Home»Islam»الشيخ القرضاوي : تزوير الانتخابات وتقييد الحريات وكبت الشعوب وعدم محاربة الأمية من أكبر الكبائر

الشيخ القرضاوي : تزوير الانتخابات وتقييد الحريات وكبت الشعوب وعدم محاربة الأمية من أكبر الكبائر

0
Shares
PinterestGoogle+

تحولت ساحة بلدية حمرية بمكناس الأحد 27 غشت 2006 إلى فضاء ثان لمتابعة لمحاضرة للدكتور العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في موضوع  »رسالة إلى الشباب المسلم »، وذلك بعدما عجزت قاعة المؤتمرات بالقصر البلدي عن استيعاب الجماهير المتدفقة لحضور المحاضرة المبرمجة ضمن فعاليات الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية المستمر إلى غاية ال30 من الشهر الجاري، وجلس أكثر من ألف شخص على قارعة الطريق لمتابعتها عبر الشاشة الكبيرة وهو ما لم يحدث أبدا في تاريخ مكناسة الزيتونة على حد تعبير أحد سكانها، وقدر المنظمون العدد الذي تابع المحاضرة التي اهتمت ببثها في عدة قنوات تلفزيونية منها الجزيرة مباشر والمنار والمجد حوالي خمسة آلاف شخص ما بين الحاضرين داخل القاعة وفي بهو القصر البلدي وما بين من بقوا في الخارج. وحضر المحاضرة شخصيات علمية ودينية وسياسية معروفة .
ولم يخب ظن من تحملوا المشاق لسماع صوت أو رؤية شيخ المجددين وإمام منهج الوسطية والاعتدال في التاريخ المعاصر، ولم يذهب وقتهم سدا، حيث قضى الجميع لحظات ممتعة اجتمعت فيها الكلمة الصادقة المعبرة والمدافعة عن قضايا الأمة مع الموعظة الحسنة لفئات الشباب الذين يتطلعون إلى أن يكونوا في الصفوف الأمامية لركب هذه الأمة التواقة إلى التقدم والتحرر.
وقال القرضاوي إن هذه الحشود الذي يجدها أينما حل وارتحل لم تأت من أجل شخص القرضاوي نفسه، ولكنها تواقة إلى منهجه الذي رسمه وعرف به وقاموا وراءه ألا وهو منهج الوسطية والاعتدال ومحاربة الجحود والغلو، المنهج الذي يقدم وجه الإسلام باسما غير عبوس، في صورة الحب لا في صورة البغض، في صورة الأخوة لا في صورة التشاحن، في صورة التعاون على البناء والتقوى لا في صورة الاختلاف والعدوان، يتبنى التحول في الوسائل والثبات في الغايات. وعبر القرضاوي عن سعادته العميقة لأن هؤلاء الشباب لم يجتمعوا على دنيا ولكن ليسمعوا كلمة الله في أرض المغرب الحبيب، مما يدل على أن هذه الأمة بخير ومؤمنة بدينها وقرآنها، المغرب مسلم، المغرب مؤمن، هذه الأمة لن تموت أبدا ما دام القرآن في يدها وما مادم محمد صلى الله وسلم في قلوبها، وهذه الأمة تحب العلماء وتجل الذين يؤتمنون على ديننا.
وكانت أبرز اللحظات التي شدت انتباه الجمهور، هي التي قال فيها الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي وهو يدعو الشباب المسلم إلى الالتزام بالفرائض واجتناب الكبائر، إن الأخيرة لا تقتصر فقط على الزنا وشرب والخمر وأكل لحم الخنزير وغيرها من الموبقات بل يتعدى مفهوم الكبيرة إلى ما هو أبعد معتبرا أن تزوير الانتخابات وتقييد الحريات وكبث الشعوب وعدم محاربة الأمية والتخلف من أكبر الكبائر أيضا .
وذكر الشيخ القرضاوي في رسالته إلى الشباب المسلم أربعة أمور هي فهم غايته من الوجود والعمل للإسلام والطموح في تحصيل العلم ، والعمل في جماعة لأن في معية الجماعة قوة على الطاعة. وأوضح أن فئة الشباب لا تقتصر على تلك الفئة المعروفة من سن الخامسة عشر إلى سن الخامسة والأربعين بل تتعدى ذلك على كل من يملك قلب الشباب وإن تجاوز الثمانين مصداقا لقول أحد الشعراء  »جسمي إلى التسعين وروحي في العشرين.
وأضاف القرضاوي أن الشباب المسلم بقدر ما ينتظر منا رسالة ينتظر منا أن نستقبل رسالته أيضا، وذكر أن الشباب هو مرحلة الوسط في العمر، وخير الأمور أواسطها والشباب خير هذا العمر، وهو جاء بين مرحلتين من الضعف، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة ، لذلك كان على الشباب مسؤولية أكثر مما على الأطفال والشيوخ، لأن ما يجب على القوي أكثر مما يجب على الضعيف وما يجب على الصحيح أكثر ما يجب على المريض، وذكر رسالة الأستاذ الشهيد حسن البنا الذي قال إن الذين قاموا بالدعوات والحضارات هم الشباب.
وقال القرضاوي للشباب »بدل أن تقلدوا شباب الغرب الضائع، قلدوا الشباب المسلم » مقدما النماذج التي ضرب الله بها الأمثال من الشباب الملتزم بدينه، أولهم سيدنا إبراهيم الذي حطم الأصنام، وسيدنا إسماعيل الذي امتثل لأمر الله وقال لأبيه يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، وكذلك فتية أهل الكهف الذي آمنوا بربهم وزادهم هدى، وسيدنا يوسف الذي تعرض لكيد أخوته وفتنة النساء وبقي صابرا محتسبا قائلا معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ، إنه لا يفلح القوم الظالمون. والإنسان مسؤول عن عمره عامة وعن شبابه خاصة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم » لا تزول قدما عبد حتى يسال عن أربع منها عن شبابه فيما أفناه.
وأوضح القرضاوي أن على الشباب أن يعيش لغاية وأن يكون إنسانا يفكر وليس كالأنعام أو أضل، غافلا عن الدين وعن سر حياته ووجوده، موضحا أن الأنعام إنما خلقت لغايات تؤديها ذلك أنه لن تجد بقرة رفضت أن تحلب ولا حمارا أن يركب، أما غاية المسلم في الخلق فهو أن يعرف الله تعالى، وأن يعبده، ويؤدي حقه في العبادة، وأن بخلفه في الأرض، ولعمارة الأرض مستشهدا بآيات من القرآن الكريم.
وحث القرضاوي الشباب المسلم التسلح بسلاح العلم خاصة فقه مراتب الأعمال،لأن هناك من شغل الناس بقضايا خلافية وضيعوا الأوقات فيها، ينكرون المذاهب ويجعلون مذهبهم المذهب الوحيد.
إن الشباب المسلم يجب أن يأخذ علمه عن العلماء الأتقياء، دون ترك القراءة العميقة التي تفضي إلى تحكيم العقل وفهم المقاصد والإسلام الحقيقي كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكما فهمه الصحابة. وعلى الشاب بعد أن يفهم غايته، ولبس للشباب غاية إلا العمل للإسلام، وأن يحسن فهم دينه ويحسن تطبيقه، وأن يستقيم على الصراط المستقيم، وأن يطمح إلى المعالي، وبهذا تتفتح له الأبواب والآمال، كما ضرب القرضاوي أمثلة بشباب مسلم قادوا الفتوحات في شرق البلاد و غربه بدء من محمد بن القاسم ذو السبعة عشر ربيعا والذي فتح الهند وانتهاء بموسى بن زيد وطارق بن زياد الذي فتح الأندلس، وضرب أيضا مثلا بأئمة المسلمين بدء من مالك والشافعي وغيرهم.
وأضاف » يجب أن يعمل بهذا الدين ويؤدي ما أمر الله يه ويبتعد عما نهى الله عنه، وحينما يؤدي الفرائض التي تقربه إلى الله، ويصل درجة القرب، يسعى ويصبو إلى الرقي ويطمح وأن يصل إلى درجة الحب بالتقرب إلى الله بالنوافل، حاثة إلى التطلع إلى أعلى، فالقرآن يقول  »أحسن عملا »، فالتمايز ليس بين الحسن والسيء ولكن بين الحسن والأحسن، مذكرا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم  »إذا سألتم الجنة فأسألوا الفردوس »، ولماذا تقبل بدرجة مقبول ولا تسعى إلى درجة جيد أو جيد جدا أو ممتاز ما دامت عندك المؤهلات.
وأكد القرضاوي للشباب على أن يعمل في جماعة، لأن الجماعة قوة على الطاعة، ضاربا المثل بالشاة التي تتيه عن القطيع فتكون فريسة للذئاب، كما أن الشيطان أقرب على الواحد منه إلى الاثنين، وابعد منه كلما اجتمع مع آخرين، كما أن نهضة الإسلام لا تكون إلا بأعمال جماعية، لأن اليد الواحدة لا تصفق. ولا نستطيع أن ندخل عصر التكنولوجيا المتطورة وأن نجابه العدو الصهيوني ولا أن ننتشل أمتنا من ضعف إلا إذا توحدت الجهود. وأشار القرضاوي أن كل تلك التوجهات ليست للشباب الذكور فقط وإنما هي أيضا للشابات اللائى يمثلن أكثر من نصف المجتمع في حمل الرسالة وللمرأة تأثيرها على زوجها وأبنائها وإن كانت كما يقولون هي نصف المجتمع.. ودعا القرضاوي الأسرة المسلمة إلى مساعدة أبنائها وبناتها إن أرادوا الالتزام بالدين والسير في الطريق المستقيم ضاربا أمثلة مرة من الواقع حيث تمنع المرأة بنتها من لبس الخمار مخافة أن تبور، لكن الواقع يقول أن كلما ارتدت بنت حجابها كلما ازداد طلاب يدها، وحتى الذين لا يلتزمون بالدين كما يجب أصبحوا يفضلون ذات الدين لأنهم مطمئنون على أفعالها.
وانتقد الشباب المسلم الذي يعيش نوعا من الازدواجية ، حيث تجده في المسجد ويرتكب المحرمات في الشارع والجامعة والمعمل والمدرسة، مذكره بقول الرسول صلى الله عليه وسلم  »اتق الله حيتماكنت ».

متابعة عبد الغني بلوط
التجديد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *