جانب الوزيرة، كان فرصة ذكَّرت فيها هذه الأخيرة بإحصائيات تؤكد أن أعداد هذه الفئة في تزايد مستمر، إضافة إلى أن الاتجاه الديمغرافي ينحو إلى اتساع قاعدة الشيخوخة على مستوى الهرم السكاني بالمغرب.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *