Home»Islam»رمضان اقبل فكيف نستقبله؟

رمضان اقبل فكيف نستقبله؟

0
Shares
PinterestGoogle+

إن أياما طيبة توشك أن تَفِد إلينا، فبعد أيام – بإذن الله- نستقبل شهر الخير والبركات وموسم والنور الطاعات، شهر رمضان المبارك، هذا الشهر العظيم الذي هيأه الله لعباده المؤمنين ليتوبوا من ذنوبهم، وليتطهروا من غفلاتهم، وليخرجوا من هذا الشهر مغفورا لهم، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه.

إن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للتزود من الطاعات، ولزيادة الإيمان وتجديده، حيث يتجدد ويزداد بالطاعات والقربات، فلا تغفل –أخي القارئ- عن اغتنام هذا الشهر، واستغلال كل لحظة من لحظاته المباركة وكل نفحة من نفحاته، وحذارِ أن تضيّع هذا الشهر بالغفلة والتقصير فيمضي دون أن تكون مِن عِداد مَن غفر الله لهم، ودون أن تنضم إلى قافلة التائبين والمنيبين، فتصيبك من جرّاء هذه الغفلة دعوة جبريل عليه السلام حيث دعا على من أدرك رمضان ولم يُغفر له بالبعد عن الله وبالشقاء، فقد ورد في الحديث الذي رواه كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: احضروا المنبر، فحضرنا فلما ارتقى درجة قال : « آمين »، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال: « آمين »، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال: « آمين ».

فلما نزل قلنا: يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه؟ قال: « إن جبريل عليه الصلاة و السلام عرض لي فقال : بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له! قلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال: بعدا لمن ذُكرتَ عنده فلم يصلّ عليك! قلت: آمين، فلما رقيت الثالثة، قال: بعدا لمن أدرك أبواه الكبر عنده فلم يدخلاه الجنة! قلت: آمين » (مستدرك الحاكم (7256) : صحيح).
فالحذر كل الحذر أن تكون ممن دعا عليه جبريل(عليه السلام) وأمّن على دعائه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فليس أشقى من إنسان دعا عليه أمين السماء وأمّن على دعائه أمين الأرض!

ونحن الآن ليس بيننا وبين رمضان سوى أيام معدودات، فحريّ بنا أن نتهيّأ لاستقبال هذا الشهر الكريم، وأعظم شيء نستقبل به رمضان هو أن نجدد العهد مع الله تعالى، وأن نفتح مع الله صفحة جديدة، وأن نتوب إليه توبة صادقة ونصوحا، وأن نغيّر ما بأنفسنا، حتى يغيّر الله ما بنا من أوضاع مزرية وأحوال أسيفة.
ولقد النبي (صلى الله عليه وسلم) يبشِّر أصحابه بقدوم رمضان بشرى التشوُّق لنفحاته، والتلهُّف لبركاته، فيقول لهم:  » قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب الجحيم، وتُغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم ».

وقد كان السلف الصالح يتلهفون لمَقدِم رمضان كلَّ التلهُّف، ويستعدون له ما وسعهم الاستعداد، معتبرين أن إدراك رمضان هو نعمة عظيمة ومنحة جليلة، فكان من دعائهم رضي الله عنهم:  » اللهم سلّمنا إلى رمضان، وسلّم لنا رمضان، وتسلّمه منا متقبلاً ».

ومما يدل على أن أدراك رمضان من أجل النعم وأرقاها ما ذكره الإمام ابن رجب الحنبليّ حيث قال:  » بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ثم مات الثالث على فراشه بعدهما فرئي في المنام سابقاً لهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أليس صلى بعدهم كذا وكذا صلاة وأدرك رمضان فصامه؟ فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين الأرض والسماء » (أخرجه الإمام أحمد وغيره).
فهذه فرصتك – أخي القارئ- التي لا تعوّض ولا تُقدّر بثمن، فاحرص عليها، ولا تضيّعها

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *