Home»International»هجوم باريس والإنقلاب على إرادة الشعب في الجزائر

هجوم باريس والإنقلاب على إرادة الشعب في الجزائر

0
Shares
PinterestGoogle+

إنقلاب فتح أبواب الجحيم على الجزائر والجزائريين وأدى إلى جرح وسجن ومقتل مئات الآلاف، ناهيك عن الملايين الذين شُردوا في الداخل والخارج، وما تبع ذلك من دمار للمجتمع والأخلاق والإقتصاد والسياسة …بعبارة واحدة دمار هائل للجزائر.

الجزائر التي كان يمكن لها أن تكون قوة حقيقية لا تقل، مثلا، عن تركيا وماليزيا اليوم، وهي التي كانت في الثمانينات تصنف أنها أفضل منهما من عدة جوانب بما فيها الإقتصاد.

إنقلاب عسكر فرنسا، الجزائريين إسما، ماكان ليتم لولا تواطؤ مفضوح من قوى غربية على رأسها فرنسا، شجعت الجنرالات على جريمتهم العظمى في حق الشعب الجزائري، كما كشفت كثير من الشهادات، ومن بينها تلك التي أدلى بها أحد كبار مسؤولي المخابرات الفرنسية حينها المدعو ماركياني.

إن المتباكين على مقتل 17 فرنسيا في باريس يتناسون أن ملايين المسلمين قد قتلوا في العشرين سنة الأخيرة وحدها، إبتداء من الجزائر التي شهدت أبشع المجازر إلى سوريا النازفة بحورا من الدماء مرورا بملايين القتلى و المشردين في العراق وأفغانستان وباكستان واليمن ومالي…

والقائمة طويلة وتطول.

إن الجزء الأكبر في دمار المنطقة الإسلامية، خاصة العربية منها، يتحمله، أساسا، ساسة الغرب وسياساتهم تجاه المسلمين التي، في مجملها، تتوزع بين إحتلال عسكري مباشر على شاكلة العراق وأفغانستان أو غير مباشر بدعم أنظمة حكم قهرية ، مفسدة، جاهلة وخائنة.

إن ثورات العرب في الأعوام الأربعة الماضية أثبتت، بما لايدع مجال  لأدنى شك، أن الغرب لا يريد لنا أن نتحرر وهو الذي يزعم الحرية، وما دعمه المفضوح للثورات المضادة التي قادها حلفاء ه من حكام الخراب والدمار في السعودية والإمارات والأردن والجزائر…إلا دليلا آخر على القبضة الإستبدادية التي يراد لها أن تظل خانقة مئات الملايين من المسلمين.

ويكفي أن نذكر، أن الجنرال السيسي الذي قتل الآلاف من المسالمين في الساحات العامة ويسجن عشرات الآلاف من أحرار مصر، قد فُرش له البساط الأحمر في عدة عواصم غربية وعلى رأسها باريس التي تتظاهر اليوم ضد”الإرهاب”.

إننا ونحن ندين الإرهاب أياكان فاعله وتحت أي ذريعة كانت نتساءل اليوم أيهما أشد إرهابا وإجراما، الذين تحركوا بمفردهم فقتلوا 17 شخصا أم الإرهاب الذي تقوم به دول كبرى ضد المستضعفين الذين لا يريدون إلا حياة حرة وكريمة في أوطانهم التي دفعوا من أجلها ملايين الشهداء لتحريرها من إستعمار غربي بغيض ولعل الجزائر هي أكثر الأمثلة بروزا في هذا الصدد.

إذا كان ساسة الغرب صادقين حقا فيما يقولون ويدعون، عليهم أن يحبوا، حقا وصدقا، للآخرين ما يحبون لأنفسهم من حرية وسلام وآمان وتطور…

و عليهم أن يتوقفوا عن الكيل بمكيالين وعن محاولات إخضاعنا كما فعلوا في الماضي، لأن الزمن قد تغير وشعوبنا التي هي في طريقها لإسقاط الإستبداد لن تسمح للإستعمار أن يعود أبدا.

محمد العربي زيتوت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *