نداء من الحركة الجزائرية للضباط الأحرارلانقاذ الجزائر
نشرت الحركة الجزائرية للضباط الأحرار على صفحتها بالفايسبوك نداء تذكر فيه بما حذرت منه سابقا، وتدعو كل احرار الجزائر لانقاذ البلد من الافلاس السياسي والاقتصادي وهذا نص النداء.
===
» لقد أثبتت الأيام دون أدنى شك أن ما حذرنا منه المخلصين خاصة و الشعب عامة قد تحقـق للأسف الشديد، ذلك أن ما قـلناه لم يكن ضربا من الحظ أو سهما من الخيال، إنما كان استـنـتاجا منطقي نابع من معرفـتـنا الحميمة لهذا النظام العميل و عـلمـنـا بدسـائـسه و مخططاتـه الخــفـيـّة.
ليس ذلك فحسب، بل حذرنا بكل حزم و مـسـؤولـيـة و صدق، منذ زمن، « جهات في السلطة » وأطـلعـناها بـالـدلـيل بما سيكون من أمـر الجزائر في ظل المعطيات الخـطيرة التـي لم تكـن تنـذر بالخـيـر بل بـكل الشّـر، و ما قـمنا بذلك إلا إبـراءا للذمة أمام الله أولا و حـقـنا لـدماء الجزائريين و حفاظا لأعراضهم و ممتلكاتهم.
حال جزائر اليوم أشبه ما يكون بمثله في نهاية الأربعينات من تسـليـم بالواقع و رضوخ للحال من قبل أغـلبـيـة صـامتـة صمت الأموات، أبت إلا أن تعيش في مذلة و هـوان. ولا يزيد واقع اليوم عن الأمس إلا بالإنحلال الخـلقـي الـصّـارخ للمـجـتمع الذي صار وصمة عار و مسخا للشرف و اللاّمبالاة العامة بمصيـر البلاد وكأن الجميع مجرد سـياح في وطن النّهب و السّـلب ينتـظـرون العـبـور إلى بـر الأمان.
إن كل من تهـاون أو تخـاذل عن إنقـاذ الجزائر من الكارثة إنما فعل ذلك جبنا و أنانـيـتا بنيـت على حسابات آنية دنيـئة بيع بها مصير الوطن كما تباع الأنعام في الأسواق.
إن المسؤوليات و الواجبات لا و لن تـتسـاقـط عن الأقـلية من المخلصين الشرفاء حتى و لو خذلـتهم الأغلبية، لأن التاريخ قدعـلمنا أن العـزم الصّادق و الهمّة العالية لا يوقـفها شيئ و لا يصدها رادع. و لعل أفضل دليل هو ما أنجـزته القـلّــة القليلــة من الـرجـال الشـرفـاء التي فجّــرة ثورة التحرير غير مباليـتا بالمثـبّــطيـن والمتخاذليـن بل مضت قـدما برغم كيد الكائدين و دسائس الخائنين فارضتا واقع الثورة بالحـديـد و النـار.
نـعم بالحـديـد و النـار و من السّـذاجـة أن يظـن الـخـائـنيـن في السلطـة مهـما كـان منصـبهـم أن الحـديـد و النـار بـعيـد عـنـهم بـل هـو أقرب ممـا يظـنون لأن الكـيل قـد طـفـح و فـاضت الـجزائـر بـهـالـكيـها و مـا بقي للكلام مـجال.
من مازال يظن اليوم أو يتمنى أن ينـقـشـع ظلام الإستبداد و العبودية عـن سماء الجزائر بالكـلمة و الأخذ و العطاء في الصالونات الفخمة فقد أصابه ضرب من الجنون و اللاّوعي، لأن مغتصبي الجـزائـر لا و لن يتركوا السّلطة مهما كان الثمن بل سيـزيد نظامهم في إذلال الشّرفاء و انتهاك المحرمات و التمادي على المقدسات و النـهب و السّـلب لأن هـدفهـم هـو تدمير الوطـن و المـواطـن….
على الجميع أخيرا أن يدرك أن التغيير الذي لا تغذيـه العزيمة الراسخة و الـدماء الـزكـية لن يرى شمس الحرية و لن يدرك فجر الخلاص، و ما لم يعي الجميع أن الشّـرف المسلوب و العرض المغـتصب لا تداويه الا التضحية بالـنّفس و الـنّفيس و الإيمان بقداسة المهمة.
تـحـيا الـجزائر و الـمجـد و الخلـود للشـهـداء و الـشرفـاء.
Aucun commentaire